ابن زغرتا شهيداً على مذبح الوطن... سقط توفيق عند أدائه واجبه!

على مذبح الوطن دفع الرقيب توفيق الدويهي حياته، ذنبه الوحيد انه لبى نداء المؤسسة التي ينتمي لها، غادر بيته لحماية بلده واذ بالموت يخطفه... زغرتا اليوم تبكي شهيدها "الشاب الادمي ابن الكنيسة".

رحيل بلا عودة

25 سنة كتب لتوفيق العيش على الارض، مرّ خلالها مرور الابطال، تاركا اطيب اثر، وبحسب ما قاله ابن عمه كارولس لـ"النهار": "صباح امس استدعي توفيق الى خدمته في مركز مكافحة الشغب في ضبيه، عندما وصل اتصل بوالدته كي يطمئنها عنه... ذهب على امل العودة واكمال حياته كالمعتاد، لكن ما حصل لا يخطر على بال انسان، سقط توفيق في مصعد فندق لوغراي، ست طبقات كانت كفيلة باعلان استشهاده".

قبل اربع سنوات انضم توفيق الى السلك العسكري بصفة رقيب متمرن، حلم بتأمين مستقبل زاهر له، ولفت كارلوس الى أنه "كان شاباً مقداماً، بطلا بكل ما للكلمة من معنى، طموحا وبارا بوالديه، يمكن اختصار حياته من العمل الى البيت والكنيسة".

سرعة الرحيل

الحالة الهستيرية التي شهدها وسط بيروت في الامس لم تنته على خير، سقط شهيد ومئات الجرحى، دماء وخراب اضيف على مشهد بيروت الجريحة، وذلك بعدما نزل اللبنانيون الى الساحة لرفع الصوت والمطالبة باسقاط الطبقة الحاكمة لاسيما بعد الانفجار الرهيب الذي دمر قسما كبيرا من العاصمة... علقوا المشانق الرمزية الا ان من دفع روحه كان ابعد من ان يكون له يد بما يحصل في البلد، واشار كارولس الى انه "كيف يمكن لي ان اصف حال والديه وشقيقيه وشقيقته، فقد كان مالئا حياتهم فرحا وسعادة، خسروه قبل ان يفرحوا بزفه على عروسه وقبل ان يروا اولاده".

بانتظار الحقيقة

المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي نعت شهيدها الرقيب اول توفيق مؤكدة في الامس عن "استشهاد عنصر من قوى الأمن الداخلي خلال قيامه بعملية حفظ امن ونظام اثناء مساعدة محتجزين داخل فندق Le Gray، بعد ان إعتدى عليه عدد من القتلة المشاغبين، مما ادّى إلى سقوطه واستشهاده"، في حين تشير المعلومات ان الدويهي سقط في المصعد عند محاولته الهرب من المتظاهرين والاختباء داخله، وعائلته بحسب كارلوس تنتظر ان تنكشف الحقيقة ومعرفة ما حصل مع ابنها.

غداً سيزف توفيق الى مثواه الاخير، ستودعه زغرتا ولبنان شهيداً جديداً خسره الوطن.