الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

تحية لشهداء الجيش في عيده... لن ننساكم

المصدر: "النهار"
ابراهيم حيدر
ابراهيم حيدر
تحية لشهداء الجيش في عيده... لن ننساكم
تحية لشهداء الجيش في عيده... لن ننساكم
A+ A-

لم يدفع #الجيش_اللبناني في تاريخه، ضريبة دم بحجم ما دفعه خلال السنوات الماضية. قدم الشهداء بالمئات منذ معارك #نهر_البارد في عام 2007 مروراً بمعارك عرسال وجرودها ضد التطرف والارهاب، وفي طرابلس، وفي عبرا وفي الداخل. الى الجنوب ضد الاحتلال الاسرائيلي. هو لم يبخل بتقديم الشهداء دفاعاً عن اللبنانيين، وحماية لأمنهم وللاستقرار، رغم الامكانات الضئيلة، وليحظى أيضاً بتقديرهم في ظل الانقسامات السياسية والتوترات الأمنية البلد، والفراغ في بعض مؤسساته.


نحتفل بعيد الجيش ويسقط له شهداء في غير مكان في #لبنان، لكنه يقوم بواجباته رغم كل الحملات التي استهدفته سابقاً، ورغم التشكيك بدوره من بعض الذين يريدون له دوراً لحماية مصالحهم الضيقة. وها هو الجيش بوحداته كافة لا يميز بين اللبنانيين ولا يغلّب فئة على أخرى، يجمع كل الطوائف والمذاهب، فإذا كان لا بد من موقف لدعم الجيش لا يكون من زاوية ضيقة وليس دعماً لجذبه الى هذا الفريق أو ذاك أو هذا المذهب أو الطائفة أو تلك، ولا مشروطاً. دعم الجيش ليس بإعلان موقف في عيده، إما ان يكون دعماً من خلفية وطنية جامعة، أو لا يكون، حين يقرر البعض أن يعلن ولاؤه للجيش من خلفية طائفية ومن مصلحة ضيقة تريده أن يقف في مواجهة الآخر في الداخل وتغليب الطائفي على الوطني.
الجيش جامع اللبنانيين.هذه هي وظيفته اليوم وهذا هو دوره. وعندما يقدم الشهداء دفاعاً عن الحدود وضد #الارهاب و#التطرف، وحماية للأمن الوطني، يكون هو المنقذ في المقام الأخير، تماماً عندما تكون الدولة متعافية وتقوم بدورها في وقت الأزمات، فتتولى الإنقاذ في اللمنعطفات المصيرية، وهذا واجبها، عندما لا يكون هناك من مخرج وعند انسداد الأفق. وطالما كان الجيش كذلك، دوره وطني، رغم كل الانقسامات والخلافات وما تتركه من تداعيات كارثية على البلد. فما معنى ان يترك الجيش وحيداً يقاتل على الحدود، ويتولى حماية الأمن الوطني من دون أن يحظى بتغطية وتضامن وطنيين؟ لعل اللبنانيين باتوا على قناعة تامة بأن الجيش صمام أمان للبلد في هذه المرحلة الخطيرة والمصيرية التي يمر بها البلد، وهو فعلاً هذا الصمام الذي يتلاقى مع أدوار لمؤسسات أخرى ما زالت تنبض بالحياة. وهو يستمر على العهد متجاوزاً كل التشكيك والتصرف والمواقف التي تراوح وتختلف بين مرحلة سياسية وأخرى.
في عيد الجيش، تحية لشهدائه، ونحن نتذكرفي مثل هذه الأيام من العام 2014 كيف سقط في عرسال العقيد #نور_الدين_الجمل شهيداً ابن الطريق الجديدة. وكيف استشهد معه #المقدم_داني_حرب ابن بعبدا، والنقيب داني خيرالله ابن بيروت، وعسكريون من كل المناطق والطوائف، وقبلهم وبعدهم شهداء كثر رووا بدمائهم أرض الوطن وجمعوا اللبنانيين. هم شهداء لبنان وفي عيد مؤسستهم الوطنية الجامعة لا بد من القول أنها الأقوى، هي التي تضم من كل #الطوائف و#المذاهب والمناطق، تجمع كل الذين لا يجتمعون معاً في الدولة وفي المجتمع الأهلي بفعل الاصطفافات القائمة. ولأنها كذلك لا يكفي أن نحيي الجيش فس عيده ونطلق كلام الدعم الذي يتغير وفق الأهواء السياسية والمصالح المختلفة. دعم الجيش لا يمكن ان يكون موسمياً اذا اردنا الحفاظ على لبنان في هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخه.
تبقى كلمة تحية الى #شهداء_الجيش في عيده وفي كل الأوقات، أنتم لن ننساكم.
[email protected]
twitter: @ihaidar62

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم