السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

لائحة إغتيالات تهدد بانفجار كبير في "عين الحلوة"!

المصدر: النهار
صيدا- احمد منتش
A+ A-

يبدو ان مسلسل القتل والتصفيات الجسدية الذي اعتادت على تنفيذه وممارسته بعض القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية منها او الاسلامية على حدّ سواء لغايات سلطوية او عقائدية او سياسية اومادية او تبعية منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية في العام 1965.


ومنذ ظهور وتنامي التيارات الاسلامية وخاصة التي توصف بالمتطرفة او المتشددة في افكارها وممارساتها واعمالها منذ بدايات العام 1980، وجميعها وجدَ في مخيم عين الحلوة في صيدا اكبر التجمعات الفلسطينية في مخيّمات لبنان ارضاً خصبة لتعزيز وجوده وممارسة دوره على اكمل وجه، اصبح هذا المسلسل الاجرامي وكأنه امر عادي ولا يستطيع احد ايقافه او وضع حد له على الرغم من اثاره ومخاطره على ابناء وسكان المخيم اولاً الذين بات عددهم يقارب المائة الف. وغالبيتهم يعيش في ظروف اجتماعية واقتصادية وصحية ومعيشية صعبة وقاسية وايضا عل الجوار وخصوصا صيدا ومحيطها وعلى القوى العسكرية والامنية، والجيش اللبناني الذي يتولى حراسة وحماية كل مداخل ومخارج المخيم.
وبات واضحا ان ما يقوم به ممثلو هذه القوى الوطنية والاسلامية لجهة تشكيل لجنة امنية مشتركة او لجهة الاتفاق على مبادرة موحدة لتجنيب المخيم اي اقتتال داخلي او مع الجوار، لم يكتب له النجاح لان الصراع العقائدي والسياسي والسلطوي والوجودي بين هذه القوى عميق وكبير بين الاسلاميين والقوى المتضامنة معها، وبين هؤلاء وبين حركة فتح والفصائل المتضامنة معها. ويخطئ من يظن ان احدا بامكانه الغاء الاخر او انهائه بشكل كامل عن خارطة المخيم الصغير بمساحته والكبير بسكانه وطاقاته وكل الاشتباكات والحوادث الامنية التي شهدها مخيم عين الحلوة منذ نحو ثلاثة عقود.


تصفية في وضح النهار


اللافت ان الاغتيالات والتصفيات الجسدية التي تحصل في وضح النهار وتنفذ بدم بارد وتطال رموزا معروفة ومرموقة ارتفعت وتيرتها في الاونة الاخيرة وبعد ايام على توصل كل القوى والفصائل لتوقيع مبادرة موحدة لتحصين المخيمات وتحريم الاقتتال.
وتبعت حادثة اغتيال المسؤول الثاني في قوات الامن الوطني الفلسطيني العميد جميل زيدان في عين الحلوة حادثة الاشتباك في مخيم المية ومية بين حركة انصار الله وانصار كتيبة شهداء العودة والتي ادت الى مقتل المسؤول الاول عن الكتيبة احمد رشيد وشقيقيه ونجل مسؤول انصار الله وخمسة اخرين. وقبل اسبوع، جرت عملية اغتيال المسؤول الاول عن جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية في عين الحلوة الشيخ عرسال سليمان.


اغتيال ناشط اسلامي


وفجر يوم الاثنين اول امس، اغتيل الإسلامي علي نضال خليل في احد ازقة حي الصفصاف ضاحية المخيّم الشرقية والذي يتحصن فيه احد ابرز الرموز الاسلامية المتشددة الشيخ اسامة الشهابي وعلي خليل وهو ابن شقيقة الشهابي صدر بحقه قبل ايام حكما غيابيا بالاعدام، مع خمسة اخرين ابرزهم الناشط بلال بدر بتهمة الانتماء الى تنظيم ارهابي وحيازة اسلحة. وأفيد ان مسلحين كمنوا لخليل اثناء توجهه الى منزل الشهابي لتأمين الحراسة، ورأت مصادر ان اغتيال خليل رسالة للشهابي، ورجحت ان يكون هدف المنفذين الشهابي شخصيا الذي لعب ولا يزال دروا بارزا في ارسال مقاتلين من ابناء المخيم الى العراق لمواجهة القوات الاميركية والى سوريا لمساندة المعارضة السورية، وهو من مؤيدي فتح الاسلام وجبهة النصرة، وادرجت الولايات المتحدة الاميركية منذ نحو سنة اسمه على لائحة اخطر المطلوبين في العالم.
وعلى الرغم من توتر الوضع في عين الحلوة اثر حادثة الاغتيال وما رافقها من اطلاق نار ادى الى تضرر سيارات ومحال تجارية، تم تشييع جثمان خليل ودفنه في مقبرة صيدا الجديدة في سيروب خارج المخيم تحاشيا لاي توتير او انفجار امني. ولسان حال ابناء المخيّم والجهات المعنية بالوضع العام في المخيّم يسأل من سيكون على لائحة الاغتيال والتصفية الجسدية وسط تزايد المخاوف من انفجار واسع وكبير للوضع في المخيّم لن يفيد احداً بشيئ ولا يستطيع المخيّم والجوار تحمل تبعاته وتداعياته.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم