السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

ذخائر القديسة رفقا تصل الى دير كفيفان

المصدر: "النهار"
A+ A-

وصلت ذخائر القديسة رفقا، ولمناسبة عيد الطوباوي الاخ اسطفان نعمه، الى دير كفيفان وسط مسيرة صلاة انطلقت من مفرق دير مار يوسف جربتا حيث كان في استقبالها جمهور دير كفيفان وحشد كبير من المؤمنين ورافق الذخائر كل من رئيسة الدير الام مرتا باسيل والراهبات ومرشد الدير الاب بولس قزي بالاضافة الى حشد من اهالي القرى المجاورة.
وحملت الذخائر على الاكتاف على وقع التراتيل والصلوات وصولا الى دير كفيفان حيث ترأس راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله قداسا احتفاليا عاونه فيه معلم المبتدئين الاب نجم شهوان ورئيس الدير الاب سيمون صليبا بمشاركة الخوراسقف اميل شاهين ولفيف من الآباء والكهنة.
وبعد تلاوة الانجيل المقدس القى المطران خيرالله عظة قال فيها:
"يجمعنا اليوم الطوباوي الأخ اسطفان نعمه في عيده وفي ديره، ويدعونا مع القديس نعمةالله الى استضافة القديسة رفقا، فنستحضر القديسين الثلاثة الذين تقدسوا على أرضنا البترونية في عيشهم لمقومات الروحانية المارونية النسكية من دون ان يلتقوا ويتعارفوا الا بعد دخولهم الملكوت. وهم يدعوننا اليوم الى أن قف أمام الله لنفحص الضمير ونقوم بفعل توبة صادق ونتخذ المقاصد للتجدد في التزامنا المسيحي وفي شهادتنا للمسيح على الارض الذي تجسد فيها ابن الله انسانا وصلب ومات من أجل خلاصنا. والتجدد هذا هو الهدف من مسيرة المجمع الابرشي الذي يدعونا اليه وانطلقنا فيه معا منذ حوالى العشرة أشهر."
وتوقف المطران خيرالله عند حياة الأخ اسطفان نعمه واستخلص منها العبر للحياة اليومية وقال: "لقد تربى في عائلة مسيحية ملتزمة بالصلاة والتقوى والمحبة والعمل في الأرض في بلدة لحفد واعتاد منذ الصغر أن يرعى مواشي أهله ويأوي معها الى معبد قديم على اسم مار سابا الراهب الناسك للصلاة والابتعاد عن العالم. دخل الرهبانية اللبنانية المارونية بعمر 16 سنة بعد أن كان فقد والده قبل سنتين، واتخذ اسم اسطفان تيمنا باسم والده وبشفيع بلدته لحفد. أمضى حياته في الرهبانية، وكانت قصيرة إذ توفي بعمر 49 سنة، عاملا في الارض ومصليا وكان يعمل كل شيء تحت نظر الرب ويردد "الله يراني". تنقل في أديار الرهبانية وبخاصة بين دير ميفوق ودير جبيل وأنهى حياته في كفيفان، وكان عاملا في الجنائن والكروم، كان ريّس حقلة. ومن ناحية ثانية كان راهبا مصليا كثير الصلاة والتأمل وقليل الكلام، مثابرا على زيارة القربان المقدس كما كان علمه القديس نعمةالله. وكان عمله اليدوي صلاة دائمة والمسبحة كانت صلاته اليومية. في حياته الرهبانية ، تميّز بعيش الفضائل الانجيلية الثلاث، التي هي نذوره الرهبانية: الطاعة والعفة والفقر. عاشها بتجرد كامل عن كل ملذات الدنيا. وتقدس في هذه الحياة وعلى هذه الارض. أما ما نتعلمه من حياة الطوباوي الاخ اسطفان هو أننا جميعا وبخاصة نحن ابناء هذه الارض البترونية مدعوون الى القداسة ونحن نستطيع أن نتقدس كما تقدسوا هم الذين سبقونا."
وتابع قائلا: "نحن مدعوون الى القداسة أولا في عيش مقومات روحانية كنيستنا النسكية أي في العلاقة مع الله، في الصلاة والابتهال وفي المحبة بين بعضنا البعض، وثانيا في العمل في الارض اللتي نعرف قيمتها عندما نعمل فيها، فالارض تركها الله لنا مسؤولية في اعناقنا ورسالة لنا ولأجيالنا الطالعة وثالثا في التزامنا بالقيم الانجيلية التي هي فضائل انجيلنا اي ان نعيش المحبة بين بعضنا البعض والتضامن والوحدة والتضحية والتجرد عن هذا العالم. نحن كلنا نستطيع ان نتقدس في عيشنا هذا اذا اردنا ان نكون قديسين ونحن نستطيع ان نكون قديسين، كما قال لنا، قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في اعلان قداسة رفقا ونعمةالله، "أنتم ايضا تستطيعون أن تكونوا قديسين". ونحن ابناء هذه الأرض البترونية دعوتنا دعوة خاصة ، ونحن ابناء لبنان المسيحيون دعوتنا دعوة خاصة لأن قديسينا يشفعون بنا من حيث هم في ملكوت الآب السماوي وجميعهم يدعوننا اليوم في هذه الايام العصيبة التي تمر على كنيستنا في لبنان وفي الشرق والايام العصيبة التي تمر على وطننا لبنان وعلى بلداننا في الشرق الاوسط، ونحن المسيحيون اصيلون في بلداننا في لبنان وفي الشرق الاوسط لذلك نحن مدعوون الى ان نشهد للمسيح وأن لا نخاف من شيء ولا على شيء ولنتذكر ان قديسينا الثلاثة نعمةالله الحرديني ورفقا والاخ اسطفان عاشوا في ظروف اصعب من الظروف التي تمر علينا اليوم. الاب نعمةالله الحرديني عاش في ازمة عصيبة جدا دامت 21 سنة بين 1840 و1861 وكانت فيها المجازر والمذابح ضد المسيحيين والموارنة بنوع خاص وكان هو يصلي ويتقدس في هذا الدير ويطلب خلاص شعبه وكنيسته. وتم الخلاص بعد الصليب والموت. كذلك القديسة رفقا عاشت تلك الازمة بالذات وكان فيها في دير القمر ومع شعبها صلت الى الله وقدمته اليه قربانا زكيا وطلبت الخلاص ونالت الخلاص والخلاص كان بحمل الصليب والموت. ولا عبور الى الحياة الا بالصليب والموت. فالاخ اسطفان عاش الحرب العالمية الاولى وكان في هذا الدير وفي دير ميفوق يوزع ما اعطاه الله من خيرات للدير يوزعها على الفقراء والعائلات المحتاجة وكان يحرم نفسه كما كان يحرم الرهبان من عيش رغيد يوزع على المحتاجين في المجاعة وخلال سنوات الحرب. انها امثولة كبيرة لنا اليوم كي نتأكد ان العاصفة التي تمر اليوم ستعبر وارضنا باقية، هي ارض وقف لله وكنيستنا باقية حاملة شهادتها للمسيح ودعوتها الى القداسة ورسالتها في خدمة الانسان كل انسان."
وختم قائلا: "أمثولة لنا جميعا كي نعرف اننا بعد عبور العاصفة نحن ايضا سنبقى ، شهودا للمسيح في ارض المسيح هنا وفي بلداننا في الشرق الاوسط وسينتصر السلام ، سلام الله لا سلام البشر، ستنتصر المحبة والمصالحة والاخوة والانفتاح واحترام التعددية. هذه رسالة كنيستنا وهذه هي رسالة وطننا لبنان وسنحملها بفخر واعتزاز ورأس مرفوع على خطى قديسينا وجميع القديسين الذين سبقونا بحملهم الصليب وبموتهم سبقونا الى مجد القيامة. آمين."


وبعد القداس أقيم تطواف بذخائر القديسة رفقا في باحة الدير تقدمتها المشاعل وصولا الى مدخل ضريحي القديس نعمة الله والطوباوي اسطفان حيق أقيم زياح. وبعد ان تبارك المؤمنون من الذخائر أدخلت الى جانب ضريح الطوباوي اسطفان حيث امضت ليلة مع القديسين لتعود الى دير مار يوسف جربتا مساء اليوم.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم