الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

جمهور منزعج للمرة الأولى: "لم تقنعنا يا سيّد!" \r\nجمهور مرتاح يترقّب: ماذا يعدّ لنا الحزب؟

ايلي الحاج
A+ A-

يختلف الجو بين جمهوري "المتراسين السياسيين" منذ تشكيل الحكومة. ناس 14 آذار- ليس كلهم- تنفسوا الصعداء للمرة الأولى بعد حقبة طويلة، سنتين ونصف سنة انقطعت فيها أنفاسهم. ناس 8 آذار حق لهم أن ينزعجوا فما هكذا تعّودوا. يلزم التأمل في عبارة انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي لأنصار "حزب الله" بعد كلمة السيد حسن نصرالله التلفزيونية مساء الأحد: "لم تقنعنا يا سيّد!". للمرة الأولى يعبّر دائرون في فلك الحزب عن انتقاد بهذا الوضوح.


يفسّر ارتياح جمهور تحالف 14 آذار تجمّع 12 – 13 وزيراً يمثلونه في الحكومة السلامية. لكن الأهم مشهد "سقوط" ثلاثية وزارات الداخلية والعدل والإتصالات في يد هذا الفريق وحده بلا شريك. بيد من تحديداً؟ النائب نهاد المشنوق الجرافة السياسية الخبيرة العريضة المنكبين، من يستطيع إيقاف جرافة سياسية؟ النائب بطرس حرب الذي لن ينسى ما تلى تعرضه لمحاولة اغتيال في مصعد أنقذته منها العناية وتعرقل التحقيق فيها شهوراً لعدم تسليمه "داتا الإتصالات". لا شك سيتجاوب حرب في ضوء تجربته الأليمة مع الطلبات الأمنية والقضائية القانونية ويوافق على تسليمها خلال دقائق. واللواء أشرف ريفي الذي أصبح معالي الوزير بعدما أسقط "حزب الله"حكومة الوفاق الوطني برئاسة الرئيس سعد الحريري قبل ثلاث سنوات بذريعة "شهود الزور" المنسوبين في بروباغندا الحزب إلى ريفي ورفيقه العميد وسام الحسن، ثم أسقط الحزب حكومة الرئيس نجيب ميقاتي أيضاً برفضه تمديد خدمة اللواء ريفي. الحسن صار شهيداً برتبة لواء ورفيقه اللواء صار وزيراً للعدل.
الجرعة كانت زائدة لجمهور الحزب ومن يحالفونه . اللواء ريفي عندما رفضوه وزيراً للداخلية حوّلوه رمزاً للمرفوض عند 8 آذار لذلك صدرت همهمة: "لم تقنعنا يا سيّد!" وتحوّل ريفي رمزاً للإصرار على الانتصار عند 14 آذار. بتعيينه وزيراً للعدل وصل شيء من عدالة الأرض إلى اللواء الحسن والنقيب وسام عيد أيضاً. والبقية تأتي من لاهاي في آمال جمهور "انتفاضة الإستقلال".
مع ذلك لن يغيب جو الترقب. "فلننتظر ما يعدّه لنا الحزب"، يقولون في 14 آذار، ما سيفعل وما سيُعلن عند أول تفجير لا سمح الله. هل فعلاً ترقى الإنجازات التي أعلنتها المخابرات إلى مستوى الواقع بعيداً عن الإستعراض الإعلامي؟ تجربة العراق تفيد بأن شبكات الإرهاب تعتمد خلايا غير مترابطة ومستقلة. تقضي على بعضها فيتحرك بعض آخر، لذلك ما زالت بغداد ومدن العراق الأخرى تتلقى الضربات رغم كشف عشرات بل مئات الشبكات. إنها مسألة شديدة الحساسية والخطورة ومصيرية للبنان والحكومة الجديدة تالياً.
موقف أنصار الدكتور سمير جعجع ، "صاحب المبدأ"، وفق شعار الملصقات الكبيرة التي تنتشر في كل المناطق هذه الأيام، لا يعادل في الموقف من الحكومة، وعلى الإطلاق، موقف منتقدي تشكيلتها في دائرة "حزب الله" الشعبية والحلفاء الذين لا يعزّيهم كفاية بقاء الوزير جبران باسيل وزيراً وان تسلّم الخارجية والمغتربين. سيخضع كل رأي وإعلان لهذه الوزارة في عهده لاعتبارات، في طليعتها الجو "اللطيف" والساري أخيراً بين الرئيس سعد الحريري والجنرال ميشال عون. واضعاً الأخير، رئاسة الجمهورية بنداً أول في الحسابات. هل يكرر "المستقبل" العرض الذي قدمه إلى الجنرال قبيل انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود بالإتفاق على مرشح غيره يحظى برضاه؟ إذا فعل فسيرفض الجنرال عون، وإلا لا يكون الجنرال.
"كل وزاراتنا وزارات، كلنا نمثل "القوات". سمع الدكتور جعجع هذا الكلام. اعتبره "تحصيل حاصل"، الأهم عنده "ما بعد".
ماذا عن البيان الوزاري؟ "سنجد حلاً". العبارة السحرية هذه تُسمع في كل المجالس. في أسوأ الأحوال لا يُذكر "بيان بعبدا" ولا ثلاثية "جيش وشعب ومقاومة" .تتكل لجنة الصياغة على الإنشاء. اللغة العربية ما أجملها وما أغناها بالمرادفات !


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم