الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مدّ بشري في تشييع سليماني بطهران: حزن وغضب... وهتافات "الموت لأميركا" (صور)

المصدر: "أ ف ب"
مدّ بشري في تشييع سليماني بطهران: حزن وغضب... وهتافات "الموت لأميركا" (صور)
مدّ بشري في تشييع سليماني بطهران: حزن وغضب... وهتافات "الموت لأميركا" (صور)
A+ A-

على وقع هتافات "الموت لأميركا"، واكب مد بشري، في #طهران الإثنين، نعوش قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال #قاسم_سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس ورفاقهما الذين قضوا في ضربة أميركية في بغداد الجمعة.

على جبهة نزاع أخرى مع واشنطن، أعلنت طهران التخلي عن التزامات إضافية في الاتفاق الدولي حول برنامجها النووي الذي انسحب منه الأميركيون عام 2018. وعبّر الأوروبيون الموقعون أيضاً على الاتفاق المبرم عام 2015، عن "الأسف العميق" لذلك.

وفي ظل المخاوف من انفجار كبير في المنطقة، يعقد حلف شمال الأطلسي، الإثنين، اجتماعا لسفراء دوله الأعضاء في بروكسيل، للبحث في الأزمة بين إيران والولايات المتحدة، بينما تلتقي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل السبت في موسكو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتجسد في طهران، الاثنين، مشهد غير مسبوق في اتساعه من الوحدة الشعبية منذ التظاهرات والتظاهرات المضادة التي شهدتها البلاد عام 2009 بعد الانتخابات الرئاسية حينها.

وكما حصل الأحد في الأهواز (جنوب غرب) وفي مشهد (شمال شرق)، تجمع سكان طهران بأعداد غفيرة لتكريم الجنرال سليماني الذي قتل بضربة أميركية الجمعة قرب مطار بغداد إلى جانب القيادي العراقي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وثمانية أشخاص آخرين .

وسارت حشود غفيرة وسط البرد القارس للمشاركة في التشييع الذي تميز عن تظاهرات سابقة دعا إليها النظام في إيران، بتنوع المشاركين فيه.

وأدى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، بصوت يغصّ من شدة التأثر، صلاة الميت أمام نعشي سليماني والمهندس وأربعة إيرانيين آخرين في جامعة طهران.

ومن المقرر أن يوارى سليماني الثرى في مسقط رأسه في كرمان جنوب شرق إيران.

بين لحظات الحزن والغضب والصمت، ردد المشيعون الذين قدر التلفزيون الحكومي عددهم بـ"الملايين"، هتافات "الموت لأمريكا"، و"الموت لإسرائيل".

وأحرق مشاركون الأعلام الأميركية والإسرائيلية. وبكى الرجال والنساء، ودعوا إلى الانتقام لقائد فيلق القدس الذي يعدّ مهندس الاستراتيجية الإيرانية في الشرق الأوسط.

وتأثرت الحشود بكلمات زينب ابنة الجنرال سليماني، ورئيس المكتب السياسي في حركة حماس الفلسطينية اسماعيل هنية، اللذين أكدا أن موت سليماني سيؤدي إلى "انتعاش المقاومة" ضد إسرائيل والولايات المتحدة.

وفيما ترتفع اصوات من عواصم عدة داعية إلى "خفض التصعيد" و"ضبط النفس"، يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب التصريحات النارية التي تؤجج الأزمة.

وتوعد ترامب إيران، الأحد، بـ"انتقام كبير" إذا شنت هجوما على منشآت أميركية في الشرق الأوسط، مهددا العراق أيضا بعقوبات "شديدة" بعد ساعات من مطالبة البرلمان العراقي الحكومة بـ"إنهاء وجود" القوّات الأجنبيّة في البلاد في قرار اثنت عليه إيران.

واعتبرت برلين، الاثنين، أن تلك التهديدات "لا تساعد كثيراً".

وجاء اغتيال سليماني بعد ثلاثة أيام على هجوم مؤيدين للحشد الشعبي الموالي لإيران على السفارة الأميركية في بغداد للاحتجاج على ضربات أميركية في العراق أسفرت عن مقتل 25 مقاتلاً من كتائب حزب الله التابعة للحشد.

وكانت تلك الضربات رداً على تنفيذ الفصائل الموالية لإيران في الشهرين الأخيرين هجمات صاروخية على منشآت في العراق تأوي أميركيين، قتل في أحدها في أواخر كانون الأول متعاقد أميركي.

في هذا السياق المتوتر، أعلنت إيران، الأحد، "المرحلة الخامسة والأخيرة" من برنامجها القاضي بخفض التزاماتها الدولية بموجب الاتفاق النووي، مؤكدة التخلّي عن "كل القيود المتعلّقة بعدد أجهزة الطرد المركزي".

غير أنّ الجمهورية الإسلامية أكّدت، في الوقت نفسه، أنّ "التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية" التي تفرض رقابة صارمة على البرنامج النووي الإيراني "سيستمر كما في السابق".

وردا على ذلك، دعت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إيران إلى العدول عن الإجراءات التي تتعارض مع الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

منذ أيار، تخلت إيران تدريجياً عن التزاماتها بموجب الاتفاق، رداً على الانسحاب الأحادي الجانب للولايات المتحدة منه عام 2018، وإعادتها فرض عقوبات اقتصادية على طهران.

ووافقت طهران، بإبرامها الاتفاق النووي، على أن تخفض بشكل كبير أنشطتها النووية، لتثبت أن ليست لديها أهداف عسكرية، في مقابل رفع جزء العقوبات الاقتصادية الدولية التي تخنق اقتصادها.

لكن إعادة الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران أغرقت البلد النفطي بحالة انكماش خطيرة، وحرمته من المكاسب الاقتصادية التي أمل تحقيقها بعد الاتفاق.

رغم خشية برلين من أن يكون الإعلان الإيراني الأخير إزاء الاتفاق النووي "الخطوة الأولى" باتجاه إلغائه تماماً، إلا أن مراقبين يرون أن طهران تبقى "حذرة جداً" بتجنبها التنديد بالاتفاق بشكل مباشر، ما يبقى أمام كافة الأطراف هامش مناورة نهائي لمحاولة إنقاذه.

في غضون ذلك، تواصل أسعار النفط الارتفاع، فيما تدهورت البورصات العالمية، في ظلّ التوتر الذي سببه اغتيال سليماني.

وارتفع سعر الذهب الذي يعدّ استثماراً مأموناً، لأعلى مستوياته منذ عام 2013.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم