السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

كان يرعى الغنم حين هاجمه لصوص... سقط مهدي ضحية الأمن المتفلّت في بعلبك الهرمل

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
الشاب مهدي وهبي.
الشاب مهدي وهبي.
A+ A-
خرج لتأمين قوت يومه، "سرح" بغنمه تحت الشمس الحارقة، واذ به يقع ضحية مجرمين أرادوا ان يسرقوا رزقه، وعندما حاول الدفاع عنه أردوه قتيلاً بعدة طلقات نارية فجرت رأسه... هو مهدي وهبي ابن بلدة شعث البقاعية الذي دفع حياته ثمن التفلت الأمني والسلاح غير الشرعي.

جريمة تعكس أموراً خطيرة

عند الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر امس، كان مهدي (21 سنة) في خراج بلدته كعادته يرعى غنمه يساعده في ذلك كما قال المختار على الحاج حسن، راع سوري وشرح "وإذ بمهدي يفاجأ بخارجين عن القانون يريدون سرقة غنمه، حاول منعهم، فما كان منهم ألا أن أطلقوا النار عليه غير آبهين بوجود دولة لديها مبدأ الثواب والعقاب، توفي على الفور لينقل بعدها إلى مستشفى دار الحكمة". وأضاف: "ذنب مهدي انه أراد أن يأكل لقمة عيشه بالحلال من عرق جبينه، وإلى الآن لا يزال المجرمون مجهولين، حيث يفترض بلأجهزة الامنية أن تأخذ دورها في هذا الموضوع، وتتحمل مسؤوليتها في كشف الجناة، الذين يعيثون خراباً في المنطقة، مع العلم أن الدولة تتعاطى مع منطقة بعلبك الهرمل وكأننا شعب غير لبناني، قيد الدرس، لسنا مواطنين ولا نتمتع بحقوق المواطنية، وهذا أمر خطير جداً".

تقصير فاضح
بإمكان الدولة كما قال المختار "معرفة ما إن كان بنى شخص ما تنوراً أو غرفة لولده، تحضر بكامل قوتها لردم قن دجاج، إلا أنها لا تستطيع إلقاء القبض على مجرمين يقتلون الأبرياء في وضح النهار، وهم معروفون لديها بالأسماء، كامل مواصفاتهم ومكان إقامتهم وأرقام هواتفهم مرصودة من قبلها، إلا أن الدولة تصر على أن تدير ظهرها لنا، وكأنها تطلب منا أن نتجه إلى الفتنة بين بعضنا البعض، لتخلق من منطقتنا تورابورا جديدة".

خياران لا ثالث لهما

خياران لا ثالث لهما كما قال المختار "إما أن تتحمل الدولة مسؤوليتها ونحن تحت القانون ونطالب بالدولة الام الراعية التي من المفترض ان تتعاطى بعدالة بين كل أبناء الوطن، وإلا نحن نقول للدولة اتركينا للعودة لنظامنا العشائري والأمن الذاتي، وهي التي تدفعنا اليه، لكي لا تتحمل مسؤوليتها عن أي إنماء إو أي مشكلة"، وأضاف: "نحن محرمون من حقوقنا على مختلف الصعد، لا يسمح لأبناء المنطقة ان يتبوؤوا مراكز في الدولة، كما أن الحد الأدنى وهو الأمن الاجتماعي غير مؤمن، وهو الذي بفقدانه تفقد العدالة".

عند لجوء كل عائلة بحسب المختار الى "حماية نفسها، عندها سنحمل السلاح ولن تتجرأ العائلات الاخرى على السرقة والقتل، وهذا الموضوع له حسابات أخرى".

بيان "تهديدي"

بعد الجريمة أصدرت عشيرة آل وهبي البيان الآتي: "نحن عشيرة آل وهبي المتواجدة في كل أرجاء لبنان بقاعاً وشمالاً وجنوباً وجبلاً وعاصمة، كنا حتى الأمس القريب نحتكم للشرع والقانون وكنا ضد مبدأ الأخذ بالثأر حتى وقع العديد من الجرائم ورأينا تلكّؤ وتباطؤ الدولة بإتخاذ الإجراءات اللازمة بحق مرتكبي الجرائم والبعض منهم كان معروفاً من الأجهزة الأمنية، ما دفع ببعض العشائر الكريمة بأخذ حقها بيدها. أصبحنا من مؤيدي هذا المبدأ لأنه عندما تتلكأ الدولة بالاقتصاص من المجرم فيصبح الأمن الذاتي واجباً وليس إختيارا. لذلك سيكون بيننا وبين دولتنا العزيزة سباق للوصول إلى قاتل إبننا الشهيد المظلوم (مهدي علي دياب وهبي) لإعدامه في مكان الجريمة النكراء على المبدأ الشرعي والقانوني وهو أن العين بالعين والسن بالسن والقاتل يقتل. وعليه نحذر كل من يؤويه أو يتستر عليه فيكون مشاركاً في الجريمة، وإنّ غداً لناظره قريب".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم