السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الجيش يُشدّد قبضته على مخيمات عرسال\r\nسلام لـ"النهار": ملتزمون مكافحة الإرهاب دفاعياً

A+ A-

لم تكن عملية تشديد القبضة الامنية التي اتبعها الجيش أمس في عرسال والتي كشفت تورط عشرات المتوارين في مخيمات النازحين السوريين في العمليات الارهابية ضد الجيش، سوى مؤشر اضافي للمعطيات والوقائع الامنية التي تزداد خطورة على خط استهداف الجبهة الداخلية وقت تتصاعد حماوة التحديات التي يواجهها لبنان سواء على جبهة المواجهة المباشرة مع التنظيمات الارهابية في جرود عرسال،
أو على جبهة رصد الخلايا النائمة في الداخل. وبين هاتين المواجهتين المفتوحتين على مزيد من التطورات اليومية تتصاعد تداعيات الحركة الاحتجاجية لاهالي العسكريين المخطوفين الذين استعصت كل الوساطات لحملهم على فك عزل البقاع عن بيروت عند نقطة ضهر البيدر المحورية كما الاقفال المتدرج للطرق الرئيسية الاخرى لليوم الثاني، مما يبقي جمرة الرهائن العسكريين حارقة بتحولها كرة ثلج تنذر بتعميم التوترات والاضرار من غير ان تؤدي الى أي مسلك واضح لانقاذ الرهائن العسكريين.
اما عملية الدهم التي نفذها الفوج المجوقل في الجيش لمخيمات اللاجئين السوريين في عرسال، فاتسمت بطابع واسع غير مسبوق منذ الهجوم المسلح الذي شنته التنظيمات الارهابية على مراكز الجيش في عرسال ومحيطها في 2 آب الماضي، اذ شملت عمليات التوقيف والتفتيش والتحقيقات نحو 480 شخصا وافضت الى توقيف 22 منهم للاشتباه في انتمائهم الى منظمات ارهابية شاركت في القتال ضد الجيش و36 شخصا لدخولهم الاراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية وعدم حيازتهم اوراقا ثبوتية، كما اعلنت قيادة الجيش.
وأفاد مراسل "النهار" في البقاع الشمالي ان اجراءات الجيش المشددة داخل بلدة عرسال وتنفيذه عمليات الدهم الكثيفة لأماكن وجود اللاجئين السوريين جاءت تحسبا لاستهداف جديد للجيش بعدما كانت استهدفت آلية عسكرية الاسبوع الماضي بعبوة ناسفة، الى توافر معلومات عن وجود ارهابيين بين اللاجئين، علما ان الجيش كان استبق عملية الدهم الواسعة امس بتوقيف عدد من السوريين كانوا يعملون على رصد حركة الجيش وتصوير مراكز عسكرية.
وخلال عملية الدهم أقدم عدد من السوريين يركبون دراجات نارية على اضرام النار في 15 خيمة ضمن مخيم في محاولة منهم للفرار مما دفع الجيش الى اطلاق النار في اتجاههم فقتل احدهم وجرح اثنان. وبعد انتهاء عمليات الدهم تجمع عدد كبير من اللاجئين امام مبنى البلدية وهتفوا لتنظيم "داعش" ورفعوا رايته. وفي المقابل سجل بعد الظهر اخلاء ثلاثة مخيمات للاجئين السوريين بين بلدتي العين وجديدة الفاكهة في البقاع الشمالي اثر توقيف عدد من هؤلاء عمدوا الى رصد نقاط للجيش وتصويرها ولا سيما منها مرابض مدفعية كان نصبها الجيش في الفترة الاخيرة على مقربة من المخيمات. وأثارت عمليات الدهم احتجاج "هيئة العلماء المسلمين" التي اعتبرت انه "لا يمكن تبرير العقاب الجماعي الذي طاول اللاجئين السوريين في عرسال" داعية الى اجراء "تحقيق شفاف وحيادي في ما جرى". واذ كانت هذه الهيئة دعت سابقا الى إحياء اليوم الجمعة تحت شعار "لا لذبح عرسال" رصد توجيه دعوات من بعض الجهات المتطرفة في طرابلس الى التظاهر اليوم استجابة لهذه الدعوة. كما وجهت في المقابل دعوة للتظاهر في الطريق الجديدة في بيروت دعما للجيش.
ولوحظ ان قائد الجيش العماد جان قهوجي زار امس دار الفتوى قبل انعقاد القمة الروحية فيها واعلن عقب لقائه المفتي عبد اللطيف دريان ان "الجيش حريص كل الحرص على أمن وسلامة أهلنا في عرسال ولا يوجد أي حصار عليها، وما يقوم به الجيش هو منع المسلحين الموجودين في جرود عرسال من دخول البلدة والاعتداء على المواطنين فيها".
وقد سجل ليلا تبادل لاطلاق النار بين الجيش والمسلحين في وادي حميد بجرود عرسال.


سلام
وفي نيويورك، صرح رئيس مجلس الوزراء تمام سلام لمراسل "النهار" علي بردى بأن لبنان "جزء من الجهد الدولي لكبح الإرهاب ومكافحته"، مستدركاً أن ذلك يتم "بصيغة دفاعية" لأن القدرات اللبنانية لا تسمح بعمليات هجومية.
وقال في حديث الى "النهار" في مقر اقامته بفندق "والدورف أستوريا في نيويورك حيث يشارك في الدورة السنوية الـ69 للجمعية العمومية للأمم المتحدة، إن "الوضع في لبنان صعب ويتطلب معالجات استثنائية"، موضحاً أنه في ظل الشغور الرئاسي من جهة والصراع الداخلي القائم بين القوى السياسية من جهة أخرى "لا يمكن لبنان وحده أن يتصدى للإستهداف الإرهابي الكبير له من غير أن يكون هناك دعم ومؤازرة دولية". وابرز أهمية الدور الذي تضطلع به المجموعة الدولية لدعم لبنان على الكثير من الصعد.
وأفاد أن موضوع انتخاب رئيس للجمهورية "يعود القرار فيه الى القوى السياسية، وهو من مسؤولية مجلس النواب"، إلا أن "لبنان يتفاعل مع محيطه، عربياً واقليمياً ودولياً ... والقوى السياسية تتأثر بذلك". واضاف إنه يبذل جهوداً "لتوضيح حاجة لبنان الى تجاوز الصراعات الإقليمية والدولية والى توفير شبكة الأمان التي حصلت في ظل تأليف حكومة ائتلافية بانتخاب رئيس جديد للجمهورية".
وأعلن أنه سمع من الزعماء الدوليين والإقليميين أنه "مستعدون لمساعدة لبنان، ولكن هناك قضايا تشغل كل الدول مرحلياً، وأبرزها قضية الإرهاب"، مؤكداً أن الإرهاب المستجد "أصبح القضية التي تفرض نفسها اليوم على الحكومة أكثر من أي أمر آخر". ورأى أن "تثبيت لبنان في مواجهة المتغيرات في المنطقة أمر ملح وضروري، وضمنها الإرهاب". وأشاد خصوصاً بـ"الدعم السعودي الذي أتى الى لبنان بصيغة المليار دولار وقبلها المليارات الثلاثة لتعزيز الجيش في مواجهة الإرهاب وتوطيد الأمن في لبنان". وشدد على أهمية دور المجموعة الدولية للبنان والتي تجتمع اليوم في نيويورك لتثبيت المظلة الدولية الحامية للبنان من تداعيات عدة أبرزها وجود نحو مليون و٣٠٠ ألف لاجىء سوري، أي ما يوازي ثلث الشعب اللبناني. ولمح الى امكان دخول دول جديدة مجموعة الدعم هذه.
ثم قال ان "لبنان شارك في الجهد الدولي لمكافحة الإرهاب وهو يواكبه"، مستدركاً أن "لبنان في هذا الإطار لا يمكن أن يكون في موقع الهجوم بل في موقع دفاعي. ليست لديه قدرات هجومية بخلاف دول أخرى لديها هذه القدرات". وأكد أنه يتابع موضوع تسليح الجيش اللبناني مع الولايات المتحدة وروسيا وكل الدول القادرة على مساعدتنا".
وخلص الى أن "ما اتخذ من قرارات في مجلس الأمن تحت الفصل السابع لمكافحة الإرهاب وكبحه يلتزمها لبنان من دون المشاركة في العمليات الهجومية. نحن ملتزمون وضع حد نهائي للإرهاب".


القمة الروحية
ووسط الانسداد السياسي الذي يظلل البلاد في احدى أشد الحقب خطورة، برزت مقررات القمة الروحية التي انعقدت امس في دار الفتوى كجرعة انفراج على مستوى مشهد ديني وطوائفي أجمع على خطوات أساسية لانقاذ لبنان مما يتخبط فيه. ولعل أبرز ما نادت به القمة تمثل اولا بالتشديد على انتخاب رئيس للجمهورية "يتمتع بالرؤية والحكمة والقدرة على قيادة اللبنانيين نحو جوامع مشتركة تمكنهم من اجتياز الصعوبات والتحديات التي تواجههم"، محذرة من ان "التأخير في انتخاب الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي، وقت يواجه فيه مسيحيو الشرق المعاناة الشديدة على أيدي قوى ارهابية متطرفة يعطل دور لبنان في أداء رسالته الوطنية والعربية النبيلة التي لا يكون الا بها". كما اعتبرت من جهة اخرى ان "جرائم الاعتداء والتهجير الممارسة من الشراذم المسلحة بحق المسيحيين والمسلمين وسواهم في العراق وسوريا كلها جرائم ضد الانسانية وضد الدين معا".
وسارع الرئيس سعد الحريري الى الاشادة "بالبيان التاريخي للقمة الروحية" واعتبر انه يشكل "وثيقة جديدة من وثائق العيش المشترك واعلانا قويا عن تمسك الشعب اللبناني بكل اطيافه ومذاهبه بالكيان اللبناني دولة ورسالة وانتماء عربيا".
وفي سياق آخر، لم يبرز اي جديد بعد في موضوع تحديد موعد لاجتماع هيئة مكتب مجلس النواب لان رئيس المجلس نبيه بري لا يزال ينتظر الحصيلة النهائية للمشاورات الجارية بين وزير المال علي حسن خليل والنائب جورج عدوان في شأن سلسلة الرتب والرواتب . ولن يدعو بري الى اجتماع الهيئة قبل أن ينضج ملف التسوية الذي سيبقى البند الاول في الجلسة التشريعية المقبلة . اما اللقاء المقرر لبري والرئيس فؤاد السنيورة، فسيتم التركيز فيه على موضوع الانتخابات الرئاسية.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم