السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

كورونا ورغيف الخبز... "النهار" تسأل أصحاب الأفران والنقابة ووزارة الصحة

المصدر: "النهار"
ريجينا الأحمدية
كورونا ورغيف الخبز... "النهار" تسأل أصحاب الأفران والنقابة ووزارة الصحة
كورونا ورغيف الخبز... "النهار" تسأل أصحاب الأفران والنقابة ووزارة الصحة
A+ A-

فرض فيروس #كورونا حالة هلع أجبرت اللبنانيين على الالتزام بكل التدابير الوقائية والصحية. كما وتعدت هذه الحالة عند البعض حدودها لتصبح "وسواساً" يجبر صاحبه على التفكير في أبسط الأمور وربما تعظيمها. ويحاصر هاجس القلق المواد الغذائية وتحديداً الخبز، خلافاً للكماليات التي يستطيع الفرد الاستغناء عنها أو في حال وجودها يسهل تعقيمها وتناولها.

وأصدرت وزارة الاقتصاد والتجارة مذكرة إلى كافة #الأفران والمخابز العاملة في لبنان تدعوهم لاتّباع إرشادات السلامة تفادياً لانتشار الفيروس. وفي جولة لـ"النهار" على هذه الأفران، تبيّن أنّ بعضها اتخذ التدابير اللازمة قبل صدور مذكرة الوزارة لأنّ "صحة المواطن مسؤوليتنا ورغيف الخبز ما بينلعب فيه"، قال صاحب أفران سارة، رمزي سمير الأحمدية. أمّا التدابير المتخذة فهي "إلزام العاملين، المقيمين في مبنى الفرن وغير المقيمين، بالاستحمام وكذلك تعقيم اليدين وارتداء القفازات والكمامة وغطاء الرأس قبل الدخول إلى المعمل أو صالة العرض، مع المواظبة على قياس حرارتهم بشكل يومي".

وتشديداً من صاحب الفرن على سلامة العاملين لديه والزبائن "مُنع العاملون من الخروج خارج منطقة صوفر أو استقبال الزوار إلى حين انتهاء هذه المرحلة". وهذه التدابير الصارمة هي لتفادي الأذية الصحية للموظف والزبون. فحتى الزبائن يُلزمون، بواسطة منشور علّق على المدخل، بتعقيم اليدين قبل الدخول إلى صالة العرض. كذلك لا يكتفي رمزي بتعقيم طوابق الفرن بواسطة شركة خاصة، بل قام "بشراء أدوات التعقيم كافة والإشراف الشخصي على العملية التي تشمل منازل الموظفين، طوابق الفرن وآليات توزيع الإنتاج وحتى النقود يتم رش السبيرتو عليها قبل وضعها في الصندوق". ووفقاً له "وزارة الاقتصاد ونقابة الأفران والبلدية قاموا بواجباتهم ولا أطلب منهم أكثر".



ويُلزم صاحب أفران شميس في منطقة الحدث عباس حيدر العمال بـ"غسل اليدين كل نصف ساعة ولمدة 40 ثانية مع تغيير القفازات"، موضحاً "فور تعرض المواد الأولية التي تدخل في تصنيع رغيف الخبز أو الكعك إلى درجة حرارة فرن من 750 إلى 1000 درجة تقضي على الفيروس". وتجنباً لاحتكاك الزبائن أحدهم بالآخر أو بالعاملين "تتم تلبية طلبات الزبائن وهم في الخارج، أي أن باب الصالة مقفل بواسطة طاولة كبيرة يتواجد عليها عامل واحد يتولى مهمة توصيل الطلبات إلى العمال في الداخل والخبز وتوابعه إلى الزبون". ورغم الفيروس الذي شغل يوميات الناس، إلاّ أنّ عباس حيدر وهو أمين الصندوق في مجلس نقابة الأفران، يشكو من "موضوع تسعيرة ربطة الخبز التي لا تستطيع تغطية الأعباء المالية خاصة في الوضع الراهن".

وشملت مذكرة وزارة الإقتصاد "تخزين مواد أوّليّة لصناعة الخبز قدر الإمكان، تجنّباً لِأي طارئ قد يعيق التنقّل على الطّرقات". وفي هذا الصدد أشار حيدر إلى أنّه "يحاول تخزين المواد الأولية قدر الإمكان"، مطالباً الدولة بـ"تغطية كلفة النقل التي يمكن أن تساهم برفع القليل من الأعباء ومساعدتنا على الاستمرار في وقت نقوم نحن بتغطية كلفة المواد الأولية التي نشتريها بالدولار".


أمّا صاحب أفران العجينة الذهبية في برج أبي حيدر مصطفى عساف، فإن كل اهتمامه انصبّ "على سلامة الناس ولا يهمنا كم تكلفنا أساليب التعقيم"، طالباً من البلدية "تكثيف حملات التعقيم حول الفرن لا أكثر".

وبدوره قال نقيب أصحاب الأفران في منطقة بيروت وجبل لبنان علي ابرهيم لـ"النهار": "إنّ النقابة تقوم بجولات على الأفران ضمن نطاقها للتأكد من اتباع التوصيات كافة". وبما أنّ عمل النقابة يقتضي فقط التوجيه، ولا تملك أي سلطة بمعاقبة المخالفين، يعتقد ابرهيم أنّ "الخوف الذاتي يحفز الالتزام بالإرشادات". امًا مخاوف ابرهيم الشخصية فهي "من نقل عدوى كورونا فقط، ولا خوف على نفاد المواد الأولية، نحن واكبنا الحروب كلها وقمنا بتأمين رغيف الخبز وسنستمر بتأمينه مهما حصل"، مناشداً البلديات "القيام بحملات تعقيم داخل الأفران".

وخلال جولة التوعية التي قام بها المراقب الصحي في وزارة الصحة في منطقة جبل لبنان شريف شيا، طمأن الناس عبر "النهار" "أننا قمنا بجولة مراقبة على الأفران وشددنا على النظافة، ومسؤولية صاحب الفرن بتعيين شخص مراقب على عملية توضيب الخبز داخل الأكياس"، مضيفاً أنّه "بمجرد الالتزام بتعقيم اليدين وبالقفازات والكمامة نصبح بنطاق آمن بنسبة 70%". وبالنسبة لدور البلديات، يرى شيّا أنّ "دورها أساسي، لكن ليست كل البلديات مؤهلة لتوسيع عمليات التعقيم، وهذه المرحلة تتطلب تعاوناً والجميع مسؤول، ونحن كوزارة صحة أقل واجبنا هو التوعية".

ويفتقد فريق عمل بعض البلديات إلى مراقب صحي يتولى التوجيه في مثل هذه الأوضاع، أو وضع خطط عمل. لكن قائم مقام منطقة عاليه بدر زيدان أكدت أنها "على تواصل دائم مع جميع البلديات الملتزمة بقرارات الحكومة وإرشادات وزارة الداخلية والبلديات". ورغم ضعف إمكانات بعضها إلا أنّها "تقوم بأعمال التعقيم وتستجيب لطلبات كل من احتاج إلى المساعدة".

أمّا الوسواس القاهر، فقد زاد من الأعباء على سيدات المنازل، وبات عملهن يشمل تعقيم كل الأغراض قبل دخولها إلى المنزل، وحتى ربطة الخبز. فبعضهن يستجيب لنداء الوسواس إلى حد الامتناع عن شراء الخبز من الأفران، مثل سمر العياص التي باتت "تحضّر مكونات العجينة بنفسها وتقوم بخبزها". أمّا سهى النور فتكتفي "برش أكياس الخبز بالسبيرتو ووضعها في الهواء الطلق لمدة ساعة".


وفي حالات "السرساب" الزائد، ينصح الممرض في غرفة العمليات والمرشد في التعقيم ومكافحة العدوى خالد الأحمدية بأن "يُنقل الخبز من كيسه الخاص إلى الأكياس المعقمة أو إلى العلب الحافظة الخاصة به وهي قابلة للتنظيف"، مشيراً إلى أنّ "الحرارة المرتفعة تقضي على الفيروس لكن المتدنية تقوم بتجميده بجودته لذلك يفضل عدم وضع الخبز في الثلاجة قبل تعقيمه الخارجي".

 أصبح الإنسان يحتاج إلى تقرير صحي عن قطعة الخبز قبل مضغها، ضارباً رأسه بمئات الأفكار والتحليلات. ولطالما استطاعت حرب الرغيف نشر الذعر في أرجاء الكون خوفاً من فقدانه، فكيف إذا تحوّلت حربه إلى مقاييس صحية يشكك البعض فيها؟ لكن فيروس كورونا لا يفرّق بين غني أو فقير، لذلك يأخذ صانعو الرغيف على عاتقهم تأمينه بأعلى جودة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم