السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

سلمان "النصراني" فقَدَ كل شيء... وهاني "غير مصدّق" \r\nعراقيون لاجئون ومطرانية الكلدان تستمرّ في حملتها

هالة حمصي
هالة حمصي
A+ A-

خسر سلمان كل شيء: منزله، محله، سيارته، رزقه، أرضه... فقط لانه "نصراني". في يوم البلية الذي هدد فيه تنظيم "الدولة الاسلامية" مسيحيي الموصل "بالأسلمة وإلا..."، حمل بناته الثلاث الصغيرات وزوجته ووالدته المريضة، هاربا. شهر مضى، كأنها البارحة. خوف، قلق، ضياع، انتظار في المجهول "نأكل و"لا نفس لنا". نعيش، ولا رغبة في العيش"، يقول لـ"النهار".
في 16 تموز 2014، "سُلِخ" سلمان وعائلته عن أرض الاجداد، على غرار آلاف المسيحيين. وفي 17 منه، حطت رحاله في لبنان... والقلب مثقل. "الأكل يتأمن، لكن معنوياتنا متعبة"، يقول. المسكن، الحاجات اليومية، المستقبل. والهمّ يكبر أكثر فأكثر كل يوم يمر من دون ان يجد عملا.
"الحياة في لبنان غالية. 600 دولار ايجار شهري لغرفتين في برج حمود مبلغ كبير. فكيف اذا لم يكن لدي عمل؟". لقمة العيش تؤرق. "لا أحد يقبل ان يوظفني. العمل قد ينسيني المصيبة. قصدت مرارا المنطقة الصناعية، بحثا عن أي عمل. لكنني لم أوفق. فكيف أطعم عائلتي وأدفع الايجار؟". كآلاف قبله وبعده، سجل سلمان اسمه لدى السلطات الدينية والرسمية والدولية المعنية. "الى أين أذهب؟ ماذا أفعل؟ ننتظر".


تبرعات... و"الحاجة ملحة"
انه الانتظار المرهق، في ظل واقع مأسوي. تلك المرة التي رفع مطران بيروت للكلدان ميشال قصارجي الصوت قبل نحو اسبوعين، كان لطلب مساعدة ملحة. ولبّت "مؤسسات خاصة وجمعيات دينية وأشخاص" النداء، بما أتاح توزيع حصص غذائية على مئات العائلات العراقية المسيحية. "الاسبوع الماضي، أمّنّا حصصا غذائية لنحو 1500 عائلة. وتكفي لشهرين او 3 أشهر"، تفيد المسؤولة الاعلامية في مطرانية بيروت للكلدان ميرا قصارجي، مشيرة الى أن "حملة المطرانية أمّنت ايضا نحو 450 حصة للسريان الارثوذكس والاشوريين والسريان الكاثوليك".
الى "المساعدات الغذائية المطعمة بمواد للتنظيف"، خصصت الحملة حسابا مصرفيا في مصرف "كريدي بنك(¶)، وذلك لتغطية حالات طبية طارئة. ولدينا ايضا نحو 500 ولد على الاقل يجب التفكير في عامهم الدراسي". "الجمعية الخيرية الكلدانية" تساعد بقدر ما توافر لديها من امكانات، غير ان الحاجة الى التبرعات، أيا تكن، تبقى ملحة ودائمة. "أعداد العراقيين المسيحيين الهاربين تتزايد اسبوعيا. ويجب ان نقف مع كل منهم"، تقول قصارجي. مطلب توفير العمل تدركه المطرانية. "نحاول ان نؤازرهم، لاسيما في دفع ايجارات البيوت". ايا تكن ضخامة الحاجات، فان "الحملة مستمرة"... ولا حل آخر، "كخطوة اولى". وفي حال تفاقم الوضع اكثر، "لا بد عندها من عمل شيء على صعيد الدولة. المطران يقوم بتحركات في هذا الاطار، وننتظر". ما توفره منظمات دولية من مساعدات دولية للاجئين آخرين لا يشمل العراقيين المسيحيين. مفارقة، وتعليق وحيد: "الامر ليس منصفا". وتتدارك قصارجي: "نناشد كل المنظمات الدولية والمحلية ان تهتم ايضا باللاجئين العراقيين المسيحيين".
الوضع صعب جدا. ويشعر هاني بثقله. ما يحز في قلبه هو "انني لا استطيع ان ارجع الى بلدي". قبل نحو اسبوعين، وصل الى بيروت مع زوجته واولاده الصغار الـ 6 وشقيقته ووالدته... "ولا نزال غير مصدقين". الحاجة تشمل "كل شيء". الاكل. المال. العمل. "هربنا ولم يكن معنا شيء"، يقول.
كاتب التربية هذا كان يعيش في بلدة قريبة من الموصل. واليوم، يفتش عما يعيل به عائلته. "اريد ان اعمل. لكنني لم اوفق بعد. المهم ان اجد عملا". عند الوصول، امضى هاني وعائلته اياما قليلة عند اقرباء، قبل ان يستأجر منزلا في برج حمود بـ 600 دولار شهريا. والواقع قاس: "البلد غال بالفعل. الاكل؟ نشتري احيانا. المرة الاخيرة، حصلنا على حصة من المطرانية. لكننا نحتاج الى مساعدات دورية، لانه من الصعب جدا العيش هنا من دون مدخول. حياتنا في العراق كانت مختلفة".
بالنسبة الى هاني، من المستحيل ان يعيل عائلته، "اذا استمر الوضع على حاله". اكثر ما يؤلمه هو "انني سأضطر الى ان ارسل اولادي الى الشارع". الانتظار. ويبقى الاصعب.


(■) حساب حملة مطرانية بيروت للكلدان: "كريدي بنك" – No: 803845 IBAN:
LB65010300081010570803845003
[email protected]


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم