واشنطن مستمرّة بدعم لبنان وجردة غنية بالمساعدات

تكاد خيارات لبنان تختصر بمفترقين شبيهين بدرب الصّلاح من جهة وطريق صُحبة السوء من جهة ثانية. ويستوجب على هذا البلد الصغير أن يختار بين عرّابةٍ كبّرته على أسس ثقافية داعمةً الصّروح التعليمية، وكان لهذه العرّابة أن سردت حكاية دعم الجيش وتعزيز قدراته على حماية الحدود ومكافحة الإرهاب وضمان الاستقرار، فعزّزت في ذاكرة أبناء البلد اليافع الصغير مبادئ الوطنيّة والولاء للكيان. ولم تتوانَ هذه العرّابة كلّما شعر اليافع الصغير بعوارض المرض، أن اصطحبته الى المستشفيات وعزّزت مناعته مكافحةً الأمراض والأوبئة بلقاحات من الهبات والمساعدات. نما البلد وكبر وأصبح أمام خيارين وكأنّه في سنّ المراهقة وتعصف في ذهنه أفكارٌ يهمسها البعض ، فيدعونه الى التفلّت من أساساته وأسسه وتجربة نمط حياة جديد في حقل تبييض الأموال وأعمال التهريب والغرق في مستنقع الضياع. ويعصف هؤلاء أفكاراً تحرّض البلد اليافع على عرّابته، ليترك سقف البيت ويسير في رحلة قاتمة معهم.لعلّ هذه الصورة التشبيهيّة تختصر واقع لبنان وترسم اتّجاه الخلاص قاطعةً الطريق أمام فرضيّات اقتصادية لا صحّة لها. اذ بلغت المساعدات التي قدّمتها الولايات المتّحدة الاميركية الى لبنان خلال السنوات الـ5 الماضية ما يقارب 5 مليارات دولار. ويحوّل أرشيف هبات واشنطن إلى عرّابة حقيقيّة للبنان بحسب ما تؤكّد الأرقام العلميّة، إذ أنفقت أموالاً طائلة لمساعدة الشعب اللبناني من عرق جبينها وضرائب شعبها. وتفيد المعلومات الجديّة التي استقتها "النهار" بأنّ واشنطن ملتزمة دعم لبنان على غير صعيد، بما في ذلك الدعم المستمرّ - والذي لن يتوقّف - للجيش اللبناني، والبحث الحثيث والمستمرّ عن سبل المساعدة في تخطّي الأزمات التي تعصف بقطاع التعليم. وتؤكّد هذه المعطيات بأنّ مساعدات واشنطن مستمرّة للبنان. توقّف مراقبون لبنانيون عند الطريقة التي يعتمدها فريق محور الممانعة في تصوير قانون "قيصر" في غير اتّجاهه العمليّ، على أنّه "فزّاعة" موجّهة ضدّ الشعب اللبناني، فيما المعطيات العلميّة الملموسة من القانون...