بعد ثلاثة عقود... ليفربول رفع كأس "بريميير ليغ"

أخيراً... رفع جوردان هندرسون كأس الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم "بريميير ليغ"، ليكسر عقدة لاحقت فريقه ليفربول ثلاثين سنة.

لحظة انتظرها أجيال من مشجعي "الريدز"، الذين تحدّوا إجراءات الحكومة المحلية الاحترازية لئلا يتفشى فيروس كورونا، واحتفلوا حتى ساعات الصباح الاولى بتتويج الفريق باللقب، وذلك اثر الفوز على تشلسي اللندني 5-3 في لقاء التتويج.

انتظر المناصرون صافرة نهاية اللقاء، ثم بدأ الطوفان الأحمر في شوارع المدينة لا سيما المحيطة بملعب "الأنفيلد" ذي المدرجات الخاوية. لا شك في ان ليفربول استحق اللقب عن جدارة مطلقة، اذ هيمن على الموسم الذي كاد ان يلغى بسبب فيروس كورونا، لكن الفريق بقيادة مدربه الألماني يورغن كلوب آمن بالصعود على منصة التتويج وبالتالي ضم اللقب المحلي الى القاري في دوري أبطال أوروبا الذي فقده بخروجه من دور الستة عشر وفي انتظار تتويج بطل قاري جديد.

ورغم الاحتفالات في الملعب البالغة سعته 53 ألف متفرج، فعل لاعبو ليفربول أقصى ما يمكن لملء فراغ الجماهير وأنشدوا أغنية "لن تسير وحدك أبدا" مع المدرب كلوب وطاقمه التدريبي.

"الموج الأحمر" لم يأبه لقواعد التباعد الاجتماعي خارج أسوار "الأنفيلد"، ولم يكترثوا للوباء كونهم يرون أول من يرفع الكأس وهو هندرسون، إذ كان آخر من رفعها كيني دالغليش الذي حضر التتويج أول من أمس.

وأكد هندرسون أن تسلم كأس البطولة من "السير دالغليش"، أسطورة ليفربول، له طابع خاص جداً. واضاف: "دالغليش أيقونة في نادي ليفربول لكرة القدم. شخص رائع نحبه جميعا". وعبّر عن سعادته بالتتويج "بعد موسم رائع أظهر فيه الريدز شخصية كبيرة وسط منافسة قوية"، وتابع: "الفوز بالدوري الإنكليزي كان حلمي منذ كُنت طفلاً، لهذا السبب أنت تنضم الى فريق ليفربول، أنت تُريد أن تفوز بالبطولات، التوقعات عالية جداً".

ويعدّ كلوب "مهندس" اللقب المحلي لليفربول وباني أمجاده الحديثة بعدما قاده العام الماضي الى رفع كأس دوري الأبطال. وأكد مدرب بوروسيا دورتموند السابق بعد التتويج أنه يتعين على لاعبيه مواصلة الارتقاء بمستوياتهم بعد رفعهم كأس الدوري الانكليزي الممتاز "لان الفرق الاخرى ستكون متربصة الموسم المقبل. يتعين علينا الا نتوقف، لدينا تحديات داخلية توجب علينا مواصلة الارتقاء بمستوانا". واضاف: "لدينا الفرصة للارتقاء خطوة اضافية ويجب ان ننتهزها لان الفرق الاخرى لن تنام". وتابع: "تشلسي فريق موهوب، يتوجب علينا بذل جهود اضافية للتغلب عليه الليلة. سينافس مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد على اللقب ايضا، لا ضمانات لاي شيء، لكننا سنحاول". وكان ليفربول تغلب على تشلسي ايضا مطلع الموسم الحالي لرفع الكأس السوبر الاوروبية بعد تتويجه بدوري ابطال اوروبا العام الماضي قبل ان يضيف اليها لقب بطل العالم للاندية ليحصد اربعة القاب كبيرة.

واعرب كلوب عن فخره بهذه السلسلة من النجاحات بقوله: "نحن ابطال انكلترا، اوروبا والعالم. احرزنا اربعة القاب وهي كبيرة حقا وبالتالي انا فخور جدا... عموما انا شخص لا يحب التقاط الصور، لكن في هذه المناسبة اريد صورة مع الالقاب الاربعة لان هذا الامر لا يحصل دائما".

وقال الرئيس التنفيذي لليفربول بيتر مور إن اللاعبين والجماهير "سيحتفلون سوياً" عندما يحين الوقت المناسب. وأبلغ هندرسون نظيره جيمي كاراغر قائد ليفربول السابق: "كان موسما مذهلا. كانت رحلة وكل لاعب لعب دوره فيها". وربما كان التتويج من دون جماهير أمرا محبطا، لكن الإثارة الحقيقية كانت الموسم المذهل الذي قدمه ليفربول. وخسر الفريق اللقب في الموسم الماضي بفارق نقطة واحدة خلف مانشستر سيتي. وعلى رغم حصده لقب دوري أبطال أوروبا في حزيران من العام الماضي، كان لقب الدوري المحلي هو ما تنتظره الجماهير منذ ثلاثة عقود. وخلال تلك الفترة شاهدت جماهير ليفربول أندية مانشستر يونايتد وأرسنال ومانشستر سيتي وتشلسي وليستر سيتي وبلاكبيرن روفرز تسيطر على لقب الدوري. لكن انتفاضة ليفربول توحي بأن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد. وقال لاعب ليفربول السابق غريم سونيس: "لن يكون الأخير لهذا الفريق. هذا النادي معدّ ليكون ناجحا للغاية. هذا هو ليفربول كما كان قبل 30 أو 40 عاما". وأضاف: "سينافس على الدوري ودوري الأبطال على مدار العقد المقبل".