الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

معرض مهدي جورج لحلو في روان الفرنسية... وجهُهُ أم وجه الملكة الفرعونية نفرتيتي؟!

باريس- أوراس زيباوي
معرض مهدي جورج لحلو في روان الفرنسية... وجهُهُ أم وجه الملكة الفرعونية نفرتيتي؟!
معرض مهدي جورج لحلو في روان الفرنسية... وجهُهُ أم وجه الملكة الفرعونية نفرتيتي؟!
A+ A-

يقام حاليا في متحف الفنون الجميلة في مدينة روان، العاصمة التاريخية لمنطقة النورماندي، معرض للفنان مهدي جورج لحلو المولود عام 1983 في فرنسا لأب مغربي وأم اسبانية، يحتوي على مجموعة من أعماله المنفذة بتقنيات ومواد مختلفة تعكس مناخات هذا الفنان الذي تعرفه تظاهرات الفن المعاصر في فرنسا وبلجيكا والمغرب، كما البينالات العالمية.

تأتي أعمال هذا الفنان في سياق التيارات الفنية المعاصرة التي مهد لها فنانو الحركة السوريالية والفنان الفرنسي مارسيل دوشان وكان هاجسها الأساسي الكسر مع الفنون بالصورة المتعارف عليها تاريخيا، بل وإحداث قطيعة معها. هذه القطيعة لا تطالعنا فقط من خلال المواضيع التي يتطرق إليها هذا الفنان والمواد التي يستعملها لإنجازها وإنما أيضا من خلال تحوير بعض الأعمال الفنية الكلاسيكية المعروفة عالميا ومنها لفنانين من عصر النهضة الإيطالية أو لمنحوتات تعود الى القرون الوسطى، فيتلاعب بصيغتها ويعيد تشكيلها من جديد مستعينا بزخارف مستوحاة من الفن الإسلامي المغربي. وقد تلاعب أيضا بمنحوتة الملكة نفرتيتي الفرعونية الشهيرة المحفوظة في متحف برلين، فاستبدل ملامح وجهها بملامح وجهه، ناقضا بذلك الفواصل بين الجنسين.

تحضر الحرب والهجرة في أعماله المعروضة كما في جدارية منفذة بأسلوب الزجاج المعشق في الكاتدرائيات، استبدل فيها الصور الدينية بصور لجنود من المغرب والجزائر جيء بهم عنوةً من بلادهما التي استعمرتها فرنسا، للمشاركة في جبهات القتال في الحرب العالمية الأولى. أراد الفنان من هذا العمل إدانة الاستعمار ونتائجه الكارثية على الشعوب المعنية التي لا دخل لها على الاطلاق في هذه الحرب.

المعرض الذي يقام في متحف رووان التاريخي الذي يعد من أهم المتاحف الفرنسية خارج العاصمة باريس، يشتمل على أعمال فنية لبعض كبار معلمي الفن الأوروبي عبر العصور من بينهم الاسباني فيلاسكيث والفرنسيان دولاكروا ومونيه. قد أصبحت إقامة معارض للفن المعاصر في المتاحف الكلاسيكية الفرنسية تقليدا يراد منه الجمع تحت سقف واحد بين الفنون المكرسة والفنون المستحدثة لجذب الفئات الشابة في المجتمع وتشجيعها على دخول المتاحف والاطلاع على ماضي الفنّ وما آل إليه اليوم.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم