الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

أسبوعان مفصليان في سباق الـ"هيركات" وكورونا!

المصدر: "النهار"
أسبوعان مفصليان في سباق الـ"هيركات" وكورونا!
أسبوعان مفصليان في سباق الـ"هيركات" وكورونا!
A+ A-

تستعد الجهات المعنية بمتابعة إجراءات التعبئة الصحية لإجراء تقويم لنتائج المرحلة الأولى من تنظيم الرحلات الجوية لشركة طيران الشرق الأوسط لنقل أعداد من اللبنانيين من الخارج بعد أن تنهي الشركة برنامج رحلاتها ليوم غد الاثنين بما يسمح بإجراء هذا التقويم واقعيّاً يوم الثلثاء المقبل. ولا يبدو متاحاً عشية اليوم الأخير من الرحلات التي لحظتها المرحلة الأولى الجزم بما إذا كانت الحكومة ستسمح بانطلاق المرحلة الثانية أم ستعتمد قرار آخر يراوح بين وقف الرحلات وقفاً كاملاً أو التشدد حيال دول معينة فقط من دون وقفها الى دول أخرى. إذ إنّ الحصيلة المسجلة حتى السبت تظهر بوضوح أنّ عدد المصابين بفيروس #كورونا من الوافدين ساهم في رفع عدد حالات الإصابات بنسبة ليست بقليلة ولو أنّها لا تشكل واقعياً نسبة صادمة.

وإذا كانت النسب المسجلة بين الوافدين والمقيمين ارتفعت على نحو ملحوظ في الأسبوع الأخير بفعل ارتفاع الإصابات أيضاً في بشرّي وبدء ارتفاعها قبل أيام في عكار، فإنّ هذه المؤشرات ستضع الحكومة وهيئة الطوارئ الحكومية ووزارة الصحة أمام حتمية تصعيد الإجراءات سواء في ما يتصل بتدابير الحجز المنزلي أو بتكثيف توزيع الفحوصات ورفع معدلاتها اليومية في المناطق البعيدة عن جبل لبنان وبيروت باعتبار أنّ هذه المناطق بدأت الآن تشكل الاختبار الأكثر جدية للرصد الوبائي فيما سيكون القرار المتعلق بتنظيم الرحلات الجوية متشدّداً بدوره ولو لم يبلغ حدود وقف الرحلات بل اعتماد النموذج الذي سيطبق غداً على رحلة لندن بإلزامية اجراء الفحوص للركاب قبل السماح بعودتهم إلى لبنان. وإذ تجمع الجهات المعنية بملف مواجهة الانتشار الفيروسي على أنّ المنحنى الوبائي في لبنان لا يزال يشكل مؤشراً إلى أنّ الوضع لا يزال تحت السيطرة، فإنّها تلفت بكثير من التشدد إلى أنّ المرحلة المقبلة ستكون مصيرية فعلا للإبقاء على هذه السيطرة بما يسمح بالأمل الجدي في بدء انخفاض الإصابات وتراجع خطر الانتشار وإلّا فإنّ احتمالات التفلت ستغدو أشدّ خطورة وهو أمر يجب تلافيه بأي ثمن خصوصاً بعدما بدأ لبنان الاقتراب من النزول من نقطة الخطر القصوى.

في ظل ذلك لن يعود ممكنا امام الحكومة إلّا تنظيم أولوياتها وتجنب الاحتراق المبكر بسباق ساخن وحار بين أولويات التصدي لاخطار الانتشار الفيروسي وتمددّه من جهة وفتح جبهة سياسية واقتصادية وشعبية نارية أخرى تتصل بتصاعد الرفض والاعتراضات الواسعة على كل ما جرى تسريبه في الأيام الأخيرة في شأن عمليات المس بودائع اللبنانيين في المصارف. وإذ وجدت الحكومة نفسها امام موجة تصاعدية قد لا تقف عند حدود بعد تسريب الاقتراحات البالغة الخطورة المتعلقة بعمليات الهيركات والتي لم تبددها بيانات النفي وتصريحات المعنيين حتى الان فان الأيام الطالعة ستشهد على الأرجح اضطرار الحكومة إلى إعادة تنظيم أولوياتها والسعي الى تبريد العاصفة السياسية التي تحاصرها وهو استحقاق ينتظر انعقاد مجلس الوزراء ومقرراته والمواقف التي ستصدر عنه على مساري مواجهة انتشار كورونا وتصويب الاتجاهات المتعلقة بالخطة المالية.  

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم