السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

كيف تواجه إسرائيل صدمة الهجوم في القدس الشرقية؟

المصدر: خاص- "النهار"
A+ A-

يعكس المشهد في إسرائيل اليوم عمق الصدمة التي اثارها الهجوم الذي نفذه فلسطينيان من القدس الشرقية على كنيس وادى الى مقتل 5 اشخاص بينهم 4 حاخامين يهود وشرطي درزي هو زيدان سيف، وهو ثاني عسكري من الطائفة الدرزية يقتل خلال الهجمات التي شنها الفلسطينيون بعد جدعان أسعد الذي قتل في حادثة الدهس في محطة القطار الخفيف في القدس قبل فترة.


وما يمكن ملاحظته اليوم ان اليهود من سكان القدس الشرقية لم يعد يشعرون بالامان لا في الشوارع ولا في اماكن العبادة، وان مشاعر الكراهية وعدم الثقة بين اليهود من جهة والعرب من جهة اخرى ازدادت وبلغت مرحلة خطرة، وباتت تهدد جدياً التعايش داخل المدينة القديمة.


في مواجهة هذا كله تجد الحكومة الإسرائيلية نفسها أمام مأزق متعدد الاوجه. فهي امام تحد امني تحاول تغطية عجزها عن ايجاد حل له من خلال خلق اجواء مصطنعه من الخطر الداهم على امن الدولة والدعوة الى توحيد الصفوف لمواجهته. ويحاول نتنياهو توظيف ما يحدث سياسياً لمصلحته من خلال اقتراحه تشكيل حكومة وحدة وطنية، والتحريض على السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، في مسعى متعمد لتخريب التوجه الفلسطيني نحو الامم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، واظهار زعيم السلطة الفلسطينية امام دول العالم بوصفه المسؤول الاول عن اعمال العنفوالتحريض ضد اليهود والتشجيع على قتلهم.


لكن التحريض الإسرائيلي ضد الفلسطينين وحملة القمع التي تشنها الاجهزة الامنية ضد الأحياء العربية في القدس الشرقية سلاح ذو حدين، فهي تزيد في تاجيج الغضب والمشاعر الانتقامية وتفاقم في تدهور الوضع الامني، بدلاً من ان تردع وتساهم في تهدئة النفوس واعادة الهدوء الى الشوارع.
من ناحية اخرى، فإن المحاولات الإسرائيلية في تفسير ما يحدث بانه حرب دينية بين المسلمين واليهود هو ايضاً مسألة اشكالية جداً، لانها تجعل من الصراع في القدس جزءاً من الصراع الطائفي المجنون الذي تشهده دول المنطقة والتي تحاول إسرائيل جهدها تجنب الانجرار اليه، وتحول الصراع القومي بين إسرائيل والفلسطينيين الى صراع ديني يجعله عصياً على الحل، ويخدم الرؤية المتطرفة للتنظيمات الفلسطينية الاسلامية المتشددة الرافضة لاي تسوية سياسية مع إسرائيل.


تركز حكومة نتنياهو على الحل الأمني معتبرة ان الاعتقالات والحواجز وتقييد الحريات وهدم المنازل سيؤدب اهل القدس ويردعهم، ولم تتعلم من التجربة ان هذا لم يؤد حتى الآن الا الى المزيد من القتل والدماء.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم