الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

كارلوس غصن في بيروت... محاكمة القرن في مهب الريح

المصدر: "النهار"
كارلوس غصن في بيروت... محاكمة القرن في مهب الريح
كارلوس غصن في بيروت... محاكمة القرن في مهب الريح
A+ A-

منذ منتصف ليل أمس، استأثر خبر وصول غصن إلى بيروت باهتمام العالم، وكثرت التكهنات بطريقة خروجه من اليابان، وخصوصاً أن شروط كفالته تمنعه من مغادرة البلاد.

وألقي القبض على غصن للمرة الأولى بعد فترة وجيزة من هبوط طائرته الخاصة في مطار بطوكيو في 19 تشرين الثاني 2018. وهو يواجه 4 تهم، ينفيها كلها، تشمل إخفاء القيمة الحقيقية للدخل والتكسب من مدفوعات لموزعين في الشرق الأوسط.

وبرأي صحيفة "الموند" ليس اختياره لبنان بلا دلالات. فهو نجل مهاجرين لبنانيين إلى البرازيل يحمل الجنسية اللبنانية إضافة إلى الجنسيتين الفرنسية والبرازيلية، وتمتع منذ فترة طويلة بدعم غير مشروط في هذا البلد، حيث حوله نجاحه في إنقاذ شركة "نيسان" اليابانية بطلاً. وتم إصدار طابع يحمل صورة له. وخلال احتجازه في اليابان، كان السفير اللبناني هناك أحد زواره الرئيسيين. ودافع عنه جزء مهم من الطبقة السياسية اللبنانية، بدءاً من حاشية الرئيس ميشال عون. وأنشأ موطنون صفحة دعم عنوانها: "نحن جميعًا كارلوس غصن"، وانتشر الشعار على لوحات الإعلانات في بيروت.

ومنذ إطلاق سراحه بكفالة، كان غصن يحضر محاكمته التي كان يأمل أن تبدأ في نيسان 2020. ورغم أكثر من مئة يوم في الحجز، لم يعترف قط بالاتهام الموجه إليه. وهو كان يطور إستراتيجية دفاعية تركز على انتقادات النظام القضائي الياباني.

وفي انتظار المحاكمة، كانت يوميات غصن في طوكيو تقتصر على زيارات لمكتب محاميه، حيث يمكنه استخدام جهاز كمبيوتر متصل بالإنترنت، ويقصد صالة الألعاب الرياضية بانتظام ويشاهد أفلام من "نتفليكس"، وفقاً لشخص زاره.

وكشرط لإطلاق سراحه، منعت المحكمة الاتصالات بينه وبين زوجته كارول، ولم تسمح له إلا بمكالمة عبر الفيديو معها مدتها ساعة واحدة في تشرين الثاني، بعد الموافقة على قائمة بمواضيع النقاش.

ولم يتحدث غصن مع ابنه أنطوني منذ إطلاق سراحه بكفالة، لأن شروط الكفالة تشمل قيوداً واسعة على الاتصال بأشخاص لهم صلة بالتهم الجنائية.

وأبدى غصن لمقربين منه قلقًا في شأن القيود المفروضة على نشاطاته، بما في ذلك قدرته على الاستعداد لمحاكمته المقبلة. ففي المطاعم، كان يشتبه في أن الأشخاص الذين يمرون بطاولته أكثر من مرة يتجسسون عليه، كما قال شخص تناول العشاء معه بعد الإفراج عنه. وينطبق الأمر على الأشخاص الذين يسيرون أمام منزله في طوكيو.

رد الفعل الياباني

كثرت التكهنات في شأن سيناريو خروج غصن من اليابان. وتحدثت تقارير عن ان السلطات اليابانية قد تكون سمحت له بالخروج.

وقالت صحيفة "الوول ستريت جورنال" إن رد الفعل الياباني كان ضعيفاً، وأن البعض رأى أن البلاد قد تكون في وضع أفضل إذا لم تضطر إلى نشر "الغسيل القذر" لشركة "نيسان" في نفس السنة التي تستضيف فيها طوكيو الألعاب الأولمبية الصيفية.

وقال أحد المقربين من نيسان: "أردنا أن يتوقف كل ذلك. في اليابان، رأس السنة الجديدة يتعلق بطرد الأرواح الشريرة من المنزل. وبهذه الطريقة، إنها القصة المثالية لرأس السنة الجديدة". ورفض ممثل "نيسان" لتعليق.

ووصف آخرون هروب غصن بأنه إحراج للنظام القانوني.

وقال تشوكو هاياكاوا، وهو محام وعضو سابق في الحزب الحاكم في البرلمان: "إنه أكبر فشل في تاريخ العدالة الجنائية في اليابان".

ومع هذا التحول الكبير في قضية غصن، صار مصير المحاكمة التي كانت مقررة في نيسان مجهولاً، وخصوصاً أنه ليست لدى اليابان معاهدة لتسليم المطلوبين مع لبنان، بحسب وزارة العدل اليابانية، ما يجعل من غير المرجح أن يُجبر على العودة إلى طوكيو لمحاكمته.

وأوضح المدعي السابق يوجي أوتشياي أن القانون الجنائي الياباني عمومًا لا يسمح بمحاكمة المدعى عليه غيابياً، إلا في ظروف محدودة لا تنطبق على قضية غصن.

فرنسا

وفي باريس، صرحت وزير الدولة في وزارة الاقتصاد والمال الفرنسية أنييس بانييه روناشيه أن غصن الذي يحمل الجنسية الفرنسية ليس فوق القانون، ولكن الدعم القنصلي الفرنسي حق مكتسب له.

وقالت إنها عرفت من الصحافة عن هذا التحوّل غير المتوقع في قضية قطب صناعة السيارات، مضيفة: "علينا أن نفهم بالضبط ماذا حدث".

يخضع غصن لشروط إخلاء سبيل بكفالة ومنها تسليم جواز سفره إلى السلطات اليابانية.

ومن غير الواضح كيف تسنى لغصن، الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية واللبنانية، مغادرة اليابان، حيث كان يخضع لقيود صارمة على تنقلاته مفروضة بأوامر قضائية.

وألقي القبض على غصن بعد فترة وجيزة من هبوط طائرته الخاصة في مطار بطوكيو في 19 تشرين الثاني 2018، ويواجه 4 تهم، ينفيها جميعاً، تشمل إخفاء الدخل والتكسّب من مدفوعات لموزعين في الشرق الأوسط.

وأقالت نيسان غصن، قائلة إن تحقيقاتها الداخلية كشفت عن مخالفات من بينها إخفاء حقيقة راتبه عندما كان مديرها التنفيذي، وتحويل خمسة ملايين دولار من أموال الشركة إلى حساب مرتبط به.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم