الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الإرهاب في زمن كورونا... هل تنشط التنظيمات الجهاديّة مجدّداً في مصر؟

المصدر: "النهار"
القاهرة - ياسر خليل
الإرهاب في زمن كورونا... هل تنشط التنظيمات الجهاديّة مجدّداً في مصر؟
الإرهاب في زمن كورونا... هل تنشط التنظيمات الجهاديّة مجدّداً في مصر؟
A+ A-
وكانت العمليات الإرهابية شهدت قفزة كبيرة بعد إطاحة جماعة "الإخوان المسلمين" من السلطة في العام 2013 على إثر تظاهرات شعبية واسعة، وشنت في أعقاب ذلك جماعات جهادية تربطها صلات بـ"الإخوان" المئات من العمليات الإرهابية ضد أهداف عسكرية ومدنية، إضافة إلى كنائس ومساجد في أنحاء متفرقة من الجمهورية.

وجاء التراجع على نحو ملحوظ إثر انطلاق العملية العسكرية "سيناء 2018" التي قادها الجيش المصري بالتعاون مع الشرطة وأجهزة الاستخبارات، ما ساهم في مقتل واعتقال معظم قيادات تلك التنظيمات، ومثول عدد منهم للمحاكمة.

"العزل والفوضى"

نشر منير أديب، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية والإرهاب الدولي، مقطع فيديو، قبل نحو 3 أيام من عملية المداهمة، يحذّر فيه من احتمال تزايد نشاط الجماعات الجهادية على وقع الضغوط التي فرضها انتشار فيروس كورونا في مصر والعالم، لتصبح أكثر عنفاً وشراسة، بعدما خفت نشاطها في الأشهر الماضية.

وقال أديب لـ"النهار": "إن أغلب العمليات التي قد نشهدها في مصر والعالم، ستكون مرتبطة بجائحة كورونا، فكما نعرف جميعاً، فإن انتشار الفيروس أصاب المجتمع بنوع من الخلل، وخلخل المنظومات الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية، خاصة أن الفيروس ينتشر بوتيرة متسارعة ولم يُنتج لقاح لمقاومته".

وأضاف الخبير في الإرهاب الدولي: "نحن رأينا أن دولاً كبرى تحظى بمنظومات صحية قوية، ومع ذلك أصيب العشرات بل مئات الآلاف من مواطنيها بالفيروس، ولقي الآلاف منهم حتفهم، وبالتالي، فإن هذا أصاب تلك المجتمعات بخلل، وقدرٍ من الفوضى، وهذه الفوضى تفتح الباب واسعاً أمام التنظيمات الإرهابية، وإذا كان العام 2020 هو عام العزل، فربما يكون العام 2021 هو عام الفوضى".

"وإذا تحدثنا عن الفوضى، فنحن نتحدث كذلك عن العنف، لأن الفوضى تنتج عنفاً"، يقول أديب، "والفوضى ستكون موجودة خلال وبعد جائحة كورونا، لماذا؟ لأن الجماعات الإرهابية حين تمارس العنف، فإنها تهدف بالأساس لإحداث الفوضى، وحالة الفوضى بدأت تتشكل فعلياً، دون أن تعمل تلك الجماعات، ولكن الفيروس هو من يحدثها، وطالما توافر هذا المناخ الفوضوي، فإن هذه الفيروسات البشرية (الإرهابيون) سوف يعززون الفوضى، كي يحققوا مصالحهم الخاصة".

ويشير الخبير إلى أن "العملية التي حدثت أمس، لم تكن عملية مسلحة، بل كانت مداهمة لعناصر تخطط ربما لعشرات العمليات الإرهابية، لأن الدولة، وليس في مصر فحسب، ولكن في شتى بلدان العالم، منشغلة بمكافحة الفيروس".

"انشغال الدولة"

ويؤكد خبراء أمنيون أن الجماعات الإرهابية توقعت أن الدولة في مصر منشغلة بمكافحة الفيروس. وبدأت الشرطة في مصر تنفيذ قرار الحكومة بحظر التجول بداية من الساعة 8 مساء وحتى 6 صباحاً، فيما تساهم قوات من الجيش المصري في عمليات تعقيم وتطهير تشمل مباني ومنشآت وقرى في شتى ربوع مصر.

ورصدت الدولة قرابة 100 مليار جنيه لمواجهة الجائحة، وتركزت معظم الجهود المعلنة للحكومة على مكافحة الوباء وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين.

ويقول اللواء رضا يعقوب، الخبير الأمني: "إن العملية الاستباقية التي قامت بها أجهزة الأمن المصرية، كانت عملية ناجحة بكل المقاييس، وقد أحبطت المخططات التي وضعها الإرهابيون بناء على تصوراتهم بأن الدولة منشغلة بمكافحة كورونا".

وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان رسمي لها، مساء أمس: "وردت معلومات لقطاع الأمن الوطني عن وجود خلية إرهابية يعتنق عناصرها المفاهيم التكفيرية تستغل عدة أماكن للإيواء بشرق وجنوب القاهرة كنقطة انطلاق لتنفيذ عمليات إرهابية بالتزامن مع عيد القيامة المجيد".

وأضاف البيان: "تم رصد عناصر تلك الخلية والتعامل معها، ما أسفر عن مصرع سبعة عناصر إرهابية، عثر بحوزتهم على 6 بنادق آلية، 4 أسلحة خرطوش، وكمية كبيرة من الذخيرة مختلفة الأعيرة".

وبينما ما زالت الآثار التي سوف تتركها تلك العملية الأمنية على مخططات الجماعات الجهادية في مصر غير واضحة، إلا أنه من المؤكد أن تلك الجماعات لن تترك الفيروس يعمل منفرداً على تهديد حياة البشر وحضارتهم.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم