السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

هذه رواية نمر فريحة عن "إجهاض" منهاج التاريخ؟

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
A+ A-

أخيراً قرر الرئيس السابق للمركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتور نمر فريحة، أن يفتح صفحات كانت مطوية أو بالأحرى "مهملة" عن سابق تصور وتصميم من البعض أو يشوبها غموض كبير بالنسبة للبعض الآخر.


يقول فريحة: "ما دفعني إلى وضع كتاب "منهاج التاريخ وكتبه: شهادة للتاريخ" بعد مضي 13 عاماً على إقالتي من المركز التربوي هو ما سمعته في المؤتمرات واللقاءات والمناسبات التربوية التي تثار فيها قضية كتاب التاريخ، أو ما قرأته في كتب وصحف تناول فيها أساتذة جامعيون ما حصل لمنهاج مادة التاريخ وكتبها المدرسية التي تم وضعها عامي 2000 و2001.. فقد اكتشف أن هناك غموضاً يكتنف ما حصل خلال وضع المنهاج والكتب، وأن معظم الذين "يدْلون بدلوهم" في هذا الموضوع لم يعايشوه كما يدعون، ولم يكن لهم فيه أي مساهمة تُذكر كما يرددون. لذلك، فهم إما يرمون التهم والملامة في الاتجاه الذي يريدون، وغالباً لا يصوبون إلى من يجب التصويب نحوه لأنه عرقل هذا العمل الوطني، بل يتكلمون في المطلق وكأن الخوف أو شبح من يجب ملامته ما زال جاثماً فوق أفكارهم؛ وإما يحرفون الحقيقة بادعاءات بعيدة من الحقيقة وهم في حضرة عمل تاريخي". 


بداية الخلاف وتطوره


يروي فريحة بداية الخلاف العائد لعنوان لأحد الدروس في كتاب الصف الثالث: "ذهبوا جميعاً .. وبقي لبنان: استقلال وطن" حيث ورد أن الفتح العربي من الاحتلالات التي عرفها لبنان.


ويشرح: "أنا أكيد بأن القول أو الإيحاء أن العرب ضمن المستعمرين ليس صحيحاً، ولا يمكن أن يقصد المؤلفون ذلك أو توافق الهيئة الاسشارية على فكرة كهذه. وإذا كان هناك تفسير سلبي لهذه العبارة، فكنا لنعالجها جميعاً". هل إن كتاب الصف الثالث، أو بالأحرى درساً فيه، هدّد عروبة لبنان! وأن لبنان كان عربياً قبل الفتح العربي في العام 636 م؟


هذا وسبق أن عالجت لجان التأليف في المركز أحد دروس اللغة العربية الذي أثار احتجاج رجال الدين المسيحين في حينه.
ويرفق المؤلف في العديد من صفحات الكتاب، لا سيما (ص.55،) مقتطفات من كتب التاريخ التي أجهضت قبل أن توزع. كما تضمن الكتاب جميع الوثائق عما حصل أثناء تأليف كتب التاريخ ونسخ محاضر الاجتماعات مع الوزير ومجوعته.


ولا بد هنا من الإشارة إلى حق مالي لأعضاء اللجان التي أنجزت تأليف كتاب التاريخ للصفوف من الثاني حتى التاسع أساسي، حيث لم تُدفع لهم استحقاقاتهم كاملة. حيث أوقف وزير الأسبق عبد الرحيم مراد بضغطه على المركز التربوي إكمال الطباعة والتوزيع، فحُجِب عنهم المبلغ الباقي من دون أن يكونوا قد أخلّوا بأي بند من العقد". 


ما بعد الإقالة...


"وبعد إقالتي،" يقول فريحه، "شكل الوزير لجنة في عام 2002 لوضع منهاج جديد لمادة التاريخ حيث أرضى المحسوبين عليه والمقربين منه ومن كان معارضاً لعملنا على منهاج التاريخ وكتبه. وبما أن أمر تشكيل اللجان منوط بالمركز التربوي، فقد بصم المسؤولون في المركز على ما قرره الوزير بضغط من المجموعة المحيطة به، وأصبحت هذه سابقة بأن تُشكل لجان أخرى في الوزارة وليس في المركز كما ينص قانون إنشائه."
وينهي فريحه كتابه بملاحظة أن "اهتمام السياسيين لا يدور على الأمر الوطني المهم، بل على أمور أخرى حيث يأتي أي الموضوع التربوي في أسفل سلم اهتماماتهم أو لا يظهر إلى السطح مطلقاً. كما كنت أجهل أن في الوزارة "مجموعة ضغط" تؤثر على قرارات الوزير، وتهوى تبييض الوجوه حتى على حساب المصلحة العامة، وعلى حساب الوطن وذلك لأجل مصالحها الفردية الصغيرة من نرجسية، وإدعاءات بأنها مؤثرة في الحياة التربوية في البلد، وتستطيع أن "تركّب رأس فلان على أكتاف علتان".


ويضيف: "لا أكتب ما أكتبه هنا للدفاع عن نفسي لأنني لم أرتكب خطأً إدارياً أو مالياً أو أكاديمياً خلال وجودي في المركز، ولأنني وضحت كثيراً من الوقائع، وسفهت كثيراً من الاتهامات الكاذبة التي سيقت ضدي عندما شرحت أموراًعدة في المقابلات الصحافية والإذاعية والتلفزيونية، وخصوصاً في كتاب "المركز التربوي في 1017 يوماً"، والذي ضمنته أكثر من خمس وأربعين وثيقة أظهر بعضها عمليات الغش والتزوير وهدر المال العام حيث تمّ وضع الملف في الحفظ لتجنيب المرتكبين أي عقاب، بل بالعكس لتعزيز موقعهم في الحقل التربوي ليكونوا "قدوة" لمن يريد تجاوز القانون وهدر كي لا أقول سرقة) المال العام من دون أن يطاله أي عقاب".


يأتي كتاب فريحه في صورة شهادة شخصية يعود إليها المهتمون بالبحث عن الحقيقة في وضع منهاج التاريخ وكتبه الموحدة للتلامذة اللبنانيين والذي أُجهض في مرحلة دقيقة من تاريخ التربية في لبنان. يلمس الباحث نموذجاً عن كيفية تعاطي أصحاب القرار السياسي مع الشأن التربوي في لبنان.
يذكر أن الكتاب صادر عن دار ألف ياء للنشر والتوزيع سيُطلق في معرض بيروت الدولي للكتاب في بيال ويوقعه مؤلفه مساء الأحد في 30 تشرين الثاني 2014 عند الساعة السادسة مساءً في معرض بيروت الدولي للكتاب في بيال. ينظم أيضاً لقاء حوارياً عنه يتحدث فيه الدكاترة عصام خليفة و نخلة وهبه وعدنان الأمين ويديره علي خليفة.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم