السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

قصّة كفاح مُرّ

بثينة - الجزائر
Bookmark
قصّة كفاح مُرّ
قصّة كفاح مُرّ
A+ A-
أمي امرأة فقيرة وطيّبة جداً، لا ترتكب الأخطاء أبداً. ربما خطأها الوحيد كان إنجابي. وزوجها، أو أبي، كما تُحتّم عليَّ الأعراف تسميته، لا أزال وأخي نحاول اكتشاف ماهيته؛ هل هو إنسانٌ كباقي البشر، أم أنّه مخلوق مبرمج لزرع الكراهية فينا بالتساوي؟طفولتي كانت كهولتي، أمضيتها أمسح دموع أمي. كنّا فقراء، لكنَّ الأمر لم يستطع إذلالنا يوماً. مشكلتنا أنّنا لم نكن سعداء. كانت أختي أميرة جميلة جداً، عمرها ستّ سنوات وأنا في سنّ الخامسة. كانت المُدافعة عني حتّى في المواقف التي استحققتُ فيها العقوبة. أبي كان سيئاً للغاية، لكنّه كان يحبّها جداً. كانت فصيحة اللسان وخجولة. كنا ننتظر وأخي الصغير العيد لنفرح وننسى ما عشناه. بقيتْ خمسة أيام فقط لعيد الأضحى، بدأتُ ألحّ على أميرة لاصطحابي لرؤية "الكباش" في السوق الذي يبعد أمتاراً من المنزل.هي الحنونة، لم ترفض لي طلباً. أرتني الكباش مرّة من قبل، وتحمّلت بلاهتي. وصلنا الى الطريق، وكانت السيارات سريعة. ووجدنا أنّ ثمة فرصة واحدة للعبور قبل لحاق موكب الشاحنات. أهدتها لي من دون تفكير. لم أعلم أنّها أهدتني حياتها حتى اللحظة التي استدرتُ فيها لأراها ممدّدة تحت الشاحنة، ولم يبقَ من ردائها الأحمر سوى قطعة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم