الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

هل يعكس اسقاط الطائرة السورية تغيراً في السياسة الإسرائيلية؟

المصدر: خاص – "النهار"
A+ A-

يثير اسقاط إسرائيل طائرة حربية سورية من طراز سوخوي 24 في منطقة الجولان تساؤلات حيال دلالة هذه الحادثة الأولى من نوعها منذ اكثر من 30 عاماً. فهل هي مؤشر على تغير ما في الموقف الإسرائيلي من الصراع الدائر في سوريا، والذي اتسم حتى الآن بالوقوف على الحياد والاكتفاء بتقديم المساعدة الطبية للمصابين السوريين؟ أم ان الحادثة هي نتيجة توجيهات متشددة جديدة للجيش الإسرائيلي بعدم التساهل باي خرق ولو بسيط لما تعتبره إسرائيل اعتداء على سيادتها؟ ام هو مقدمة لتوجه مختلف اعمق لمواجهة التطورات على الحدود الإسرائيلية-السورية؟


اوضح الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بان صاروخ باترويت اطلق على الطائرة السورية بعد اجتيازها لمسافة 800 متر داخل الاجواء الإسرائيلية، وانه اصابها في اللحظة التي كانت الطائرة تلتف في طريق العودة الى الاجواء السورية، وأن الحادثة وقعت عندما كانت الطائرة تحلق على علو يراوح ما بين 10 آلاف الى 14 ألف قدم.
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم لماذا اطلقت إسرائيل صاروخاً على الطائرة السورية ولم تفعل ما فعلته في مرات سابقة عندما كانت الطائرات السورية تقترب من طريق الخطأ من الحدود فترسل مقاتلاتها الحربية لابعادها؟
ثمة اجماع داخل إسرائيل بأن الطائرة السورية اخترقت المجال الجوي من طريق الخطأ وانها كانت على الارجح في مهمة جمع معلومات او في طريقها للقيام بهجوم ضد تنظيمات المعارضة السورية التي بحسب مسؤولين عسكريين إسرائيليين اصبحت تسيطر على 95 في المئة من هضبة الجولان السورية.
ما قد يفسر السلوك الإسرائيلي الاخيرانه جاء بعد سلسلة من التطورات المثيرة للقلق مثل تسلل طائرة من دون طيار قبل اسبوعين الى الاجواء الإسرائيلية، وبعد اسبوع على سقوط طائرة إسرائيلية من دون طيار فوق منطقة مرجعيون في لبنان، قالت إسرائيل انها سقطت لعطل تقني. كما يتزامن مع بدء غارات التحالف الدولي ضد اهداف تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، وبعد سقوط بلدة القنيطرة في يد تنظيم "جبهة النصرة" وسيطرة مقاتلي المعارضة على غالبية هضبة الجولان باستثناء موقع جبل الشيخ والطريق التي تربط القنيطرة بدمشق.
لكن رغم هذا كله، فان اسقاط الطائرة السورية هو بمثابة عمل ردعي اكثر مما هو مؤشر على تغيير في الموقف الإسرائيلي من الصراع الأهلي في سوريا، لاسيما انه يأتي بعد ايام على قول مسؤول عسكري إسرائيلي كبير في الجولان ان الحرب السورية هي شأن داخلي لا علاقة لإسرائيل به. فالتطورات الاخيرة والنتائج التي اسفرت عنها عملية "الجرف الصامد" ضد حركة "حماس" تركت انطباعاً داخل إسرائيل بان قدرتها على الردع قد تضررت في الآونة الاخيرة، مما قد يشجع خصومها على استفزازها بهجوم ما على الحدود. لذا فمن المحتمل ان تكون إسرائيل من خلال عملية اليوم ارادت ان تظهر لاعدائها قدرتها على التحرك السريع وقوتها الردعية، وهي بذلك تبعث برسالة الى "حزب الله" وسوريا وسائر التنظيمات المسلحة القريبة من الحدود بعدم التجرؤ على اختبار قوتها العسكرية.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم