الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

بعد سراقب... مقتل عشرات الجنود الاتراك في ادلب

بعد سراقب... مقتل عشرات الجنود الاتراك في ادلب
بعد سراقب... مقتل عشرات الجنود الاتراك في ادلب
A+ A-

أفاد مقاتلون من المعارضة السورية يدعمهم من الجيش التركي أمس، أنهم استعادوا السيطرة على مدينة سراقب الاستراتيجية، وهو أمر يمثل الانتكاسة الكبرى الأولى للجيش السوري في هجوم تدعمه روسيا وكان حقق فيه مكاسب سريعة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن التطورات الأخيرة في مصلحة أنقرة وذلك بعد ثلاثة أسابيع من خسارة المعارضة المدينة التي تقع في شمال غرب البلاد وتربط طريقين سريعين رئيسيين.

وبث التلفزيون الروسي، أن عسكريين أتراكاً في محافظة إدلب السورية يستخدمون صواريخ محمولة على الكتف في محاولة لإسقاط طائرات حربية روسية وسورية. وإذا تأكد ذلك فسيكون تصعيداً خطيراً في الصراع.

وقال رئيس المركز الروسي للمصالحة في قاعدة حميميم بسوريا الضابط البحري أوليغ جورافلوف في بيان له إن "الجانب التركي، وفي انتهاك لاتفاقات سوتشي، يواصل دعم التشكيلات المسلحة غير الشرعية بنيران المدفعية واستخدامه للطائرات المسيرة الاستطلاعية والهجومية لتوجيه ضربات إلى وحدات القوات المسلحة السورية".

أردوغان: إنقلبت الأمور لمصلحتنا

وأعلن أردوغان في أنقرة، أنه سيمضي في الحملة، مشيراً الى أن عدد القتلى في صفوف القوات التركية بالمنطقة ارتفع إلى 21.

وقال إن "التطورات في إدلب تحولت لمصلحتنا. لدينا ثلاثة شهداء فليرقدوا بسلام. لكن على الجانب الآخر خسائر النظام كبيرة جداً". وأضاف ان "معركتنا ستستمر. محادثاتنا مع الروس مستمرة... إذا لم يكن هناك دعم من روسيا أو إيران سيكون من المستحيل على الأسد الصمود".

وتحدث المرصد السوري عن مقتل 34 جنديا تركيا أمس.

وليلاً ترأس اردوغان أجتماعا طارئا لمجلس الامن القومي للبحث بالتطورات الميدانية بادلب.

وفي وقت سابق، تحدث معارضون تدعمهم تركيا عن احرازهم تقدماً في إدلب.

وقال ناجي مصطفى الناطق باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، وهي تحالف فصائل مسلحة تدعمها تركيا: "تحرير مدينة سراقب الاستراتيجية بالكامل من عصابات الأسد".

لكن وكالات روسية للأنباء نقلت عن مصدر عسكري روسي نفيه ذلك، قائلاً إن قوات الحكومة السورية صدت بنجاح هجوماً للمعارضة على المدينة.

وقال مسؤول تركي بعد ذلك إن قوات الأسد مدعومة بغطاء جوي روسي شنت عملية لاستعادة سراقب. وأضاف :"تدور اشتباكات عنيفة".

وحققت القوات الحكومية بدعم من مقاتلين إيرانيين مكاسب في شمال غرب سوريا منذ كانون الأول.

وأورد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أن قوات الحكومة سيطرت على نحو 60 بلدة وقرية في ريف إدلب الجنوبي وفي محافظة حماه المجاورة في الأيام الثلاثة الاخيرة.

وقالت المعارضة إن قتالاً عنيفاً لا يزال يدور في منطقة سيطر عليها الجيش الذي يدعمه مقاتلون ايرانيون في تقدم جديد، أوضح المرصد أنه أتاح للقوات الموالية للحكومة السيطرة على جنوب إدلب بأكمله.

وأوضحت مصادر من المعارضة أن هجوماً مضاداً يجري الآن.

تعثر المحادثات التركية - الروسية

وسجل تقدم المعارضة في سراقب قبيل انتهاء مهلة في آخر شباط، كان قد حددها أردوغان لانسحاب قوات الأسد من أراض تقول تركيا إنها جزء من منطقة عازلة تم الاتفاق عليها مع روسيا.

وحذر أردوغان من أن تركيا ستجبر القوات الحكومية على الخروج من المنطقة إذا لم تنسحب، وصرح عمر جيليك الناطق باسم حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان بأن الإعداد لهذا اكتمل. وقال: "عندما يحل الموعد المحدد لانسحاب قوات النظام ستنهض القوات المسلحة التركية بواجباتها استناداً الى الأوامر التي تتلقاها، ويجب ألا يشك أحد في عزمنا على هذا".

والاربعاء، رجّح أردوغان أن يجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اسطنبول في الخامس من آذار للبحث في الوضع بإدلب. لكن الكرملين ردّ أمس، بأن ليس لدى بوتين أي خطط في الوقت الحاضر لإجراء مثل هذه المحادثات في ذلك الموعد.

وأكد جيليك أن العمل جار من أجل تحديد موعد للاجتماع.

وأجرى مسؤولون أتراك وروس محادثات لليوم الثاني في أنقرة. ولم تحقق جولتان سابقتان في أنقرة وموسكو تقدماً ملموساً.

وإلى دفع آلاف الجنود والعتاد العسكري إلى المنطقة عبر الحدود، أقامت تركيا مواقع جديدة استعداداً لعملية تركية على حد قول المعارضة.

وقال مسؤول معارض بارز على اتصال بالجيش التركي، إن الحملة التي تدعمها تركيا ستستمر الى ان يتم طرد الجيش السوري من المنطقة العازلة، ولن تبدأ مفاوضات جدية في شأن التوصل الى تسوية قبل تحقيق ذلك.

وقال الناشط في المعارضة السورية إبرهيم الإدلبي، إن السيطرة على سراقب تخفف الضغط على المقاتلين الذين فقدوا في الأيام الأخيرة سلسلة من الأراضي المهمة في ريف إدلب الجنوبي وجبل الزاوية. وأضاف: "أكملت فصائل الثوار هذا الصباح سيطرتها على سراقب بعد تقدمها على محاور عدة. هذا يخفف وطأة تقدم قوات النظام".

وتقع سراقب عند التقاء طريقين رئيسيين أحدهما يربط العاصمة دمشق وحلب، ثانية كبرى المدن السورية، والثاني طريق سريع غرب البحر المتوسط.

وكانت استعادة الطريق السريع "إم5" الذي يمتد جنوباً إلى دمشق بمثابة مكسب كبير لقوات الحكومة، إذ استردت بهذا السيطرة على الطريق الذي يصل المدينتين الكبريين سوريا للمرة الأولى منذ سنوات.

إسرائيل اغتالت ناشطاً موالياً لـ"حزب الله"

على صعيد آخر، قتل مواطن سوري ينشط في إطار "المقاومة السورية لتحرير الجولان" الموالية ل"حزب الله" اللبناني باستهداف طائرة اسرائيلية مسيّرة سيارته في جنوب سوريا.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن "طائرة إسرائيلية مسيّرة استهدفت سيارة عند المدخل الجنوبي لبلدة حضر" في محافظة القنيطرة، مما تسبب بمقتل سائقها وهو عنصر في "المقاومة السورية لتحرير الجولان".

وانشأ "حزب الله" هذه المجموعة قبل أكثر من ست سنوات لشنّ عمليات ضد اسرائيل في مرتفعات الجولان، ورأسها القيادي في الحزب سمير القنطار الذي قتل بقصف اسرائيلي قرب دمشق نهاية عام 2015.

وقال مصدر ميداني مطلع إن "الشخص المستهدف يُدعى عماد الطويل، وهو مواطن سوري من بلدة حضر، كان على تواصل مع حزب الله ومؤيداً له، إلا أنه لا يتولى أي مسؤوليات حزبية فيه".

وتحدثت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" عن "استشهاد مدني باستهداف سيارته من قبل طائرة مسيّرة للعدو الإسرائيلي جنوب بلدة حضر"، فيما لم يصدر أي تعليق من الجانب الإسرائيلي.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم