السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

لن يتضح مستقبل لبنان إلا يوم تعود فيروز إلى بعلبك!

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
لن يتضح مستقبل لبنان إلا يوم تعود فيروز إلى بعلبك!
لن يتضح مستقبل لبنان إلا يوم تعود فيروز إلى بعلبك!
A+ A-

عندما أعد فريديريك متيران الوثائقي عن السيدة فيروز في العام 1998، استشرف هذا الأخير مستقبل لبنان من خلال جملة طبعت أمس وجداننا وهو يقول: " لن يتضح فعلياً مستقبل لبنان إلا يوم تعود فيروز إلى بعلبك".


ويا للأسف، لم تعد السيدة فيروز إلى بعلبك ولن تعود ربما إليها، إلى مدينة تغيّرت ملامحها كثيراً. لكن هذا الرابط "العضوي" بين فيروز ولبنان شكل الحاسة السادسة لدى متيران والذي أدرك قبل اللبنانيين أن صوت السيدة فيروز يعيدنا وحده إلى لبنان، يجمعنا بدفئه وعنفوانه تحت سقف واحد ويحررنا من عبودية الذات والآخر.
كان أمس "يوم السيدة فيروز" في المركز الفرنسي في لبنان والذي أراد كما صدر في بيان عنه أن "يدخل هذا الوثاثقي ضمن برنامج المركز الثقافي وتحديداً ضمن عروض أسبوعية فيها تحية "لكبار كبار" في قاعة مونتنيه، تحية جميلة وتكريماً لهذه الفنانة العملاقة ولمسيرتها الفنية".
هذا العرض في الهواء الطلق في مقر المركز نفسه جذب الصغار والكبار للقاء السيدة فيروز. طبعت النوستالجيا ذاكرة بعض الناس الذين واكبوا السيدة فيروز في عروض رحبانية "حيّة". أما نحن جيل الحرب والأحلام المتكسرة فخلنا أنفسنا نتابع فيلماً عن عراقة قديمة في بلد بعيد من ذاكرة عصر قديم تفصلني به فترات طويلة. رأينا أمس البعيد بيروت القديمة "ذاكرة الفن والنهضة"، وخلنا أنفسنا أمام درس في كتاب تاريخ عن زمن قديم يناقض عصر الانحطاط الذي يحكم اليوم الفن والصوت والكلمة وسلم القيم والإنسان.


في الوثائقي الذي يتحدث عن عراقة ستينات العصر الماضي، بدا الناس مختلفين عن اليوم فهم كانوا في الماضي أكثر جمالاً وعراقة و"شياكة " وشفافية وأكثر أناقة وأقل تصنّعاً عن عدد لا يستهان به من رجال ونساء زمن ما بعد الحرب.
لا نحتاج خلال الفيلم إلى أن نذكر أي أحد ببدايات السيدة فيروز في إذاعة لبنان، حبّها لعاصي وزواجها ونجومية المسرح الرحباني ونموذجه الليبرالي لا بل كما وصفته السيدة فيروز "خليطاً من الفن الموسيقي اللبناني المطعم بنفحة غربية مختلف عن النفحة العربية".
لن ننقل الحديث بين متيران والسيدة فيروز ومجد الرحابنة معها وحزنها لموت عاصي في 21 حزيران 1986 وعودتها لاحتضان بيروت في ركام وسطها التجاري في العام 1994، لكن الأهم أن متيران استشرف في الوثائقي "وطأة" التوزيع الديموغرافي في حينها. لم يتردد في وصف هذا الواقع من خلال تلميحه لوجود "حزب الله" في بعض المناطق كأنه يرسم بعض معالم مستقبل لبنان .
هذا المستشرف، الذي رغم تمرسه بالثقافة والصحافة والكتابة، عكس كلاماً عن فيروز التي عرفها من كثب، وعن فيروز التي نعشقها. اللافت أنه توجه إلى فندق "بالمير" في بلعلبك، المكان الذي كانت ترتاده خلال عروض مهرجانات بعلبك الدولية. وجد متيران هناك رجلاً مسؤولاً عن تسيير أعمال الفندق. كان يعرف فيروز وينتظرها دوماً لتدخل الفندق وتعود إلى بعلبك. فتح باب غرفتها المفضلة في الفندق، التي كانت ترتادها تزامناً مع مشاركتها في مهرجانات بعلبك الدولية. ناداها مراراً ولكن الغرفة كانت، ويا للأسف، شاغرة وباردة دون السيدة فيروز.
لنعد إلى البداية ونقول إذا كان متيران يربط معالم مستقبل لبنان بعودة السيدة فيروز إلى بعلبك، فالانتظار قد يجهض الرهان لأن بعلبك أضحت اليوم في قاطع آخر، في عهد آخر ومصير آخر .


 


 


[[video source=youtube id=m2JTMxqjaVM]]


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم