لماذا تجاهل "حزب الله" إعلان 14 آذار "براءتها" من القرار 1559؟

لم تطوِ وقائع السبت الماضي الأسئلة التي أثارتها، لا سيما تلك المتعلقة بموقف "حزب الله" من طرح مطلب تنفيذ القرار الدولي الرقم 1559 من جملة مطالب حراك 17 تشرين. لا بل ان تداعيات هذا اليوم كشفت انهيار معادلة 8 آذار مقابل 14 آذار التي أبصرت النور عام 2005 وذلك لمصلحة الفريق الاول، أي 8 آذار، بعد تخلي الفريق الثاني علانية عن صلته بالقرار الدولي. لكن، هل غيّر انهيار هذه المعادلة في تطور الاحداث في لبنان؟تقول قيادات بارزة في ما جرى تسميته بـ "ثورة الارز" التي انطلقت قبل 15 عاماً إثر جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري لـ"النهار"، إن مسارعة قادة الصف الاول في 14 آذار الى وضع مسافة بينها وبين رافعي شعار تطبيق القرار 1559، يعني عمليا الانسحاب من عملية البحث عن حلول ناجعة للازمة المالية والاقتصادية التي يجب توفيرها كي يخرج لبنان من هاوية الانهيار الذي يتجه الان الى قعرها. ورأت هذه المصادر أن هؤلاء الزعماء الذين تزعموا الثورة التي قام بها مئات الالوف من اللبنانيين بشكل نادر في تاريخهم، أخرجوا أنفسهم طواعية من مسرح الاحداث لمصلحة الطرف الذي قاد لبنان ولا يزال الى هذه الهاوية التي حفرها المشروع الايراني للسيطرة على الشريط الممتد بين بحر قزوين والبحر المتوسط. لكن هذا الخروج كانت ولا تزال له تداعيات وفي مقدمها الفراغ الناجم عن انهيار ميزان القوى، ما يعني ان هناك عملية تتم الان لملء هذا الفراغ عبر نقل الصراع الى...