الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ما حقيقة التّحذير من "شريحة ID2020 سيُحقن بها كلّ البشر تحت مسمّى لقاح" لكورونا؟ FactCheck#

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
ما حقيقة التّحذير من "شريحة ID2020 سيُحقن بها كلّ البشر تحت مسمّى لقاح" لكورونا؟ FactCheck#
ما حقيقة التّحذير من "شريحة ID2020 سيُحقن بها كلّ البشر تحت مسمّى لقاح" لكورونا؟ FactCheck#
A+ A-

تضجّ منصات التواصل الاجتماعي بتحذير من "شريحة ID 2020 سيُحقن بها كلّ البشر تحت مسمى لقاح"، و"بيل غيتس هو مصدر فكرة المرض: "الكورونا" واللّقاح: "مايكروشيب"، وفيها كل معلوماتك، موقعك، تاريخك المرضي..."، وفقا للمزاعم المتناقلة. وفي التوصيف المستخدم، انها "شريحة الديجيتال الدجالية أو سمة الوحش ترقيم 666". FactCheck#

النتيجة: هذه المزاعم خاطئة، وتأتي في سياق نظريات المؤامرة المتنقلة على وسائل التواصل، والتي تستهدف مؤسس مايكروسوفت بيل غيتس. كلا، "لن يحقن البشر بشريحة ID 2020 بمسمى لقاح"، ومؤسسة ID2020 "لا تعمل على الرقائق المضمنة"، بتأكيد منها. صحيح ان غيتس تكلم على "انه ستكون لدينا بعض الشهادات الرقمية لإظهار من تعافى أو من تم اختباره أخيرا، أو تلقى اللقاح، بعد الحصول عليه"، الا انه لم يقصد اطلاقا زرع رقائق في البشر لهذه الغاية. كلا، لا تمتلك ميكروسوفت براءة اختراع رقاقة للزرع لدى البشر تحمل علامة الوحش. 

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

الوقائع: منذ ايام قليلة، تكثف تناقل منشور بعنوان: "‏ملامح النظام العالمي الجديد على الأبواب، شريحة ID2020"، وايضا "شريحة ستزرع للبشر بعد أزمة كورونا"، لا سيما في الفيسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا...)، ويوتيوب (هنا، هنا...)، في وقت نشرته مواقع اخبارية (مثل هنا، هنا). وفي المزاعم التي تضمنها (من دون تدخل، او تصحيح): "شريحة ID 2020 سيحقن بها كل البشر ‏تحت مسمى لقاح. هو مشروع عملاق تطبخه النخب العالمية "روكفلر – روتشيلد" ‏لرقمنة كافة نشاطاتنا المجتمعية (مال- تعليم- إقتصاد- صحة) ‏ليصبح هناك رقم هوية موحد عالمي لكل شخص... بيل غيتس هو مصدر فكرة المرض واللقاح. أما قصة كورونا فقط لإقناعكم بالمصل، والذي سيكون عبارة عن شريحة صغيرة تزرع في جسمك فيها كل معلوماتك... شريحة الديجيتال الدجالية أو سمة الوحش "ترقيم 666...". 

مزاعم مماثلة يتم تناقلها ايضا بالانكليزية (مثل هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). وابرز ما فيها، الادعاء بأن "شركة ميكروسوفت تمتلك براءة اختراع لاستخدام رقاقة إلكترونية لدى البشر لتتبع بياناتهم، وتحمل الرقم 060606# (666)"، في اشارة الى علامة المسيح الدجال او "الوحش". 

التدقيق: 

أربعة أسئلة نجيب عنها في مقالة التدقيق هذه:  

1- ما مصدر هذه الاتهامات المساقة ضدّ غيتس وشركة مايكروسوفت، خصوصا عن "رقاقة تزرع في البشر بعد كورونا"؟ 

منذ اسابيع عدة، تستهدف بيل غيتس حملة اتهامات تغذيها خصوصا "شخصيات موالية" للرئيس الاميركي دونالد وحسابات وصفحات نظرية المؤامرة على الإنترنت ومواقع الكترونية، لا سيما "محافظة"، تسوّق لفكرة ان مؤسس شركة مايكروسوفت يعمل على "أجندة" سرية "للسيطرة على العالم باللقاحات"، وانه "يستخدم فيروس كورونا المستجد لزرع رقائق في دماغ البشر". 

وآخر هذه الاتهامات المعلنة، تصريح روجر ستون، المستشار السابق لترامب (الاثنين 13 نيسان 2020)، بأن غيتس ربما كانت له يد في إنشاء فيروس كورونا وانتشار الجائحة في جميع أنحاء العالم. وقال: "هذا ما أعرفه على وجه اليقين. غيتس وغيره من أنصار العولمة، يستخدمونه (اي فيروس كورونا) بالتأكيد من أجل التطعيمات الإلزامية، وزرع الرقائق في الناس كي نعرف اذا خضعوا للفحص" (وهنا ايضا...). وقد تناولت مواقع اخبارية أميركية عدة هذه الاتهامات وحقيقتها (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).

في واقع الأمر، الهجوم على غيتس امكن رصده منذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجد. بيل غيتس وراء تفشّي فيروس كورونا المستجدّ؟ إليكم حقيقة هذه الاتّهامات FactCheck# غير انه اشتد اخيرا، خصوصا على خلفية هجوم الرئيس ترامب على منظمة الصحة العالمية و"تعليقه دفع المساهمة المالية للولايات المتحدة في منظّمة الصحة العالمية بسبب "سوء إدارة" المنظمة الأممية لأزمة تفشّي فيروس كورونا (15 نيسان 2020). وقد ردت مؤسسة غيتس بالدفاع عن المنظمة الاممية. وقالت مليندا غيتس إن وقف ترامب تمويل منظمة الصحة العالمية "خطوة خطيرة وحمقاء" (16 نيسان 2020).   

2- ما هي ID2020؟ وما صحة أنّه "سيُحقن بها كل البشر ‏تحت مسمى لقاح"، وفقا للمزاعم؟

ID2020 "تعمل على تحسين الحياة من خلال الهوية الرقمية"، وفقا لما تعرف بنفسها في موقعها الالكتروني. "تحالف ID2020 مجموعة تتكون من مجلس تنفيذي وأربع لجان استشارية تضم خبراء متخصصين، وشركاء وسكريتاريا". التحالف "يوفر التمويل وأشكالًا أخرى من الدعم المادي لمشاريع الهوية الرقمية... والتي تحمي الخصوصية وتركز على المستخدم...". 

بعد انتشار المزاعم المتعلقة بالرقاقة ID2020، "تلقى العاملون في مؤسسة ID2020، ومقرها نيويورك، تهديدات بالقتل"، وفقا لتقرير ينشره موقع The New Humanitarian في 15 نيسان 2020. وينقل عن داكوتا غروينر Dakota Gruener، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة ID2020، إن هذه التهديدات مرتبطة بنظريات المؤامرة "الكاذبة تمامًا" حول فيروس كورونا. 

وفقا للموقع، المؤسسة "لا تعمل على الرقائق المضمنة". وينقل عن غروينر ان ID2020 "لن تفكر في الرقائق أو المستزرعات"، لأنه يمكن استخدامها من دون موافقة المستخدم. واشارت الى أنه "لا ندعم (تقنية) التعرف الى الوجه للسبب ذاته".

وأصرت على أن رؤية ID2020 هي "عكس" أنظمة المراقبة واسعة النطاق "المخيفة للغاية"، موضحة أن ID2020 تحاول جعل الشخص مسؤولا عن بياناته، والسماح له باستخدام الشهادات الرقمية كوثائق اعتماد، مثل القيادة أو المؤهلات المهنية أو سجلات التطعيم.

3-هل لدى غيتس نية لـ"زرع رقائق" في البشر لمحاربة كورونا، وفقا للمزاعم؟ 

المزاعم المتعلقة بزرع رقائق في البشر انطلقت من مقالة (هنا) نشرها موقع Biohackinfo News في 19 آذار 2020، بعنوان: "بيل غيتس سيستخدم غرسات الرقائق لمكافحة فيروس كورونا". ومع ان المقالة تورد اقتباسًا حقيقيًا لغيتس من سؤال وجواب معه على Reddit حول فيروس كورونا (18 آذار 2020)، الا انها تستخدم بعد ذلك ردودا في فقرة "Ask me anything" لاطلاق تكهنات واستنتاجات، لم يدعمها غيتس في المقابلة معه يومذاك.

سئل غيتس: ما  التغييرات التي يتعين علينا القيام بها في عمل الشركات للحفاظ على اقتصادنا مع تأمين التباعد الاجتماعي؟

الجواب: السؤال عن الشركات التي يجب ان تستمر، صعب. بالتأكيد الإمدادات الغذائية والنظام الصحي. ما زلنا بحاجة إلى الماء والكهرباء والإنترنت. يجب الحفاظ على سلاسل التوريد للأشياء المهمة. لا تزال البلدان تفكر في ما يجب الاستمرار فيه. في نهاية المطاف، ستكون لدينا بعض الشهادات الرقمية لإظهار من تعافى أو من تم اختباره أخيرا، أو تلقى اللقاح، بعد الحصول عليه". 

انتهى كلام غيتس، ولا ذكر فيه عن رقائق للزرع في البشر. غير ان موقع Biohackinfo News استنتج من عنده ان "الشهادات الرقمية" التي كان غيتس يشير إليها هي "الاجهزة القابلة للزرع لدى البشر "QUANTUM-DOT TATTOOS"، والتي يعمل عليها بحاثة في جامعة MIT & Rice كطريقة للاحتفاظ بسجلات التطعيم"، زاعما ان "غيتس اتصل بهؤلاء البحاثة لحل مشكلة تحديد أولئك الذين لم يتم تطعيمهم".

تجاه هذه الادعاءات التي اوردتها تلك المقالة، أوضح كيفين ماكهيو Kevin McHugh، وهو أحد المؤلفين الرئيسيين لدراسة "quantum dot dye"، أن التقنية المستخدمة هنا "ليست رقاقة أو كبسولة قابلة للغرس البشري. وعلى حد علمي، لا توجد خطط لاستخدامها في حالة فيروس كورونا المستجد"، على ما أوردت وكالة رويترز. ونقلت عن مؤسسة بيل وميليندا غيتس ان كلام غيتس على "الشهادات الرقمية يقصد به "الجهود المبذولة لإنشاء منصة رقمية مفتوحة المصدر، بهدف توسيع نطاق الوصول إلى الاختبار المنزلي الآمن".

4-هل تمتلك ميكروسوفت براءة اختراع "رقاقة للزرع لدى البشر تحمل علامة الوحش"، وفقا للمزاعم؟ 

ما تمتلكه ميكروسوفت هو براءة اختراع لنظام العملة المشفرة باستخدام بيانات نشاط الجسم cryptocurrency system using body activity data، وهي تحمل الرقم: WO2020060606A1

براءة الاختراع تلك تتعلق بتتبع نشاط الجسم من خلال التكنولوجيا القابلة للارتداء (Wearable)، مثل الساعة الذكية والهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية والأجهزة الذكية... على ما جاء فيها. ولا تذكر اطلاقا الرقائق القابلة للزرع في الجسم. في الشرح، كما ورد فيها، "يمكن أن يوفر الخادم مهمة لجهاز مستخدم، والذي يقترن في شكل اتصالي بالخادم". ويبين رسم بياني ان "الشخص" و"جهاز المستخدم" و"المستشعر"، عناصر مستقلة. 

كلا، الرمز WO في مقدم الرقم ليس اختصارا لـWorld Order اي النظام العالمي، وفقا للمزاعم. هذان الحرفان هما اختصار لـWorld Intellectual Property Organization او WIPO، المنظمة التي منحت هذه البراءة. وبالنسبة الى رقم البراءة، واضح انه يضم 6، ثلاث مرات. الا انه ليس 666 بالتأكيد، "علامة الوحش"، كما جاء في المزاعم، بل 060606. والفرق واضح بين الرقمين.  

في 20 حزيران 2019، تقدمت مايكروسوفت للحصول على براءة الاختراع تلك. ونشرت في 26 آذار 2020. 

النتيجة: المزاعم عن "‏ملامح النظام العالمي الجديد على الأبواب، وهي شريحة ID2020"، وايضا "شريحة ستزرع للبشر بعد أزمة كورونا"، مزاعم خاطئة، وتأتي في سياق نظريات المؤامرة المتنقلة على وسائل التواصل، والتي تستهدف مؤسس مايكروسوفت بيل غيتس. 

[email protected]


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم