الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

باسيل يفتح "جبهة دفاع" عن "حزب الله"

المصدر: "النهار"
محمد نمر
باسيل يفتح "جبهة دفاع" عن "حزب الله"
باسيل يفتح "جبهة دفاع" عن "حزب الله"
A+ A-

رغم فقدان الثقة في المجتمع الدولي ومكوناته التي فشلت في بسط حد أدنى من الانسانية في سوريا، يحاول وزير الخارجية جبران باسيل بذل جهوده من أجل تعطيل أي امكانية لادانة "حزب الله" في مجلس حقوق الانسان التابع إلى الأمم المتحدة في جنيف بسبب تدخله عسكرياً في القتال الدائر في سوريا، في وقت تحتاج فيه هذه الجمهورية إلى أكثر المواقف صلابة وديبلوماسية قاسية تجاه تصريحات ايرانية تربط لبنان بايران... حتى لو كانت طهران تسارع إلى نفي ما يصدر من انتهاك للسيادة اللبنانية على لسان بعض كوادرها.


انتزع باسيل أخيراً موقفاً من سفير روسيا في لبنان ألكسندر زاسبكين، قال فيه: "من غير المنطقي ادراج اسم حزب الله مع حجة التدخل الخارجي، خصوصاً انه يتعاون مع النظام السوري. والمعركة اليوم هي ضد المنظمات الإرهابية كـ"داعش" و"النصرة" بينما الحزب يقف الى جانب النظام، فلماذا يريدون الانطلاق من الجانب الذي يقف مع النظام بدل البدء بالمنظمات المعترف انها ارهابية".
الأكيد أن "سعي بعض الدول لادانة الحزب في مجلس حقوق الانسان" لم يطرح على طاولة البحث الحكومية، وهذا ما يؤكده لـ"النهار" وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، ويقول: "نحن حالياً نبحث في كيفية تمرير هذه المرحلة الانتقالية في أقل نسبة ممكنة من الاضرار ولا نبحث عن انفجارات، خصوصاً ان لا موقف واحداً في لبنان، والأفضل تجاهل الموضوع".



"أدعم باسيل"
وكالمعتاد فإن أي ملف يرتبط فيه "حزب الله" هناك مؤيد ومعارض، وبعيداً عن اي اصطفاف فإن وزيرة المهجرين أليس شبطيني تدعم جهود باسيل وتؤيدها، علماً أنها تؤكد أن "لا قرار حكومياً في هذا الملف، بل يعمل الوزير باسيل ضمن سياق عمل وزارته".
هل أنت مع أدانة الحزب؟ تجيب شبطيني: "لا يجب أن يحاكم  أحد من دون إعطائه حق الدفاع عن نفسه، ليوضح أسبابه في الاقدام على أي عمل قام به وحتى لا يدافع عنه أحد، فهناك محاكم للمحاكمة، أما الخروج بنظرية ويحاكمون الحزب في المجلس من دون إعطائه حق الدفاع فهذا أمر لا يجوز"، معتبرة أن "بعض الدول لديها مصلحة في إدانة الحزب".
ولا يأتي تأييد شبطيني لجهود باسيل من عبث، بل "لأن الملف يتعلق بفئة من الشعب اللبناني الذي أرفض أن يمسه أحد، فأنا مع كل اللبنانيين ضد كل شخص غريب".



"الامبراطورية الفارسية"
يبدو أن "القوات اللبنانية" تتحفظ عن الغوص في مواضيع قد تعكر صفو الحوار "المعجزة" بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، أما عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت، فهو ثابت على مواقفه إزاء "حزب الله" وتدخله في سوريا، ويعتبر أن "الوزير باسيل يتصرف من موقعه كجزء من الامبراطورية الفارسية مع حزب الله وبالتالي فتصرفاته طبيعية جداً، كحليف سياسي، وهو يسخّر كل إمكانيات الدولية اللبنانية للحزب والمشروع الايراني في المنطقة".
وهو على يقين أن جهود باسيل لم تحظَ ببحث حكومي، ويقول: "انه يبادر من نفسه، ولا فرق بينه وبين الوزير السابق عدنان منصور سوى أن الأول أكثر ذكاء ويستطيع أن يسوق لنفسه أكثر من ناحية الاغتراب"، مضيفاً: "لم يعد الحديث اليوم عن حزب الله بل بات الأمر أكبر من ذلك مع مشروع الامبراطورية الفارسية".
الجميع حريص على المكوّن اللبناني، لكن "إذا كان حزب الله يرتكب تصرفات في الخارج تحتاج إلى ادانة، فيجب أن تدان، لأننا مع حزب الله حينما يعود حزباً لبنانياً ندافع عنه بكل امكانياتنا، اما اذا كان في الخارج فلا ندافع عنه"، ويضيف:"لا يختلف حزب الله عن الجماعات الارهابية، لأن ما يقوم به حزب الله هو ايضا ارهاب عندما بقتل السوريين في سوريا".



"ادانة مضرة"
البعض على يقين بـ"تفلت" حزب الله في سوريا، لكن في الوقت نفسه يعتبر أن الادانة حالياً "مضرّة على لبنان"، إذ يقول عضو كتلة "الكتائب" النائب فادي الهبر: "لسنا في وارد أن نقوم بعقوبات على حزب متفلت، فهذا يضرّ بلبنان في نهاية المطاف، لكن اذا كان هناك مشروع متكامل على المستوى الدولي ويدخل في الموضوع الانساني في سوريا والعراق فندعم ذلك، اما القياس بالقطعة فنراه مضراً".
تطالب "الكتائب" في شكل مستمر  "حزب الله" عدم توريط لبنان في الخارج، لكن رغم ذلك يعتبر الهبر "اننا لا نستطيع أن نظهر هذا التفلت عبر المطالبة بقرار دولي غير جدي في المعالجة، فنحن لا ثقة لدينا بالمجموعة الدولية التي تتعاطى على مستوى المنطقة".
ويرى "أننا مرغمون على الدفاع عن كل مؤسسة في لبنان أو مكوّن أساسي، مهما كانت طائفته، انما نحن بالتأكيد في محاولة يومية ومتابعة لتوقيف هذا التفلت غير المقبول على المستوى الداخلي والاقليمي، لأن ردّات فعله تتطور على المستوى المذهبي".



[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم