السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"كون eco-driver" دعاية مجانية لشركة IPT!

علي منتش
A+ A-

"كون eco-driver " او لا تكون، ليس في الامر اهمية. المهم ان تعرف ان مركز IPT للطاقة (IPTEC) اطلق حملة من اجل جعل القيادة اقتصادية، الامر الذي يتناقض – بالمبدأ - مع اهداف الشركة النفطية التي في مقدم أهدافها الربح، وزيادة استهلاك المحروقات من اللبنانيين. الامر هنا يبدو مثالياً: شركة تتاجر بمنتج، تدعو المستهلكين للتخفيف من استهلاكه لانه يضر بالبيئة. نحن في المدينة الفاضلة.


في المؤتمر الصحافي الذي عقد لاطلاق الحملة الاعلانية "كون eco-driver"، والذي حضره وزير البيئة محمد المشنوق، لم تفهم المبادرة، او اين ستتجلى فوائدها وتأثيراتها. قيل ان القيادة بسرعة ثابته تساهم في توفير الوقود، كأننا نعيش في بلد يمتلك بنية تحتية وشبكة طرق متطورة، او في دولة تتعامل بحزم مع من يتجاوز الخطوط البيضاء على الطرق السريعة مجبراً الجميع على تغيير سرعتهم ما بين لحظة واخرى تجنباً للموت. وقيل انه يجب عدم قيادة السيارة ونحن متوترون، كأن التوتر يصادف اللبناني مصادفة عارضة، وليس أزمة يومية نعيش ونتعايش معها نتيجة الاوضاع الاقتصادية، وغلاء المعيشة بما فيها ارتفاع اسعار المحروقات التي تتحمل الشركة صاحبة المبادرة جزءاً من مسؤولية غلائها. وقيل انه علينا مشاركة اكثر من شخص في سيارة واحدة، وانه يجب الاكثار من المشي واستخدام الدراجات الهوائية... وهذا يحتاج الى تغيير ثقافة كاملة، وتجهيز بنى تحتية وتنظيم السير. وقيل انه يجب ركن السيارة في الظل، كأن الناس يتقصدون الهروب من هذا الخيار المتاح بكثرة! وكأننا لا نعيش في بلد تنعدم في مدنه المواقف المسقوفة، والاشجار التي تحيط بالطرق. وقيل ايضا انه يجب علينا التأكد من نظافة الوقود، لكن لم يقل لنا كيف؟ وهنا يظهر الغمز من قناة الشركة المطلقة للحملة، اذ يُراد افهامنا ان الشركة التي تطلق مثل هذه الحملة للمحافظة على البيئة وعلى جيوب المواطنين، لا يمكن لها ان تغش بالمحروقات.
تظهر الحملة كأنها لزوم ما لا يلزم، باعتبارها غير قادرة على تحويل النظريات والارشادات سلوكيات لعوائق كثيرة تفوق قدرة المواطن اللبناني، وهذا ما تعرفه الشركة جيداً.
كما ان الحملة ستتخللها نشاطات اسبوعية في محطات IPT للمحروقات، وستتم توعية الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن عندما طرحنا السؤال على عدد كبير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي اكدوا عدم علمهم بوجود هكذا حملة.


[email protected]
Twitter: @alimantash


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم