السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

مجلس النواب تضامن مع غزة ومسيحيي الموصل: لتحرك دولي ازاء جرائم اسرائيل و"داعش"

A+ A-

غزة والموصل جمعت المجلس النيابي، ودفعت برئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة اليوم استثتائية للتضامن مع غزة الجريحة ومسيحيي الموصل الذين هجرتهم "الدولة الاسلامية"، المعروفة سابقاً بـ"داعش". كل تضامن على طريقته، فالنائب آلان عون ارتدى حرف النون تضامناً مع مسيحيي الموصل، ترأس الجلسة الرئيس بري وحضرها رئيس الحكومة تمام سلام والوزراء والنواب، كما حضرها سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور ووفد من الفصائل الفلسطينية كافة، بدأت بالوقوف دقيقة صمت.


من جهته، أعلن بري الى ان "المجلس النيابي اعلن تضامنه مع الشعب الفلسطيني ازاء الارهاب والذي يقع خاصة على الاطفال والنساء والشيوخ، وما اسفر عن الاف الشهداء والجرحى، وتوجه المجلس بالتحية الى شهداء الشعب الفلسطيني وجرحاه والى مقاومته الباسلة التي تتصدى لالة الحرب الاسرائيلية، ودعا المجلس الى رفع الحصار الظالم والمستمر عن غزة".


 وتوجه بري "بالتحية الى شهداء الشعب الفلسطيني وجرحاه والى مقاومته الباسلة التي تتصدى لآلة الحرب وكرة النار الاسرائيلية المتنوعة الجوية والبرية والبحرية"، دعياً الى "رفع الحصار الظالم والمستمر المفروض على قطاع غزة منذ سنوات والذي أدى ولا زال الى النقص الحاد في المواد الاغاثية والطبية وهدد الحياة الطبيعية وقوى العمل والانتاج وادى الى شلل قطاعات الكهرباء ومياه الشفة". كما طالب المجلس "بالافراج عن المعتقلين الفلسطينيين خصوصا النواب من اعضاء المجلسين التشريعي والوطني وفي طليعتهما رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك والمناضل مروان البرغوثي وكذلك الاسرى والمعتقلين كافة وبالتحديد اولئك الذي جرى اعتقالهم في اعقاب حملة التعدي الوحشي على المناطق الفلسطينية والقدس خصوصا بعد جريمة اغتيال واحراق الشاب الفلسطيني محمد ابو خضير".


ودعا المجلس الى "اتخاذ الاجراءات الآيلة الى محاكمة المسؤولين الاسرائليين كمجرمي حرب على جرائم الحرب الاسرائيلية على غزة والاعتداء على حقوق الانسان في كل المناطق الفلسطينية". كما دعا المجلس الى انشاء مجلس عربي اعلى يعنى بشؤون اعمار قطاع غزة وكافة المناطق الفلسطينية التي تعرضت وتتعرض للتدمير والتجريف الاسرائيلي.


ودان المجلس "الجرائم الارهابية المتمثلة بعمليات الفرز الديمغرافي والتهجير القسري للمواطنين الاصليين في الموصل وجوارها من المسيحيين والاعتداء على دور العبادة والممتلكات العامة والخاصة"، داعياً الى "تحرك دولي فعال لوقف هذه الجريمة الارهابية المنظمة والتي تمادى مرتكبوها بعد السكوت عن جرائمهم في غير مكان من المناطق الساخنة في عدد من الاقطار العربية ويؤكد على ضرورة اعادة المهجرين الى مناطقهم وحمايتهم". وطالب "محاكمة عاجلة لمجرمي الحرب التكفريين المسؤولين عن هذه الجريمة الكبرى التي تشوه المشهد التاريخي للعيش المشترك في الشرق. ويدعو الى تضافر جهود المرجعيات الدينية في العالم من اسلامية ومسيحية في التصدي لعمليات تشويه الدين واستغلاله لاغراض السيطرة والحكم وتخيير الناس بين الجزية او الرضوخ لحكم الغاب. ويدعو مجلس الامن الدولي ومنظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية وكافة المنظمات الدولية والاسلامية والعربية والجهوية الى التحرك الفوري من اجل لجم تمادي هذه المجموعات في جرائمها المتنوعة وخصوصا جريمة التهجير. ويدين كل محاولة للتعدي على حقوق الانسان خاصة في الحياة والسكن للمواطنين في أي مكان يختارونه في اوطانهم".


من جهته، قال الرئيس تمام سلام: "في هذا الوقت الذي نقف فيه هنا، تواصل آلة القتل الاسرائيلية فصول جريمتها المتمادية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، تحت سمع العالم وبصره، ووسط صمت مريب يجدد أسئلة الامتحان الإنساني التي ترميها فلسطين، منذ نكبتها الأولى، في وجه أمم الأرض بلا جواب. تلك الاسئلة المتعلقة ببديهيات الحق والعدل وكرامة الانسان والمساواة بين البشر". وأشار الى  "اننا في لبنان، لسنا محايدين إزاء هذه المقتلة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. ونعلن تضامننا الكامل مع أخواننا الفلسطينيين، ووقوفنا إلى جانبهم في محنتهم، ومساندتهم في صمودهم ومقاومتهم، وفي نضالهم من أجل استعادة حقوقهم وإقامة دولتهم المستقلة"، داعياً  "هيئة الأمم المتحدة، إلى مغادرة عجزها المزمن أمام الصلف الاسرائيلي، والقيام بواجبها في وقف مسلسل جرائم الحرب المرتكبة في غزة والمناقضة لكل الشرائع والمواثيق الدولية. كما ندعو أشقاءنا العرب، وكل صاحب ضمير حي في هذا العالم، إلى التدخل الفوري لإنهاء نزيف الدم في قطاع غزة، والمسارعة الى مد يد العون لإعادة إعمار ما دمره العدوان". وتابع: "نحن في لبنان، بلد التعايش الاسلامي - المسيحي، معنيون بإطلاق صرخة استنكار إزاء هذه الممارسات، وبإيصال رسالة إلى المنطقة والعالم بأن اللبنانيين، وعلى رغم كل الأزمات التي مروا بها، حريصون على التنوع الديني والمذهبي القائم في بلادهم، ومتمسكون به، لأنه هو من يعطي لبنان معناه الفريد. إن المسيحيين ليسوا طارئين على هذه الأرض، هم ملحها وأهلها، تماما كما هم المسلمون. إن المسيحيين ليسوا في ذمة أحد، ولا يحتاجون إلى حماية من أحد، إنهم أسياد المكان، تماما كما هم المسلمون".


وناشد سلام جميع القوى السياسية والنواب "لبذل الجهود لإيجاد حل لمسألة الشغور في موقع الرئاسة، والمسارعة الى انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية. الرئيس المسيحي الوحيد في عالمنا العربي".


بدوره، اكد الرئيس فؤاد السنيورة "ان شعبنا العربي في فلسطين يتعرض للابادة والقتل على يد العدو الاسرائيلي، واخر وجوه التنكيل ما تعرض له اخوة في الموصل، في البداية لا بد من التوضيح ان لا علاقة لما تقوم به داعش بالاسلام، والدين الاسلامي يقول: "لا اكراه في الدين"، مؤكداً أنه  "يجب علينا جميعا النضال من اجل حفظ وصون العيش المشترك. ان الظروف مع المتشددين صعبة على المسيحيين كما على المسلمين. نحن جميعا مسلمين ومسحييين واقعين بين فكي كماشة الاستبداد والتطرف، فالى اين يهرب الناس من الطغيان، ولا خلاص لنا الا بالاحتماء بالدولة ومؤسساتها. امام هول ما يجري علينا التاكيد على العيش في مجتمع متعدد، العيش المشترك والحياة المشتركة والاحترام المتبادل، الديموقراطية والدولة المدنية وحقوق الانسان وتداول السلطة واحترام حرية الافراد والمختلفين من هذا الطرف او ذاك والباقي مرفوض".


أما النائب العماد ميشال عون فأكد انه "اذا كانت الممارسات الاسرائيلية غير مستغربة لان هذه طبيعة اسرائيل الدموية فالغرابة بمكان هي في التوازي بين ما تقوم به اسرائيل في غزة وما تقوم به داعش في الرقة والموصل. في غزة تطهير عرقي بالنار والعالم يتفرج ويحصي الضحايا ولا يابه بعذابات الناس. في الموصل تطهير ديني حيث استباحت داعش كل المحرمات. في هذا الجو من الذعر والقلق فقد مسيحيو العراق كل امل بالنجاة"، لافتاً الى أن ما يحدث اليوم يذكرنا بمجازر القرون الماضية. كم كانت شعوبنا على خطأ عندما اعتقدت انها صارت باممن من شر الاقوياء بعد انشاء المحاكم الدولية. اين مجلس الامن واين الدول الكبرى اصحاب الفيتو فاطفال غزة يحيون اطفال بيت لحم. اين دول الغرب؟ وهل تعلمنا اجهزة مخابراتها من يمول المنظمات التي تقتل في سبيل الله؟". وأعلن عون التضامن "مع شعب غزة ومع مسيحيي المشرق الذين يتعرضون لحرب ابادة ونطلب من مجلس الامن ايجاد منطقة امنة لهم، وعدم السماح بتهجيرهم".


النائب جورج عدوان راى "ان ما يجري في غزة هو اعتداء على شرعة حقوق الانسان فتحية لشعب غزة وشعب فلسطين في وجه الحرب الهمجية. للشعب الفلسطيني نقول وحدوا الصفوف. انتم مطالبون بعمل جدي وفاعل بوقف هذا الاعتداء المدمر"، مشدداً على انه ان الاوان ليحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه ويستعيد كرامته وان تكون له دولة مستقلة على ارض فلسطين. نلتقي لندين ونرفض ما يحصل في الموصل من تهجير ممنهج للمسيحيين مرفوقا بعبارات اننا مدعوون الى الوقوف في وجه كل الدواعش التي تهدد العيش المشترك".


من جهته، اكد النائب غازي العريضي "ان استهداف الاخوة المسيحيين هو ضرب للتنوع في هيذه المنطقة واذا سقط التنوع في اي مكان فان ذلك يعني الدخول في صراعات مفتوحة مذهبية وطائفية وقبلية وقومية وليس في ذلك الا خدمة اسرائيل. اذا كان الغرب بخبثه وبحثه عن مصالحه بصمته او بدوره المباشر يغطي ما يجري فان ما يجري في الموصل هو مسؤولية عربية انسانية اخلاقية دولية علينا ان نبادر نحن الى تحملها لكي يكون لنا الدور على الاقل في المحافظة على وجودنا".


وقال النائب دوري شمعون "ان المشكلة بدات في غزة عند وقوع الاحتلال واعلن تعاطفي مع ضحايا الشعب الفلسطيني، اما في ما يتعلق بمسيحيي العراق وسوريا فاننا نعلن ان حمايتهم لا تكون بتخويفهم ونناشد كل قادر على بذل اقصى الجهود من اجل اعادتهم. تهجير فلسطين يستكمل بتهجير مسيحيي العراق".


بدوره، سأل النائب علي فياض انه "ماذا ينفع الكلام ازاء ما يرتكب من همجية ظلامية بحق الموصل وغزة؟"، مضيفاً أن "ما يجري في غزة يؤكد ان المقاومة هي السبيل الوحيد لمواجهة العدو وهو عاجز عن فرض شروطه السياسية لذلك فان الزمن تبدل والمعادلات تبدلت. المقاومة في لبنان وفلسطين هي التي ترسم المبادرات لذلك علينا ان نتذكر ان هناك قضية فلسطينية هي قضيتنا الكبرى التي يجب ان تبقى حاضرة دوما، لذلك نحن امام خطرين داهمين الخطر الاسرائيلي والخطر الداعشي المتخلف الذي يريد تقسيم مجتمعاتنا العربية وتفتيتها، ندعو كل القوى الى التوحد لمواجهة هذين الخطرين".


واكد النائب ميشال موسى من ساحة النجمة "ان لا شرق دون المسيحيين فمن يمكن له ان يتجرا على ان يقبل استمرار استنزاف الموارد البشرية للمسيحية والتراث الديني لهم في الشرق".
وقال: "ليس لبنان الذي يتفرج على صورة حركة الارهاب التكفيري الذي يحاول اغتيال تاريخ المسيحية والاسلام. في العاشر من حزيران كان الدور على المسيحيين في العراق وفي 26 تموز من العام 2006 كانت اسرائيل تستكمل جرائمها ضد لبنان، الارهاب الاسرائيلي والارهاب التكفيري وجهان لعملة واحدة"، مضيفاً  "اننا نطلب الاجازة للجنة حقوق الانسان مباشرة التحرك على مستوى الاتحاد البرلماني للاحاطة بمجريات الارهاب في غزة والموصل ومنطقتها".


وراى النائب مروان فارس ان "الحرب على غزة جاءت للوي ذراع المقاومة لانها عقبة في وجه هدفها الاستراتيجي، ولضرب المصالحة الفلسطينية. انها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية على مراى العالم وبتغطية من دول كبرى وهيئات دولية وفي ظل صمت عربي يصل الى حدود التواطؤ نطالب باحالة المجازر على محكمة الجنايات الدولية. واثقون بان الشعب الفلسطيني سيفشل اهداف اسرائيل. نؤكد خيار المقاومة سبيلا لانتزاع حقوقنا.اما جرائم داعش فهي الوجه الاخر للحرب المفتوحة على مجتمعاتنا".


اكد النائب عماد الحوت "ان المسلمين والمسيحيين مكونان اصيلان في امتنا ان توحدا كانوا سببا في نهضة الامة وان توزعوا فتحوا المجال واسعا لمن يريد الايقاع في مجتمعنا. ان الشعوب العربية انتفضت في وجه العدو الصهيوني. ان التضامن يعني اننا نتضامن امام 3 انواع من الارهاب: الارهاب الصهيوني والارهاب الفكري وارهاب الدولة من انظمة استبداد. امام هذه التحديات اؤكد على الخروج من صيغة الاقليات". ودعا الى "الخروج من النزاعات الطائفية والمذهبية، والتعاون على وقف الافكار الهدامة".


وبعد الجلسة توجه دبور "بالشكر للمجلس النيابي رئاسة واعضاء والى الحكومة اللبنانية"، وقال: "كما نحن موحدون في فلسطين في ارض الرباط فلسطين مجتمعين كلمة واحدة نحن هنا ايضا في لبنان موحدون. باسم اخواني في الفصائل الفلسطينية باسم الشعب الفلسطيني نتقدم بالتحية والتقدير الى دولة الرئيس نبيه بري والى الاخوة رؤساء الكتل النيابية والى النواب جميعا على عقد هذه الجلسة".


ونوه عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل، إثر الجلسة الاستثنائية لمجلس النواب المخصصة للتضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة، البرلمان اللبناني والرئيس نبيه بري وشعب لبنان بـ "الموقف التضامني النبيل مع شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، الذي يعبر عن عمق العلاقات الكفاحية وعن أصالة الاخوة القومية التي تجمع بين شعبي لبنان وفلسطين على مر الزمن".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم