الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

رسامون إماراتيون يروون لـ"النهار" يومياتهم مع العزل المنزلي

المصدر: "النهار"-دبي
ديانا خليل
رسامون إماراتيون يروون لـ"النهار" يومياتهم مع العزل المنزلي
رسامون إماراتيون يروون لـ"النهار" يومياتهم مع العزل المنزلي
A+ A-

يعيش الفنّانون التشكيليّون في عزلة من نوع خاص مع أدوات إبداعهم وألوانهم. ينتجون أعمالهم من هذا التوحّد الذي يعيشونه مع الفرشاة والكانفاس، فيطلقون العنان لكل مشاعرهم وأحاسيسهم. أما اليوم ومع تطبيق العمل عن بُعد والعزل المنزلي في دولة الإمارات العربية المتحدة للقضاء على انتشار فيروس "كوفيد 19" المستجد، باتت يومياتهم في المرسم مختلفة. تشكيليّون إماراتيّون تحدّثوا لـ"النهار" عن إنتاجهم في ظل العزل المنزلي، ويومياتهم وألوانهم التي تبدّلت بفعل التأمل بكل ما يجري من أحداث بسبب انتشار كورونا.

جلال لقمان

يقع مرسم الفنان جلال لقمان في منزله، ولهذا فإن العزلة لم تؤثر عليه بقدر تأثير الظروف الخارجية والمحيطة به، إذ تُعتبر الظروف المحيطة الأرضَ الخصبة للفنان للتعبير عن نفسه. ويرى لقمان أنه كفنّان يتأمل بما تمرّ به الإنسانية، فما يحدث في الدولة وفي الدول المحيطة، كلها عوامل تشكّل فرصة ذهبية كي يتم تأريخ الفترة للأجيال القادمة والتعلم من هذه الأزمة على كافة الأصعدة. لم تتأثر ألوان لقمان بالأجواء المحيطة، فهو يستخدم الألوان الداكنة في أعماله، وأكد لـ"النهار" أن التأثير المباشر لهذه الأزمة على أعماله يأتي في إطار المحتوى الذي يقدمه، إذ يعمل حالياً على لوحات أكثر ارتباطاً بالإنسانية، فوسط كل ما نعيشه من قلق، تخرج مواقف إنسانية لافتة تجعل المرء ينظر إلى الجوانب الإيجابية. وقال لقمان: "في ظلّ كل ما يحدث من أمور سلبية، سواء تقييد الحريات أو انتشار الوباء، إلا أننا وجدنا الكثير من الأعمال الإنسانية التي ينظر إليها الفنان التشكيلي ويرى من خلالها الأمل، ففي هذه الشُّدّة خرجت الإنسانية بشتى المظاهر". لم ينفِ لقمان عيشه حالة التأمل خلال العزل، مؤكداً أن كل أعماله لا تخرج إلا من حالة تأملية ناتجة عن عزلة، مشيرا إلى أن الفنان يتأثر بمحيطه على نحو كبير. ورأى أن الفنان يتميز بحساسية عالية، ولهذا فهو يمتصّ المشكلات التي تحيطه، ثم يفرغها في مرحلة لاحقة في اللوحات، معبّراً عن تأثره بالترابط الذي برز في كل العالم، واصفاً إياه ببذرة الأمل في هذا العالم. وأكد أن الوباء وانتشاره بلا شك وضع البلدان تحت وطأة ظروف سيئة، ولكن لا بد من النظر إلى الجانب الإيجابي في الوضع، وكيف أثبت الترابط الإنساني عند البشر والدول، ولا شك أن كل إنسان وليس فقط الفنان سيتأثر بهذا المشهد.


نرجس نور الدين

وفي السياق ذاته، لا تختلف علاقة الفنانة والخطّاطة نرجس نور الدين مع مرسمها، فمرسمها أيضا يقع في المنزل، ولهذا لم تتأثر كثيراً بحالة العزل المنزلي. لم تتأثر نفسياً بكل ما يجري بشكل سلبي، ولكن الأحداث أبعدتها من مرسمها نظراً لضرورة الاهتمام بأولادها وحالة التعليم عن بُعد والتي تفرض عليها متابعتهم وخصوصاً في الأسابيع الأولى لتطبيق هذا النظام. ولفتت نور الدين إلى أنها ارتأت في المرحلة الراهنة التركيز على الجانب الأكاديمي والاستفادة من هذه الحالة للعزل، فهي تتلقى دورات تدريبية "أونلاين" في مجال الخط، بالإضافة إلى ورش عمل أخرى خاصة بتصميم المجوهرات. ورأت نور الدين أن الفنانين يتمتعون بحساسية مختلفة، وبالتالي هذا بلا شك ينعكس على أعمالهم، فما يعيشه اليوم قد ينتج عنه أعمال تعبّر عن هذه الحالة، مشيرة إلى أنها في بداية الإعلان عن العزل، تعمدت تخطيط عبارة "خليك فالبيت"، الشعار الذي رُفع من الدولة بهدف التزام العزل المنزلي للقضاء على الفيروس. ونشرت العبارة على حساباتها الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي بأكثر من خط، كما نشرت تخطيطات الفنانين الآخرين للعبارة بهدف إيصال الرسالة للناس، إذ تؤمن بأهمية أن يستخدم الفنان أدواته لتجسيد رسائل اجتماعية. أما إيجابيات العزل المنزلي فوجدتها نور الدين في الأدوات والألوان الموجودة في المرسم والتي لم تستخدمها منذ وقت طويل، إذ تؤكد أن عدم الخروج إلا للضرورة جعلها تستخدم مواد موجودة في المرسم لم تكن تستخدمها في وقت سابق. وأكدت أن العزل المنزلي يلغي القليل من المساحة خصوصاً أن المرسم في المنزل، فوجود العائلة كلها بلا شك ينعكس على الحالة العامة التي تحدّ الفنان من العمل، ولهذا استفادت من العزل للتعلم الأكاديمي على نحو أكبر.


مصعب الريس

حالة من البعد عن الرسم يعيشها الفنان مصعب الريس، وقال لـ"النهار": "في بداية ظهور حالات مصابة بفيروس "كوفيد 19"، كنت ما أزال في طور إنتاج الأعمال وقدّمت لوحات جديدة، ولكن بعد زيادة عدد الإصابات في الدولة، بدأت أشعر بالتوتر وابتعدت قليلاً عن الفن". وأكد الريس أنه يخصص وقته اليوم لممارسة الرياضة قليلاً، إذ يحاول أن يمضي الوقت في الجيم الذي صمّمه في البيت. وعلى الرغم من قناعة الريس بعزلة الفنان في مرسمه للإنتاج، إلا أنه يجد اختلافاً بين العزلة الاختيارية والإجبارية، فهذه العزلة الإجبارية تمدّ المرء بالشعور وكأنه في سجن ومقيد. يمضي الريس وقته في العادة في المنزل، فهو يسافر كثيراً، ولكنه حين يتواجد في الإمارات يجلس كثيراً في المنزل، إنما اليوم يجد أن العزل حالة مختلفة. يحاول الريس أن يتابع أخبار الفنون في الخارج، ولكنه يؤكد أنها المرة الأولى التي ينقطع فيها عن إنتاج الفن لهذه الفترة، مشيراً إلى أنه حتى لو حاول أن ينتج أعمالاً جديدة فلن تكون متميزة طالما أن الوضع النفسي غير مستقر. ويرى الريس أن الفن يرتبط إلى حد كبير بالهدوء النفسي والسكينة، فهذا يعود إلى مزاج الفنان وقدرته على التعاطي مع المحيط والظروف الراهنة، ولكن لاحقاً قد ينتج بزخم كبير، إذ إنه ينتج بطاقة عالية وبشكل قوي بعد السفر. يرتبط الريس بالخيول، ويمارس رياضة الفروسية، ولكنه بسبب الظروف منقطع عن ممارسة هذه الرياضة.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم