السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"الحرب الفضائيّة"... والفراغ الرئاسي!

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

كلّما تأخّر لبنان في التوصّل إلى حلّ لمشكلة الفراغ الرئاسي، ازدادت المخاطر والأهوال المتوقَّعة، أو المحتمَلة من عاصفة "داعش" و"الحرب الفضائيّة" التي صارت على الأبواب.


فهذه الحرب، أيّاً تكن مساحتها ونتائجها، ستلد رواسبها وذيولها المزيد من "الدواعش"، والمزيد من الفلتان والفوضى في نطاق قد يتوسّع لاحقاً ليشمل بلداناً قريبة من العراق وسوريا، وتكاد تكون مهيَّأة وجاهزة لمثل هذه "الهديّة".
حتى خارج الحدود، وخارج الجغرافيا الضيّقة، وخارج العالم العربي، تجد مَنْ يبدي قلقه على لبنان المفرِّغة دولته من مضمونها الدستوري بإبقاء منصب الرئاسة الأولى شاغراً للشهر الرابع، فيما الشلل التام يضع يده على البلد بكل مؤسّساته.
لكن "الحرب الفضائيّة" التي تعدّ لها أميركا كل أنواع الطائرات والمقاتلات مستقطبة حولها ائتلافاً دوليّاً عربيّاً اشترط عليها وعلى مَنْ يعنيهم الأمر ألا ينزل بحربه ومواجهته "داعش" إلى الأرض. سيبقى محلّقاً في الفضاء، يخوض غمار الحرب الكونيّة الثالثة بأسلوب قد يذهب مثلاً، وقد يغدو عبرة.
"النيويورك تايمس" مثلاً، لا تتردّد في التحذير من مخاطر "المغامرة الفضائيّة"، مع التنبيه إلى أن السحرَ قد ينقلب على الساحر. والمراهنات الأميركية السابقة عندها الخبر اليقين. وليس بالنسبة إلى "الستايتس" والحلفاء وحدهم، بل أيضاً بالنسبة إلى الدول الصغيرة المتاخمة لأرض المعركة في العراق وسوريا. ولبنان هو المَثَل الأكثر حضوراً وتعبيراً في هذا الصدد.
إلى هذه المحاذير مجتمعة، لا بدّ من أن يكون هناك تدفّق إضافي من اللاجئين والفارين من مصيدة القصف الجوّي والبرّي، وما بينهما من مجازر قد تقع هنا وهناك... مما قد يعرّض لبنان لمزيد من الاضطرابات والفلتان والتسيُّب. وما هو أشدُّ وأدهى أن تنهمر هذه "الهدايا" في الفراغ الرئاسي.
ولا تستبعد الصحيفة الأميركية ذاتها أن تكون "الدولة الإسلامية" قد تعمّدت عرض أشرطة قطع الرؤوس "لجرّ أميركا إلى هذه الحرب" التي ستبقى "فضائيّة" بقواتها الأساسيّة والدوليّة... مما يجعل أميركا والحلفاء جوهر المشكلة في الشرق الأوسط لا الحلّ.
وفي هذه الحال أيضاً سينال لبنان حصته من ردود الفعل، إن لم يكن المعرقلون والمعطّلون قد سهّلوا عبور الاستحقاق الرئاسي إلى قصر بعبدا.
عوامل متعددة، واحتمالات كثيرة لم ترد في الحسابات الأميركيّة، منها ردود الفعل السلبيّة التي قد تنجم عن أضرار القصف الجوي، والضحايا العزّل من الشيوخ والأطفال نتيجة "حرب شوارع فضائيّة" لن تدعها "داعش" تسلم من دماء الأبرياء، لتزداد النقمة على أميركا ويزداد التعاطف معها.
الحرب مداها الفضاء، فيما المأزق الكبير على الأرض، وفي المدن والشوارع والأحياء والقرى النائية وبين الناس...


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم