السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الإعلام العراقي مُقيد بذريعة مكافحة الإرهاب

A+ A-

رأت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الإنسان أن التوجيهات الإعلامية الجديدة في العراق تتسم بالإبهام، الأمر الذي يفتح الباب واسعاً أمام الانتهاكات. فهي تؤدي إلى تقييد حرية الصحافة من دون مبرر، بعدما أصدرت هيئة الإعلام والاتصالات الحكومية إرشادات لتنظيم الإعلام "أثناء الحرب على الإرهاب".


وتطالب التوجيهات وسائل الإعلام بتجنب نشر معلومات عن "قوات المتمردين"، وتلزمها بتغطية أنباء القوات الحكومية على نحو إيجابي. وتمنع المادة الأولى وسائل الإعلام من نشر مواد "تحمل تأويلاً أو تعميماً أو طعناً بحق القوات الأمنية، أو بث معادلات صورية مسيئة لها"، وتحض على "التركيز على المنجزات الأمنية للقوات المسلحة، وتكرارها خلال ساعات البث اليومي".
وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة جو ستورك :"تبدو التوجيهات الجديدة لحكومة العراق وكأنها ترغم وسائل الإعلام على التوقف عن التغطية، والتحول ملحقاً حكومياً للعلاقات العامة".
وقد تحدث عاملون في وسائل إعلامية عراقية عن ضغوط تشمل التهديد بسحب الترخيص.
وإذ أشارت "هيومان رايتس ووتش" إلى أن بعض وسائل الإعلام العراقية تثير النعرات الطائفية وتحرض على العنف، أكدت أن القيود الحكومية الأخيرة تتجاوز ما يجيزه القانون الدولي في حالات الطوارئ.
ففي العراق صار يُحظر على الإعلاميين بث أية رسائل من جماعات مسلحة أو مقابلات مع أحد أعضائها، والاكتفاء ببث "الأهازيج الوطنية وصور الحشود الجماهيرية وبطولات القوات الأمنية".
وفرض قانون السلامة الوطنية الذي أعلنه رئيس الوزراء نوري المالكي في 16 حزيران تقديم المواد الإعلامية للمراجعة قبل النشر أو البث.
وتجيز المادة 13 من إعلان الطوارئ للمسؤولين مراقبة "الرسائل البريدية والبرقية ووسائل الاتصال السلكية واللاسلكية والإلكترونية" كافة. ويخشى الصحافيون التحدث في مسائل حساسة عبر الهاتف.
وحظرت الهيئة العامة للاستثمار، وهي تمظم البث الإعلامي في مصر بث قناتين تلفزيونيتين عراقيتين تبثان من القاهرة، هما "البغدادية" و"الرافدين" على النظام الفضائي المصري الرئيسي "النايل سات" استجابة لشكاوى من بغداد.
وقال زياد العجيلي، المدير التنفيذي لمرصد حرية الصحافة، لـ"هيومان رايتس ووتش" إن "الرافدين" معروفة بتوجهها الموالي للسنة المتشددين. أما "البغدادية" فهي تبث تقارير استقصائية تنتقد الحكومة في كثير من الأحيان، ولم يعرف عنها الدعوة إلى العنف. وقبل أسابيع قليلة قامت الشرطة الأردنية بإقفال قناة "العباسية" المعارضة في عمان.
وانتقد العجيلي استهداف "البغدادية" تحت ذرائع عدة، بينها "مخالفات غير محددة لقواعد البث" والإخفاق في تسديد الرسوم.
ونقلت "هيومان رايتس ووتش" عن أحد أفراد طاقم المحطة أن 16 من رجال الشرطة حضروا إلى مكتب القناة في بغداد في 20 يونيو وضربو حارسين بقسوة وصادروا بعض معدات القناة. وأضاف :"حاولنا الاتصال بوزارات مختلفة وبهيئة الإعلام لحل المشكلة، لكنهم رفضوا مجرد الالتقاء بنا".


كما اتخذت الحكومة العراقية خطوات لحظة بعض المواقع الإلكترونية الإخبارية والاجتماعية، وفي بعض الأماكن حاولت قطع الإنترنت بالكامل.
ولم تتخذ الحكومة أي إجراء معروف بحق الوسائل الإعلامية المؤيدة لها أو للمليشيات الشيعية، مثل قناتي "الاتجاه" و"العهد"..
أما قناة العراقية التلفزيونية الحكومية فتبث طوال الوقت اعترافات "إرهابيين" مقبوض عليهم.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم