السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

غنم للبيع... و1700 إنسان ناموا في العراء أمس!

المصدر: زحلة- "النهار"
A+ A-

الرجل في الصورة من عداد القافلة السورية، كان فر مع عائلته الى عرسال خلال معارك القلمون، ناقلا معه في شاحنته ما يملكه من رؤوس غنم وطيور دجاج. لازمته مراسلة "النهار" في زحلة دانييل خياط مع عائلته خلال فرارهم من معارك عرسال الى رأس بعلبك، وطوال ترحالهم ليل امس الى نقطة المصنع ومنها الى اﻻوتوستراد العربي، حيث باتت القافلة ليلتها في انتظار السماح لها بدخول سوريا. صباح اليوم، وفي انتظار ما سيكون، قرر الرجل التخفيف من حمولته من رؤوس الغنم، فقام بعرضها للبيع. وهو يدرك بأنه سيغلب بالسعر، لكنه يقول: "لا مغلوب سوى من يخسر حياته، والله هو المستعان". 


وكانت القافلة السورية باتت ليلتها على اﻻوتوستراد العربي في انتظار السماح لها بالعبور الى بلادها. وفي مستجدات القضية، أنّ اﻻمن العام اللبناني فقط لمن يملك مستندات شخصية من الـ 1700 سوري بأن يعبروا الحدود، وفق التعليمات الجديدة، ويبقى عالقا في لبنان من لا يملك مستندا من تلك العائلات التي كانت فرت الى عرسال عبر الجرود خلال معارك القلمون، قبل ان تضطرها معارك عرسال الى الفرار مرة ثانية الى رأس بعلبك، وتخرج منها بمعية رئيسة دير مار يعقوب في قارة اﻻم اغنيس مريم الصليب عائجة الى قراها السورية قارة والسحل وفليطة. تعليمات اﻻمن العام كانت تقضي بالسماح للقافلة كلها بالعبور، لكن رفض السلطات السورية، امس، ادخال مواطنيها الى اراضيها بحجة عدم تسلم سفيرها لدى لبنان لوائح اسمية بهم، ترجمه اﻻمن العام اللبناني بعدم اعطائهم اﻻذن بعبور الحدود اللبنانية واعادتهم ادراجهم. فتحولت مشكلة مواطنين سوريين مع سلطاتهم الى ازمة انسانية على كاهل لبنان. ونام 1700 انسان بينهم 790 ولداً و 700 امرأة طوال ليل امس على طريق المصنع شتورا، لا مأوى لهم. قبل ان تتدخل هيئة العلماء المسلمين وتنقذ اﻻم اغنيس من ورطتها، باقتراحها ان ينتقلوا الى اﻻوتوستراد العربي قيد اﻻنشاء حيث باتوا ليلتهم. واقتاتوا على ما وفرته لهم إحدى الجمعيات واتحاد الجمعيات الغذائية من خبز وجبنة ومورتاديلا ومياه. والتحفوا العراء مستعنين على البرد بما حملوه من بطانيات او ما وزع عليهم منها من الجمعيات المذكورة. فيما قام اطباء سوريون من المكتب اﻻغاثي اﻻنساني السوري بمعاينة المرضى منهم.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم