اشترِك في نشرتنا الإخبارية
"الأميركي جون براتز يأخذ سيلفي مع مرحاض حمامه"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
صورة لرجل مبتسم قرب مرحاض. وفي المزاعم المرفقة بها، "الأميركي جون براتز يأخذ سيلفي مع مرحاض حمامه بعد أن ركب له شطاف ماء". غير ان المزاعم لا صحة لها. الصورة قديمة بحيث تعود الى عام 2007، ويظهر فيها ارنولد كوهين، الملقب "السيد بيديه" (Mr Bidet)، مبتكر أول شطافة مقعد المرحاض. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: رجل ركع قرب مرحاض، مبتسما، ممسكا بيده اليسرى رشاش ماء. منذ ساعات، تكثف تناقل الصورة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، في الفيسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...) وتويتر (هنا، هنا، هنا...)، وايضا انستغرام (هنا) والواتساب. وقد ارفق بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "الأمريكي جون براتز يأخذ سيلفي مع مرحاض حمامه بعد أن ركب له شطاف ماء. لأول مرة يلجأ الأمريكيون والأوروبيون على حد سواء، ومنذ قرون، إلى الغسل بالماء بدلا عن أاستخدام المناديل الورقية بسبب كورونا".
التدقيق:
-باستخدام البحث العكسي عن الصور في غوغل، تقود الخيوط الى مصدر الصورة المتناقلة، وتاريخ التقاطها والمعلومات الحقيقية عنها. واليكم التفاصيل عنها:
المصدر: وكالة "اسوشيتد برس" الاميركية (أ ب). تاريخ التقاط الصورة: 26 آب 2007. وقد ارفقتها الوكالة بالشرح الآتي: "أرنولد كوهين Arnold Cohen في صورة له مع أحد نماذجه للبيديه (شطافة) في صالة عرضه/مستودعه في ويستون، فلوريدا، في 26 آب 2007. كوهين حاصل على براءة اختراع "بيديه الأميركية" منذ أوائل الستينيات (القرن العشرين). الصورة أ ب/ جي. بات كارتر J. Pat Carter.
وتنشر له الوكالة الاميركية صورة اخرى له هنا، في التاريخ ذاته.
-في حقيقة الامر، "يبدأ تاريخ شطافة مقعد المرحاض في الولايات المتحدة مع كوهين، المعروف ايضا بلقب "السيد بيديه" (Mr Bidet). فهو مخترع أول شطافة مقعد مرحاض، وأسس شركة بيديه الأميركية American Bidet Company في الستينيات من القرن العشرين. وبدافع من الوضع الطبي الذي كان والده يعانيه، صمّم كوهين (عام 1964) جهازا جديدا بوضع فوهة لرش الماء في مقعد المرحاض، لمساعدة والده على تنظيف نفسه. ومع ذلك، لم يكن معظم الأميركيين مهتمين بهذا الاختراع الجديد للبيديه"، وفقا لموقع شركة Brondell المتخصصة بمستلزمات الحمام، لاسيما البيديه.
غير ان كوهين لم يدع شيئا يحبطه او يثنيه عن اختراعه "الذي نال براءة اختراع له، وسمّى اداته في الاصل The American Sitzbath (حمام المعقدة الأميركي). وكان يؤمن بأنه سينقذ الارواح"، على ما يكتب موقع Miami New Times الاخباري الاميركي.
واضاف: "عام 1964، تلقى كوهين دعوة من شركة تجارية يابانية، نيشيمن جيتسوجيو Nichimen Jitsugyo، الى زيارتها. وبدأت الشركة في استيراد حمامات المقعدة. وفي نهاية المطاف، وضعت تصميمها الخاص الذي يلبي مواصفات السباكة والكهرباء في البلاد، باسم "مقعد الغسل/ التجفيف". ولم تكن لدى كوهين مشكلة في الامر. ويقول: انه تكريم لانجاز حياتي". اليابان رحبت بجهاز كوهين. وعام 1980، عمدت شركة توتو TOTO اليابانية الى تحويل جهاز كوهين إلى منتج يسمى الوشلت Washlet".
كل هذا يعني بالتالي ان المزاعم المتناقلة ان من يظهر في الصورة هو "الأمريكي جون براتز"، وانه "يأخذ سيلفي مع مرحاض حمامه بعد أن ركب له شطاف ماء"، مزاعم لا صحة لها.
-هل صحيح أنّها المرة الأولى التي يلجأ الأميركيون والأوروبيون، منذ قرون، إلى الغسل بالماء بدلا عن استخدام المناديل الورقية بسبب كورونا"، وفقا للمزاعم؟
كلا، هذه المزاعم خاطئة بدورها. واليكم بعض المعلومات المهمة:
*تاريخيا، كان غسل الأجزاء الخاصة في وعاء من الماء (يوضع غالبا على كرسي) أمرًا شائعًا إلى حد ما. لكن في القرن الثامن عشر، اخترع الفرنسيون قطعة أثاث لهذه الغاية تحديدا، سميت البيديه Bidet، وهي كلمة فرنسية قديمة تعني المهر أو الحصان الصغير. ومع ان الفضل يرجع إلى صناع الأثاث الفرنسيين في اختراع البيديه، الا أنه من غير الواضح بالضبط من اخترعه. ربما شخص واحد أو نقابة من الحرفيين الموهوبين. ومن الممكن ايضا أن يكون مخترعه كريستوف ديه روزييه Christophe Des Rosiers، صانع الأثاث لدى العائلة المالكة. وهناك أدلة على أنه صنع بيديه للعائلة المالكة عام 1710.
*عام 1750، ظهر البيديه بالحقنة. ويسمح برش الماء الى الأعلى باستخدام مضخة مياه يدوية مع خزان.
*في أوائل القرن التاسع عشر، حقق البيديه قفزة حقيقية مع تطور السباكة. فنُقل من الغرفة إلى الحمام، ووضع بجانب المرحاض. واقدمت على استخدامه الطبقات الاجتماعية الأخرى وبلدان عديدة، لا سيما إيطاليا والبرتغال وإسبانيا، وحتى بلدان أميركا اللاتينية والشرق الأوسط وآسيا. لكن ليس في الولايات المتحدة.
*قبل اختراع كوهين عام 1964، هناك تاريخان يتعلقان بالبيديه في الولايات المتحدة: 1936، منحت براءة اختراع لغطاء مقعد مرحاض مثبت ببيديه. وعام 1939، منحت براءة اختراع لنماذج عدة شغالة من البيديه. ومع ان البيديه لم يحظَ بشعبية بين الأميركيين منذ بداية الامر، الا ان ارقاما حديثة تظهر انتعاشا في انتشاره في مراحيض بالولايات المتحدة.
ووفقًا لدراسة حول الترند لعام 2019 أجرتها الرابطة الوطنية للمطابخ والحمامات (USA Today)، اعتبر "المصممون ان مرحاضا مع بيديه أهم ما يمكن وضعه في حمام جديد اليوم. وقال أكثر من نصف المصممين الذين زاد عددهم عن 500، وشملتهم الدراسة، إنهم يركبون للعملاء مراحيض التنظيف بدلاً من المراحيض العادية". كذلك، يظهر تقرير Home Advisor عن التكلفة الحقيقية لعام 2018 أن "إعادة تصميم الحمامات أصبحت أكثر شيوعًا من إعادة تصميم المطابخ، بما يعكس اتجاها طويل الأمد".
وذكر ايضا موقع صحيفة USA Today في تقريره أن "مقاعد البيديه ومراحيض البيديه في الولايات المتحدة هي في فئة الـ106 ملايين دولار، ومن المتوقع أن تحقق نموا بنسبة 15 بالمائة سنويًا حتى عام 2021، وفقًا لتقرير BRG Building Solutions في تشرين الاول 2018 حول أسواق الحمامات والمراحيض في أميركا الشمالية. كذلك، سجّل موقع BidetKing.com (المتخصص ببيع البيديه على انواعه) على الإنترنت نموًا في المبيعات بنسبة 30 بالمائة سنة بعد سنة منذ عام 2016، على ما يقول رئيس الموقع جيمس لين.
النتيجة: المزاعم ان الصورة تظهر "الأميركي جون براتز يأخذ سيلفي مع مرحاض حمامه بعد أن ركب له شطاف ماء"، لا صحة لها. الصورة قديمة بحيث تعود الى عام 2007، ويظهر فيها ارنولد كوهين، الملقب "السيد بيديه" (Mr Bidet)، مبتكر أول شطافة مقعد المرحاض. كذلك، ليس صحيحا "أنّها المرة الأولى التي يلجأ الأميركيون والأوروبيون، منذ قرون، إلى الغسل بالماء بدلا عن استخدام المناديل الورقية بسبب كورونا".
