الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أسرّة العناية الفائقة في مستشفيات بيروت شبه ممتلئة... ماذا بعد إغلاق البلد لأسبوعين؟

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
أسرّة العناية الفائقة في مستشفيات بيروت شبه ممتلئة... ماذا بعد إغلاق البلد لأسبوعين؟
أسرّة العناية الفائقة في مستشفيات بيروت شبه ممتلئة... ماذا بعد إغلاق البلد لأسبوعين؟
A+ A-

"فقدنا السيطرة على الوباء" بهذه العبارة يستهل رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي حديثه لـ"النهار"، "وأسرّة العناية الفائقة في مستشفى بيروت بلغت قدرتها الاستيعابية، ومع ذلك تصرّ شريحة من الناس على أن الفيروس كذبة وخدعة سياسية". 

التشكيك بالآرقام حجة بعض المشككين، لن ندخل في تفاصيلها ولكن اليوم قالها وزير الصحة حمد حسن بالفم الملآن على أنه "عندما نقول هناك 500 حالة يعني أن هناك 2500 أو 5000 حالة غير مشخصة وأن الانفجار الأليم الذي حصل انعكست تداعياته على تطور سلوك الوباء وانتشاره ولم يعد هناك قدرة للمزاح في هذا الشأن". 

من جهتها، أعلنت مستشارة رئيس الحكومة بترا خوري عبر "تويتر" أنه "خلال هذا الوقت من الألم والحزن والفوضى وعدم اليقين، نبحث عن هدف يوحدنا. ارتفع المعدل الإيجابي لكورونا من 2.1٪ إلى 5.6٪ في 4 أسابيع. الفيروس لا يفرق بيننا. يمثل هذا المعدل (>5%) تهديدًا حقيقيًا لكل أمتنا!"

وفي انتظار اغلاق البلد، يجري وزير الصحة اتصالاته الكثيفة مع المسؤولين لإطلاعهم على خطورة الوضع نتيجة تفشي الفيروس، فهل تنفع هذه الاتصالات والمؤازرات في حث الناس والمغتربين على الالتزام بتدابير الوقاية؟

اليوم نقف في مهب كارثة صحية مضاعفة، التوجّه إلى إغلاق البلد لن يكون قبل صباح الخميس لاعتبارات كثيرة وأهمها قرار المحكمة الدولية. وعليه، ستعلن الحكومة إغلاق البلد لأسبوعين لمواجهة الارتفاعات المخيفة بإصابات كورونا. وما كان تحذيراً أصبح اليوم حاجة ملحة. وقد قالها وزير الصحة اليوم بالفم الملآن "اغلاق البلد لأسبوعين وهي اقل فترة زمنية للسماح للفرق الطبية بتتبع المصابين والمخالطين وإسعافهم، وبذلك نخفض عدد المصابين لتتمكن المستشفيات من استيعاب عدد الإصابات". ولكن ماذا بعد الإغلاق؟ هل يقتنع الناس بوجود هذا الفيروس وأهمية الالتزام تجنباً لكارثة لا نقوى على مواجهتها؟ هل تتوقف السهرات والحفلات والتجمعات الكبيرة ويحترم كل شخص ارشادات الوقاية من ارتداء كمامة والتباعد الاجتماعي وغسل اليدين؟ 

برأي عراجي "بما أننا فقدنا السيطرة والناس غير ملتزمة ليس لدينا حل آخر سوى اقفال البلد لأسبوعين، بهذه الطريقة نخفف العبء على القطاع الاستشفائي والطبي، خصوصاً بعد الفترة الحرجة التي خلّفها انفجار بيروت، شرط أنه عند فتح البلد من جديد أن تلتزم الناس بالتدابير والاجراءات وإلا ستذهب كل محالاوتنا هباءً وسنكون مقبلين على كارثة صحية خطيرة!".

وأشار إلى أن "أسرّة العناية الفائقة في مستشفى بيروت الحكومي بلغت قدرتها الاسيتعابية تقريباً، ويعود ذلك إلى عدم التزام الناس بالوقاية، حتى إن بعضهم غير مصدق وجود كورونا في البلد للأسف. الوضع في بعض المناطق كارثياً ويشهد تفشياً كبيراً للفيروس، لذلك أطالب وزير الصحة بنقل المستشفيات الميدانية التي وصلت بعد انفجار بيروت إلى المناطق، لأن المشكلة الرئيسية والكبرى هي ان بعض المستشفيات الخاصة لم تُجهز نفسها لمواجهة كورونا، نتيجة ارتفاع الدولار بالإضافة إلى المأساة التي خلفها الانفجار وأدى الى تضرر كبير في القطاع الطبي. وبالتالي الخوف الأكبر من تفشي الفيروس في المناطق وعدم قدرة المستشفيات الموجودة هناك على التعامل مع هذه الحالات بسبب عدم تجهيزها كما كان مقرراً".

وشدد عراجي على أنه "في الصين وأميركا وعدة دول في العالم وضعوا مستشفيات ميدانية لمعالجة ومواجهة كورونا، وأتمنى أن تكون من ضمن المساعدات التي تصل إلى لبنان ما هو متعلق بكورونا وإلا نحن متجهون إلى كارثة صحية في البلد". 

علت تحذيرات الأطباء في الآونة الأخيرة بعد الارتفاع الكبير لعداد كورونا في لبنان، اليوم قال المدير العام لمستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت الدكتور فراس الأبيض عبر "تويتر" أنّ "الاغلاق يجب ان يحصل قبل فوات الأوان وبدونه ستستمر الأرقام في الارتفاع، ما سيؤدي إلى تجاوز القدرة الاستيعابية للمستشفيات وهذا أمر كارثي".

وأضاف: "إن الارتفاع المستمر والسريع في عدد المرضى الذين يعانون من #كورونا  مقلق للغاية. هل نواجه خيارًا بين فقدان السيطرة تمامًا أو الإغلاق التام؟ بالنسبة لخبراء الصحة العامة، هذا السؤال وإجابته واضحان. هل المجتمع أو السلطات جاهزون؟".

وبالأمس رفع الاختصاصي في الأمراض الجرثومية البرفسور جاك مخباط الصوت عبر "النهار" قائلاً: "يصعب احتواء الفيروس في الوقت الحاضر، وأملنا الوحيد في اقناع الناس بالالتزام بالتدابير والاجراءات، فإما يقتنعون أو سنشهد على مزيد من الحالات فالكارثة"! ولذلك، السيناريو الكارثي الذي قد نصل إليه في حال بقي مسار كورونا إلى ارتفاع، أن نشهد على فرز للأشخاص والمرضى، حيث نختار بين الشخص الذي نعالجه ويدخل إلى المستشفى وبين الشخص الذي لا نعالجه. هذا ما يقلقني اليوم، أن نختبر ما قد اختبرته ايطاليا في المرحلة الأولى من انتشار الفيروس لديها. وحقيقة أنا خائف جداً من الوضع الذي قد نكون مقبلين عليه".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم