السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

التعديل "المحدود" لعون: الى النظام الرئاسي در!!

المصدر: "النهار"
سابين عويس
A+ A-

عندما طرح الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله قبل عامين إقتراح "مؤتمر تأسيسي وطني لمناقشة بناء دولة قوية للبنان"، لم يكن ثمة شكوك حول قرار الحزب إعادة النظر بالنظام السياسي اللبناني بما يتيح مشاركة أقوى وأفعل للحزب والطائفة التي يمثلها في الدولة.


صحيح أنه مضى على طرح الاقتراح عامين، بما جعل الوسط السياسي يتعامل معه على أنه لا يعدو كونه إقتراحا، لكن الممارسة السياسية للحزب خلال العامين الماضيين معطوفة على التحالف الوثيق مع الفريق المسيحي الذي يصنف نفسه على انه الاقوى، إنطلاقا من سعة التمثيل النيابي التي أنتجتها إنتخابات 2009، يؤشر إلى أنه ما كان إقتراحا قبل عامين، بدا يسلك طريقه بجدية اليوم.


وما يدفع الى هذا الاعتقاد، القنبلة التي فجرها رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون امس بطرحه، في توقيت ملتبس، عشية جلسة الانتخاب الثامنة، "تعديلاً محدودا" للدستور يقضي بإنتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب. والمفارقة أن التعديل الذي وصفه عون بـ"المحدود" ينسف عمليا أسس النظام السياسي القائم في لبنان بإعتبار أنه يحوله من نظام جمهوري برلماني إلى نظام رئاسي!


وفيما قوبل إقتراح عون بعدد غير قليل من الانتقادات، سجلت مصادر سياسية مطلعة ملاحظات وصفتها بالجوهرية حيال مخاطر طرح عون. إذ رأت أن الطرح لا يحقق الهدف الذي يبتغيه عون منه والذي ما إنفك يطالب به ولا يزال ويقضي بإيصال الرئيس المسيحي القوي الى سدة الرئاسة، بإعتبار أن مثل هذا الطرح لا يوصل الرئيس المسيحي بأصوات المسيحيين بل يوصل الرئيس الذي تنتجه الاكثرية العددية. وهذا يتناقض مع جوهر الدستور الذي أوقف العد وحكم بالمناصفة بين المسيحيين والمسلمين.


كما أن الطرح يتناقض كليا مع مشروع القانون الانتخابي الذي إقترحه عون في المؤتمر الصحافي عينه، إذ دعا الى ان ينتخب المسيحيون نوابهم والمسلمون نوابهم في دورة إقتراع أولى، وبالتالي، فإن عون بطرحه هذا يصحح التمثيل المسيحي على المستوى النيابي ويطيحه على المستوى الرئاسي.


وترى المصالدر ان خطوة عون لم تأت من فراغ. بل تم التحضير لها بعناية خصوصا وانها تتناول الاستحقاقين الاهم اللذين تواجههما البلاد حاليا ويهددان ديمومة نظامها السياسي: الانتخابات الرئاسية والانتخابات النيابية. وقالت أن ما طرح امس كان جرى تسريبه في الاعلام اولا قبل اسبوعين، فيما قام موفدون لعون بتسويقه في الاوساط السياسية علم انه جرى بحثه مع رئيس المجلس نبيه بري كذلك. وقد شكلت الخطوة الاولى لجس نبض وتهديد لما إعتزم عون القيام به ونفذه بعد اسبوعين، وذلك بعدما تبين ان الحوار المفتوح مع تيار المستقبل لم يفض الى نتيجة على مستوى الرئاسة وأن الجلسة الثامنة غدا لن يكون مصيرها مغايرا لمصير سابقاتها.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم