السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

سوريا بعد الاتفاق النووي... دعم اضافي لبراميل الأسد أو صناعة سلام؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
سوريا بعد الاتفاق النووي... دعم اضافي لبراميل الأسد أو صناعة سلام؟
سوريا بعد الاتفاق النووي... دعم اضافي لبراميل الأسد أو صناعة سلام؟
A+ A-

منذ أسبوع، صادق الرئيس السوري بشار الأسد على اتفاقية خط تسهيل ائتماني بقيمة مليار دولار من إيران، بهدف تخفيف الضغوط الاقتصادية على نظام يتهاوى، ووفق المعلومات فإن إيران لم تقدم هذا المبلغ من دون مقابل، بل تملكت به بعض الاراضي والمباني، ما دفع السوريين المعارضين إلى التخوف من خطورة الاتفاق النووي الايراني الذي سيفرج عن نحو 140 مليار دولار لصالح إيران، فهل تتحول الاراضي السورية التي يسيطر عليها النظام إلى أراض مملوكة لايران؟، سؤال بدأ يردده كثيرون من المعارضين.


وفي غياب التفاؤل في امكانية انتقال إيران إلى لعب دور ايجابي في سوريا، يراهن البعض على المفاوضات التي ستجريها أميركا مع إيران، والتي قد تدفع في فترات لاحقة إلى الضغط على الاسد للتوجه إلى طاولة المفاوضات التي ربما ستكون إيران المشارك الأكبر فيها، لكن هذا الأمر يضعه المراقبون ضمن اشكالية: هل تترجم ايران الفرصة لفرض السلام في المنطقة أم لرفع وتيرة الحروب والشحن الطائفي بدعم أجندتها في سوريا والعراق ولبنان واليمن؟



دعم الأسد
يرى المحلل العسكري اللواء الأردني فايز الدويري  أن "الاتفاق النووي نوع من أنواع اعادة تأهيل النظام الايراني بهدف دمجه في المجتمع الدولي"، ويقول لـ"النهار": "في ظل الحصار المفروض على إيران اقتصادياً كانت تضخ الميليارات إلى النظام السوري، واليوم بعد الاتفاق قد يتم انهاء تجميد أصول إيرانية بنحو 140 مليار دولار، ما يعني أن ايران قد تسعى جاهدة إلى اعادة دعم النظام السوري وتثبيت اركانه". وفي الشأن العسكري، يؤكد الدويري أنه "لا يزال مبكراً الحديث عنه، فحظر الأسلحة لا يمكن أن يرفع إلا بعد 5 أو 8 سنوات".


ويصف الافراج عن أموال إيران بـ"نقطة رئيسية قد تكون قاتلة وسلبية، ويرتبط باستغلال هذه المبالغ، ليس في اعادة اسعاد الشعب الايراني وترفيهه بل لتحقيق اهداف اقليمية قد يستفيد منها النظام السوري وحزب الله والحوثيون"، موضحاً أن "ايران قد تزوّد النظام بالاسلحة، أو تدعمه مادياً، لأن النظام السوري متهالك ومنذ اسبوع وضعت ايران اعتماداً بمليار دولار". ووفق الدويري، فان المعلومات تشير الى ان  "المبلغ لا يوضع كرمى لعيون بشار الأسد، بل يطالب الايرانيون في المقابل باستملاك عقارات ومؤسسات وأراضي الدولة، وبالتالي فان ايران مستفيدة على المدى البعيد وسنكتشف ان مساحة كبيرة من أراضي دمشق ومباني الدولة السورية باتت ملكها". ويلاحظ أن "العالم الغربي بأكمله يتلهف لزيارة طهران، من أجل المصالح الاقتصادية"، لافتاً إلى أن "الاقتصاد الايراني متعدد الارتكازات ولا يعتمد على النفط فحسب".
الداخل الايراني وحده قادر على لجم أي من هذه المخططات، ويقول الدويري: "دعم الأسد هو الأكثر ترجيحاً إلا اذا استطاع الاصلاحيون الوقوف بوجه المحافظين وضباط الحرس الثوري".
وعن امكانية دخول أميركا في مفاوضات مع إيران لوقف دعم النظام، يقول الدويري ان "مصير الأسد وخروج حزب الله من سوريا ليسا من أوراق أوباما الاستراتيجية، فهو يريد حالياً احتواء ايران لكن الخوف أن تعود ايران شرطي الخليج".



إيران مفاوض رئيسي



لا ترى المعارضة السورية أي ايجابية في الاتفاق، بل تعتبر أنه جاء لصالح إيران، في وقت تتمزق فيه جثث السوريين أشلاء في سوريا بأيد ايرانية، وكتب المعارض السوري برهان غليون في صفحته على فايسبوك: "الاتفاق النووي هو من دون خداع للنفس، نجاح لإيران في فك الحصار الدولي عنها وتعزيز للنظام القائم، وهو نظام توسعي ومنتج رئيسي للارهاب والحروب والطائفية"، لافتاً إلى أن "هذا الاتفاق تم من دون ارتباط مع مسألة تعديل سياسات ايران الإقليمية وبالتالي عزز موقف الاخيرة في اي مفاوضات إقليمية مقبلة. وباتت شريكا مقبولا في العالم بعد ان كانت معزولة".
وتابع: "بهذا الاتفاق ضمن الغرب مصالحه واتقى شرور طهران ورمى قنبلتها التخريبية على اصحاب المنطقة أنفسهم. وهذا مافعله من قبل عندما رمى بقنبلة المسألة اليهودية التي ولدتها سياساته العنصرية على الشعوب العربية لتتعامل معها".
توقيع الاتفاق دفع غليون إلى اعتبار أن "العرب الآن وحيدون امام مصيرهم وعليهم ان يتحملوا مسؤولياتهم. ولديهم الموارد للدفاع عن أنفسهم، لكن المال لايصنع سياسة ومراكمة السلاح لا تخلق جيشا، بل ينبغي ان يكون هناك مشروع سياسي يلهم الشباب ويحمسهم"، ويلاحظ أن "ايران لم تربح امام الغرب الا بسبب اجهاض الربيع العربي (...) الكلمة الان للحكومات العربية لتظهر اذا كانت على مستوى التحدي".



المطبخ الشرق أوسطي
من جهته اعتبر رئيس الائتلاف السوري المعارض السابق هادي البحرة أنه "بعد توقيع الاتفاق النووي الايراني، أصبحت المنطقة مهيئة، للدخول الى أخطر مرحلة، مرت على الشرق الأوسط منذ العام 1918، ستختلف التحالفات والاصطفافات في شكل لم يكن متوقعاً وستتسارع الأحداث نحو شفير الهاوية، مخاض مؤلم قد يطول أو يقصر وتتوسع رقعة الاضطرابات والفوضى، والله أعلم بما سينتج كون "كتر الأيادي يفسد الطبخة" ومن لم يشارك بالطبيخ سينتهي، في طبخة غيره/ ومن ظن أنه كان طباخاً سيجد نفسه منحلاً في طبخة غيره، وفي أحسن الأحوال قد يتذوق ماطبخ غيره، ومن أعتقد أنه يملك وصفة الطبخة ويتحكم بها، سيجد الكثيرين ممن سيضيفون على مكوّنات وصفته مكوّنات لم تخطر ببال، وسينتهي اما بحرق الطبخة أو بوجبة مختلفة عما كان يعد".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم