السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

مصممة الأزياء ماري كاترانتزو وطبعاتها على الفساتين:\r\nتحب الأسود ولا تلبس من تصاميمها ويخجلها أن ترى امرأة ترتديها

سمر يوسف
A+ A-

تجمع Mary Katrantzou بين المينيمالية والماكسيمالية في تصميم واحد، المينيمالية في القصّات، والماكسيمالية في الإبداع. لا يمكن تصنيفها في أية فئة. تشبه شخصية Bérenger في العمل المسرحي "وحيد القرن" (le Rhinocéros) لـEugène Ionesco، الشخصية الوحيدة التي لا تسير خلف الحشود، والتي كانوا يسخرون من أحلامها من قبل، ولم يبقَ سواها للتصدّي برباطة جأش للجنون الجماعي... لكن Mary Katrantzou تتصدّى في هذه الحالة لجنون جماعي لطيف في الموضة يتمثّل في السير خلف النزعات الرائجة.


*أنت المصممة التي جعلت النساء تعشق الطبعات (Prints)!


عندما تسنّت لي الفرصة لإعداد عرضي الأول في لندن، سألت نفسي "ماذا عساي أفعل؟". فالأمور لا تكون واضحة تمامًا في البداية. أتيت من مجال الهندسة وانتقلت إلى الموضة بحيازتي ماجستير من سانترال سانت مارتينز. أدركت أن أحدًا لم يعمل على الطبعات(الزركشات) على القماش. ففهمت أكثر بقليل حول ماذا يدور عملي. صممت طبعة مميزة جدًا لم يكن الناس يعرفونها وأظنّها نجحت لهذا السبب. لم يكن أحد يملك ثوبًا مماثلاً.


*هل تحبين الأثواب؟


كانت مجموعتي الأولى مؤلفة من 8 أثواب، ولا أنماط مفضّلة لدي. كل ما أعرفه كان الفستان الواسع، ولم أكن أحب الفساتين المفصّلة على قياس الجسم. كان معي متدرجان لا يجيدان اللغة الإنكليزية، أحدهما يقول لي دائمًا: "لكن ماري، تعرفين، الثديين..."، وكنت أقول: "نعم، ماذا عنهما؟ لا أريد أي فصل في طبعتي". لم أكن أريد أي انقطاع ولم يكن في الفستان خصر، بل كان فستانًا واسعًا. المرء تدريجيا ببناء طابعه الخاص وفهم الشكل الأنثوي مع الالتزام بالموضوع.


*إذًا تمكّنتي من التطور والحفاظ على الوعي والإدراك، تحافظين على هويتك.


أخال أن ذلك ساعدني، لأن المرأة تود أن تجد شيئًا جديدًا في الموضة. وعليك في كل موسم أن تقدمي الابتكار والإبداع في ماركتك. في البدايات، ركّزنا على الفستان مع تغيير الموضوع في كل موسم، أما الآن فنقدّم أشكالاً أخرى إلى جانب الفستان.


*لكن لماذا لا ترتدي فساتينك الرائعة؟
أرتديها! (تضحك) إرتديت إحداها في حفل MET هذه السنة.



* لكن في كل مرة أراك ترتدين الأسود!
أحب الأسود. وقد سئلت عن ذلك كثيرًا، واستقصيت عن سبب ولعي بالأسود. عندما تعمل بالكثير من الألوان، ترغب صراحة في أن تنظّف لوحة الرسام تقريبًا وتجرّد نفسك عنها.


*كل ذلك مرتبط باللاوعي نوعًا ما؟
يبدو جليًا(تضحك) أنه ليس بالوعي التام! يغدو الأسود مثل الزي، والعمل في الألوان والقماشات، يصعب اتخاذ القرارات أو اختيار طبعة، إذا كنت ترتدين إحداها على سبيل المثال. إنه التفسير الوحيد الذي وجدته.



*حان الوقت ليكون عندنا زي عمل بطبعات! ما يجعل الحياة اليومية مفعمة بالفرح أكثر.هناك الكثير من العملاء أصحاب المعارض الذين يشترون ثيابي ولم يعتادوا أن يلبسوا إلا الأسود. أسألهم: لماذا تختارون ملابسي؟ فيجيبون دائمًا بأنهم يشترون ملابسي بفضل خصائصها الفنية. حتى لو لم يرتدوا ملابس الطبعات، فإنهم يرغبون في شرائها ليملكوها. إنه لشرف لي أن أعرف أن أحدًا لا يلبس ملابس الطبعات، يرغب في شراء ملابسي.


*لا أقدر أن أشتري ثياب الطبعات في مجموعتك. لكنني أحبّها! وصادف أنني كنت مملّة بملابسي البحرية والأحادية اللون. لكن يسهل ارتداء طبعاتك وأملك تنورة من مجموعة "لامب شايد" باللونين الأبيض والأسود!
أنا مسرورة جدًا بأنك تجدين ملابسي سهلة اللبس. عندما أعددت مجموعة "لامب شايد"، تساءل الكثيرون عما كنت أفعل، ولماذا لم يكن من ألوان في طبعاتي. بالنسبة لي، لا حاجة لأن تكون الطبعات بالضرورة ملونةّ بالضرورة. لا أعلم لماذا يستغرب الناس التغيير إلى هذا الحد!


*لأن طبعاتك جريئة جدًا!


نعم، لعلّ هذا هو السبب.


*لا تغيّري شيئًا! أحب مزجك الطبعات والقماشات المختلفة..
كما كنت تقولين، النساء اللواتي لم يعتدن لبس ثياب الطبعات يرتحن الآن أكثر فأكثر لفكرة ضمّها إلى خزاناتهنّ. يمكن ارتداء الطبعات من الرأس إلى أخمص القدمين، وفي ذلك تتجلى الشخصية أو اختيار القميص المطبوع مع الجينز.


*تكون الطبعة كافية بذاتها، لا داعي لإضافة تسريحة متفنّنة!
كما لو كنا نضيف الأكسسوار لملابسنا. لا حاجة إلى إضافة شيء، المرأة والفستان يفيان بالغرض.


*الطبعات جرئية أصلاً
لهذه المجموعة- قلت من الناحية الاستراتيجية:"لا أريد طبعات!"، لأنني أظن أحيانًا أنه إذا ما وضعنا العديد من الطبعات في مجموعة، يقضي ذلك على العملية الإبداعية نوعًا ما. والحقيقة أن الطبعات جريئة ومميزة جدًا.


*أردت أن تجرّبي شيئًا آخر؟
أريد أن أظهر العمل الذي قمنا به بالدانتيل. أظن أن المرأة، عندما تشتري قطعة لباس، تريد أن تشعر بأنها فريدة من نوعها. تريد أن تشتري قطعة وليس أكسسوارًا، والدانتيل شيء مميز وأنثوي جدًا.


*ماري، عندما أرى فساتينك، أقول إنك امرأة مقدامة لا تعرف الخوف! ألا تخافين الحكم عليك! نرى طبعتاك في كل مكان اليوم، لكن لا بد أنك تتمتعين بشخصية فذة وقوية لتبدأي بشيء بهذا التميّز العالي.


نعم، بالضبط. ليس أنا فقط. يجب أن يتمتع كل مصمم جديد بالقوة لإظهار قناعاته، وإلا لا يقدّم أي جديد. عندما أعددت مجموعة تنانير "لامب شايد"، كنت أبكي قبل العرض، كنت أخشى أن أعرضها ويظن الناس أنها مزحة. بعدها نظرت إلى التنانير وأعجبني ما كنت أقوم به.


*في القوة ضعف أيضًا.


تعلمين، إنه شعور عدم الأمان، لكن في النهاية نريد ذلك. لن أؤثّر على السياسة العالمية، لكن في تلك اللحظة، أظن أنني تحلّيت بالشجاعة والبسالة. ثم ترين الناس يشترون قطعك، مثل تنانير "لامب شايد" الـ 25 !، لأنه من غير المألوف أن تخرج أي امرأة بمثل هذه التنورة.


*ومنذ ذلك الحين، قلّد الجميع هذه التنورة.


لم أستطع أن أصدّق عندما رأيت السوق العريض يقلّدها! وقد أسمتها متاجر "آسوس" بوضوح: "لامب شايد" (أي عاكس النور) وليس "توليب"، التنورة "لامب شايد"! ضرب من الجنون!


*هل شعرت بالإطراء جراء خلق توجّه معيّن في الأزياء؟


لم أشعر قط أنني أخلق توجّهًا معيّنًا، لكن صحيح أنه منذ خمس سنوات، عندما شرعت بالطبعات، لم تكن تعتبر حتى توجّهًا في الموضة. أما الآن فهي موجودة في كل موسم، ولا يمكن أن نقول إنها مجرّد توجّه بعدما دامت خمس سنوات.


*شانيل صممت حتى طبعات بانتون وهي المرة الأولى!


نعيش في ثقافة بصرية جدًا. وتعرفين، يحدث ذلك فرقًا. على موقع Net-à-Porter، تجدين صفحة مخصصة للطبعات وستلفت انتباهك على "إنستاغرام". وفي كل يوم، عندما ترتدين فستانًا مطبّعًا، سيحدّثك الناس عنه لأنّه ساطع ويجذب الانتباه فضلاً عن أنه يروقنا الإطراء والثناء.


*هل سبق أن كنت تسيرين في الشارع وصادفت غريبة ترتدي فستانك؟


نادرًا ما يحصل ذلك في الشارع، ربما 4 مرات. عادة أكون في التاكسي وأراهم يسيرون، فأقول لنفسي: يا ألهي هذا من صنعي! لكن حصل ذلك معي أيضًا عدة مرات في حفلات العشاء. تخيّلي أن تذهبي إلى مطعم مع صديقتك وتري تصميمك الى الطاولة المجاورة! أو في المطار! رأيت امرأة ترتدي لماري كاترانتزو من الرأس حتى أخمص القدمين مع حقيبة "لون شان" وقلت مجددًا لنفسي: "يا إلهي". لكنني لم أتجرأ على أن أتكلّم معها لأنني كنت خجولة ومحرجة جدًا.


*كان عليك أن تقومي بهذه الخطوة، تخيّلي، كانت لتفرح جدًا بالحديث معك.


عندما أكون في حفلة خاصة بقطاع الأزياء وترتدي أحدهن من تصاميمي، قد أقول شيئًا، لكن معظم الوقت لا أتفوّه بكلمة. يكون من الغريب أن أقول "هذا فستاني!". يمكن أن يكون الكلام في غير مكانه، وقد يروقهم ذلك لكن لا يمكن أن أحمل نفسي على قول "مرحبا، أنا من صنع لك فستانك". أردت في إحدى المرات أن أحتسي المشروب مع صديق لي في كوستي وكانت النادلة ترتدي إحدى فساتيني بلا أكتاف، في منتصف النهار، فتفاجأت جدًا. وعندما طلبنا طاولة، قالت لي "سيكون الأمر معقّدًا.."، فجاءت إحدى النادلات لرؤيتها وقالت لها "هي صمّمت لك فستانك!". كان الأمر مضحكًا جدًا!


*في الختام، ماري كاترانتزو تعرف فساتينها كافة عن ظهر قلب!


بالطبع،كانت ترتدي فستانًا جريئًا مع طبعة الطيور والطوابع البريدية، قلت لنفسي: "مذهل أنك اخترته". أنه دائمًا شعور جميل.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم