ناجية من فيروس كورونا بعد شفائها: "20 يوماً في المستشفى تُشبه الحلم"

في ظل الفوضى التي تشهدها مستشفيات والمقاطعات الصينية، يبدو أنّ ضوءاً صغيراً يضفي أملاً بعد انتشار سريع لفيروس كورونا، إذ أعلنت السلطات الصينية تعافي مواطنة بعد إصابتها بفيروس كورونا الجديد، وخروجها من مستشفى سانسيا المركزي في تشونج تشينج، ونجاح رحلة علاجها من الفيروس القاتل.

وُلدت هو جيانج، البالغة من العمر 44 عاماً، في مقاطعة ووشان بمدينة تشونج تشينج جنوب غربي الصين، وتعمل في مدينة ووهان، معقل انتشار الفيروس القاتل. وقد أظهرت الفحوصات والصور أن "جيانج" تحسنت تحسناً كبيراً في الجهاز التنفسي، وأن فحص الدم كشف شفاءها من فيروس كورونا، وفق ما ذكرت وكالة شينخوا الصينية. وفي مقابلة مع "شينخوا"، تروي جيانج عن تجربتها قائلة: "شعرتُ بأعراض الأنفلونزا كألم في الحلق والسعال في 10 كانون الأول قبل أن تسوء حالتي بعد 3 أيام مع حرارة مرتفعة جداً. خضعتُ لحقنة إلا أن حالتي لم تتحسن، لم يكن لدي أدنى فكرة أنني مصابة بالتهاب رئوي ناتج عن فيروس كورونا. 

وبعد أيام، لم يعط العلاج نتيجة إيجابية. في 21 كانون الثاني، تم نقلها إلى مستشفى سانسيا المركزي في وانزهو، حيث تم عزلها وتشخيص مرض الالتهاب الرئوي الناجم عن نوع جديد من فيروس كورونا، وكانت أول مريضة بهذا المرض في تشونغتشينغ، وكان الأطباء والممرضات يعاملونها برعاية خاصة.

وتابعت جيانج: "الأطباء أجروا علاجًا مضادًا للفيروسات ومضادًا للعدوى، واستخدموا طرق الطب الصيني التقليدي. وفي الأيام الأخيرة، تغيرت جميع الأعراض إلى الأفضل، وتغيّرت النتائج من إيجابية إلى سلبية وتوقف السعال وانخفضت حرارتي، ما شجع الأطباء على السماح بخروجي من المستشفى". 

"لقد خرجتُ من المستشفى بعد أن أمضيت عشرين يوماً تُشبه الحلم، لذلك عليّ أن أشكر الفريق الطبي من أطباء وممرضين الذين بفضلهم أنا هنا اليوم". وختمت قائلة: "يسألونني ما إذا كان هذا المرض فظيعًا. أعتقد أن أهم شيء هو عدم الخوف، والأهم هو حماية نفسك بأفضل طريقة ممكنة، من المهم جدًا ارتداء قناع وغسل اليدين كثيرًا. وإذا ارتفعت درجة الحرارة، وبدأ السعال وأعراض أخرى، فيجب الذهاب إلى المستشفى على الفور. لا داعي للقلق من أنك معزول، وعليك الحفاظ على مزاج جيد، وفعل ما يقوله الأطباء، يجب أن نثق بالأطباء، وحينها سوف تتحسن بالتأكيد".

جيانج ليست الناجية الوحيدة، ذُكر أيضاً عن تعافي رجل يبلغ الـ46 من العمر، من الكورونا في مقاطعة تشيانغ الصينية. وقد خضع الرجل إلى العلاج لمدة أسبوع قبل مغادرته المستشفى. 

كما ذكرت الوكالة الصينية الرسمية "شينخوا" أن المزيد من المقاطعات والبلديات الصينية شهدت شفاء مرضى مصابين بفيروس كورونا الجديد. وقد خرج مريضان من المستشفى في مقاطعة آنهوي شرقي الصين، ومريض واحد في بلدية تشونغتشينغ جنوب غربي الصين.

وأعلنت مقاطعات وبلديات صينية، بالأمس، عن تعافي المزيد من المرضى المصابين بفيروس كورونا الجديد ومغادرتهم المستشفيات. وتعافى أربعة مرضى أصيبوا بالفيروس في مقاطعة جيانغشي شرقي الصين وخرجوا من المستشفيات يوم الخميس، بعد ثلاث حالات شفاء أخرى أبلغ عنها من قبل.

وقال تشانغ وي، وهو خبير بمركز الطوارئ بمقاطعة جيانغشي للوقاية من الأوبئة ومكافحتها، إنه استناداً إلى تحليل المرضى الذين تم علاجهم، فإن الاكتشاف المبكر والعلاج في الوقت المناسب هما مفتاح التعافي.

وأبلغت مقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين عن أول مريض يتعافى من مرض الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد.

وذكرت إدارة الطب الصيني التقليدي في مقاطعة سيتشوان أن مريضاً يدعى يانغ (34 عاماً)، تم عزله لتلقي العلاج في مستشفى بمدينة تشنغدو في 11 كانون الثاني. وقد تم تشخيص يانغ بالإصابة بفيروس كورونا الجديد بعد عشرة أيام، حيث تلقى علاجاً بالطب الصيني التقليدي والطب الغربي أثناء العزلة.

كذلك عولجت مريضة (57 عاماً)، وخرجت من المستشفى في مقاطعة هونان بوسط الصين بجوار مقاطعة هوبي مركز الوباء.

وفي بكين، تعافى طبيب أصيب بفيروس كورونا الجديد بعد سفره إلى ووهان، وغادر المستشفى. وكانت هذه هي الحالة الخامسة في العاصمة التي شفيت وخرجت من المستشفى.

وأعمار المرضى هي 25 و30 و44 على التوالي، وكلهم عملوا أو عاشوا في ووهان، مركز الوباء. وهم أول مرضى يشفون من المرض في المقاطعة أو البلدية. وحتى الثلثاء، تم تأكيد إصابة 152 في آنهوي و147 في بلدية تشونغتشينغ.

من جهة أخرى، أكد الطبيب الصيني في الجهاز التنفسي لوكالة "شينخوا" أن "المرضى المعالجين ما زالوا معرضين لخطر الإصابة مرة أخرى، لذلك عليهم تعزيز جهاز المناعة لديهم. عادة يتمّ إنتاج بعض الأجسام الحيوية بعد الإصابة بالفيروس والتي تعمل على تقوية مناعة الجسم، إلا أن بعض هذه الأدوية لا يدوم طويلاً. كما من المهم جداً أن نولي اهتماماً للمتابعة النفسية للمرضى الذين قد يعانون اكتئاباً بعد مرضهم، وننصحهم بزيارة طبيب نفسي في حال احتاجوا إلى ذلك". 

في حين أكدت خبيرة صينية شهيرة في علوم الأوبئة لي لان جيوان، خلال مقابلة خاصة مع وكالة "شينخوا"، أن الأمر سيستغرق 3 أشهر على الأقل لإثبات فعالية لقاح مضاد لفيروس كورونا الجديد (2019- أن.سي.أو.ڤي). وأنه "حتى نهار الأربعاء الماضي، قمنا بعزل 5 سلالات للفيروس، بينها سلالتان مناسبتان لتطوير لقاح"، مضيفة أن "الدولة تشهد حالياً فترة الذروة لحالات الإصابة المؤكدة، لكن مع تطبيق تدابير الوقاية والسيطرة، سينخفض عدد الإصابات المستقبلية بشكل ملحوظ".