الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

أشهر طقوس شهر رمضان... قصة ومكان ظهور مدفع الإفطار

المصدر: "النهار"
محمد أبو زهرة
أشهر طقوس شهر رمضان... قصة ومكان ظهور مدفع الإفطار
أشهر طقوس شهر رمضان... قصة ومكان ظهور مدفع الإفطار
A+ A-

"مدفع الإفطار... اضرب". جملة اعتاد العرب والمصريون بشكل خاص سماعها عند الإفطار، حيث ينطلق صوت مدفع إيذاناً بانتهاء ساعات الصيام وحلول وقت الإفطار مع أذان المغرب.

صوت مدفع الإفطار بات أحد أبرز مظاهر شهر رمضان، إلا أن كثيرين لا يعرفون حكاية ظهوره وتطوره بشكل مستمر، حيث اختلف المؤرخون حول قصة وآلية ظهوره إلا أن جميعهم اتفقوا على أن العاصمة المصرية القاهرة كانت أول مدينة إسلامية أطلقت المدفع عند الغروب، إيذانا بحلول موعد الإفطار.

وأرجع البعض بداية ظهور مدفع رمضان إلى عهد محمد علي، وبعضهم يرجعه إلى عهد الحملة الفرنسية على مصر، إلا أن أسعد نديم أستاذ الأدب الشعبي كشف في تصريحات لمجلة "الفنون الشعبية" بالعام 1975، أن الأرجح أن ظهور مدفع الإفطار في مصر لأول مرة في زمن الدولة العثمانية، وبالتحديد عام 859 هجرية.

كان يحكم مصر وقتها الوالي العثماني خوشقدم، وتلقى هدية من صديق ألماني هي مدفع رائع في الشكل والتصميم، وقرر تجربته حيث صادف تجربة المدفع في أحد أيام رمضان وانطلق لأول مرة في وقت الإفطار، ليظن المصريون أنه وسيلة جديدة للإعلان عن الإفطار.

في اليوم التالي، انتظر المصريون اطلاق المدفع ليفطروا على صوته إلا أنه لم ينطلق، فغضبوا وخرج وفد شعبي يضم الشيوخ والعلماء إلى القلعة يطلبون مقابلة الوالي ليطلبوا تعميم تجربة المدفع في رمضان، ولم يجدوا الوالي لكن قابلوا زوجته وكان اسمها "الحاجة فاطمة"، فعرضوا عليها الأمر، ورحبت بالأمر وعرضته على الوالي ليصدر تعليماته بإطلاق المدفع ساعة المغرب في رمضان إيذانا بالإفطار، ومن هنا كان تسمية مدفع الإفطار في قلعة صلاح الدين بالقاهرة باسم "مدفع الحاجة فاطمة".

فيما رجحت آراء أخرى أن المدفع بدعة فرنسية منذ أيام الحملة الفرنسية على مصر، حيث حاول نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية حاول مجاملة المصريين وأمر ببناء مدفع فوق المقطم وآخر في الإسكندرية، لينطلق وقت الإفطار والسحور ثم انطلقت الفكرة لتشمل معظم الدول الإسلامية.

هناك رواية ثالثة بأن ظهور المدفع مصادفة كان في عهد الخديوي إسماعيل، حيث كان بعض الجنود ينظفون أحد المدافع فانطلقت منه قذيفة وقت أذان المغرب فى أحد أيام رمضان، ليتحدث المصريون عن الأمر وقد علمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث، فأعجبتها الفكرة وأصدرت فرماناً يفيد باستخدام المدفع عند الإفطار.

بعدها تم التفكير فى وضع المدفع في مكان مرتفع حتى يصل صوته لأكبر مساحة من القاهرة واستقر على بناء مدفع في جبل المقطم، وكان يتم نقل المدفع في احتفالية شعبية ضخمة قبل بداية شهر رمضان من القلعة محمولاً على عربة ذات عجلات ضخمة.

وظلّ المدفع يطلق قذائف حية لعدة سنوات، ثم استبدلت بقذيفة صوتية للأمان وقت أذان المغرب إلى أن عرفت مصر الإذاعة، فأصبح المدفع يطلق مسجلاً، حيث كان آخر عام أطلق فيه المدفع بالقلعة عام 1992 ليتحول إلى قطعة أثرية حالياً.

كان في القاهرة 5 مدافع للإفطار؛ اثنان منها في القلعة وواحد في كل من العباسية وحلوان ومصر الجديدة، ولكل واحد منها اسم، إلا أن المدفع الرئيسي هو الموجود بالقلعة واسمه "مدفع الحاجة فاطمة".





الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم