السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

بومبيو للدول العربيّة: كفّوا عن مقاطعة إسرائيل وتعاملوا معها

بومبيو للدول العربيّة: كفّوا عن مقاطعة إسرائيل وتعاملوا معها
بومبيو للدول العربيّة: كفّوا عن مقاطعة إسرائيل وتعاملوا معها
A+ A-

رداً على موقف جامعة الدول العربية الذي رفض قرار واشنطن اعتبار المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة غير مخالفة للقانون الدولي، دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الدول العربية إلى التعامل مع إسرائيل، ووقف مقاطعتها إيّاها "من أجل الاستقرار الإقليمي".

جاء في تغريدة لبومبيو على "تويتر" أن الوقت قد حان "للدول العربية للتخلي عن المقاطعة والعمل مع إسرائيل. الانقسامات في الشرق الأوسط تساوي عدم الاستقرار. لا ينبغي أن يواجه المفكرون العرب الذين يخاطرون بحياتهم للدفاع عن رؤية إقليمية للسلام والتعايش بشجاعة الانتقام. نحن في حاجة إلى الحوار".

وجاءت تغريدته رداً على اعلان وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع طارئ، الاثنين في القاهرة "رفضهم" القرار الأميركي الذي اعتبر المستوطنات الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غير مخالفة للقانون الدولي. ومعلوم أن بومبيو، كشف الاسبوع الماضي، أن "الولايات المتحدة باتت تعارض موقف الإدارات السابقة لها من إنشاء المستوطنات الإسرائيلية، وهي ترى أن إنشاء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية عمل لا يتعارض مع القانون الدولي". وندّد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ببيان بومبيو، وحذّر في ختام اجتماع للجامعة العربية في القاهرة من أن "هذا التغيير المؤسف في الموقف الأميركي من شأنه أن يدفع جحافل المستوطنين الإسرائيليين إلى ممارسة المزيد من العنف والوحشية ضد السكان الفلسطينيين، وأن يقوض أي احتمال ولو ضئيلاً لتحقيق السلام العادل القائم على انهاء الاحتلال في المستقبل القريب عبر جهد أميركي".

وأكد أن "القانون الدولي يصوغه المجتمع الدولي كله وليس دولة واحدة مهما بلغت أهميتها"، مشدداً على أن "الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية يظل احتلالاً يدينه العالم أجمع، وأن الاستيطان يظل استيطاناً باطلاً من الناحية القانونية وعارا على من يمارسه أو يؤيده من الزاوية الأخلاقية، بغض النظر عن أية مساع حثيثة تتم بهدف تجميل ذلك الاحتلال القبيح شكلاً وموضوعاً". وأعرب أبو الغيط عن انزعاجه الشديد من الاستخفاف بمبدأ قانوني مستقر نص عليه القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وبالذات اتفاق جنيف الرابع، والذي "يحظر على القوة القائمة بالاحتلال نقل سكانها إلى الأراضي الخاضعة لاحتلالها".

في غضون ذلك، عزز الجيش الإسرائيلي قواته في الضفة الغربية وقرب قطاع غزة، تحسباً لـ"يوم الغضب" الفلسطيني ضد محاولة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب شرعنة المستوطنات.

وبثّت القناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي أن الجيش أصدر قواعد اشتباك صارمة إلى الجنود في محاولة لتجنب الخسائر وخروج الاحتجاجات عن السيطرة، حيث يخطط الفلسطينيون لتنظيم مسيرات في المدن، والانتقال إلى "نقاط الاحتكاك" حيث يمكنهم مواجهة الجنود الإسرائيليين.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف: "لقد أعلنا يوم غضب لرفض هذا التصريح الصادر عن وزير الخارجية الأميركي. نحن ندين هذه المبادرة الأميركية لإضفاء الشرعية على المستوطنات". وأضاف أن الاحتجاجات ستتضمن مسيرات قصيرة تبدأ الساعة 11:30 صباحاً وتمر عبر مراكز المدن، وخطابات لقادة الفصائل الفلسطينية، مشيراً إلى أن المشاركين فيها لن يدخلوا "نقاط التماس" مع القوات الإسرائيلية.

وفاة أسير فلسطيني

من جهة أخرى، توفي المعتقل الفلسطيني سامي أبو دياك (36 سنة) في سجن إسرائيلي بعد صراع مع مرض السرطان، كما أعلن نادي الأسير الفلسطيني ومصلحة السجون الإسرائيلية، وحمّلت السلطة الفلسطينية إسرائيل مسؤولية وفاته. وأفاد "نادي الأسير" في بيان أن أبو دياك المعتقل منذ 2002 على خلفية أمنية توفي في عيادة سجن الرملة.

وأصدرت مصلحة السجون الإسرائيلية بياناً جاء فيه "توفي اليوم في المستشفى سجين أمني كان يعاني مرضاً مزمناً عضالاً بعدما أدخل إلى مستشفى أساف هاروفيه لتلقي العلاج".

واعتبر النادي في بيانه أن أبو دياك توفي نتيجة "خطأ وإهمال طبي متعمد"، مذكّراً بأن المعتقل تعرض "في 2015 لخطأ طبي عقب خضوعه لعملية جراحية في مستشفى سوروكا حيث تم استئصال جزء من أمعائه وأصيب جراء نقله المتكرر بتسمّم في جسده".

وحملت الرئاسة الفلسطينية إسرائيل المسؤولية عن وفاة أبو دياك. وقالت في بيان وزعته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن "حكومة الاحتلال تتحمل مسؤولية استشهاد الأسير سامي أبو دياك الذي تعرض لإهمال طبي متعمد تمارسه سلطات الاحتلال بحق الأسرى كافة"، ونددت بـ"استمرار مسلسل القتل البطيء للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي".

ودعت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان إلى الضغط على إسرائيل لتقديم العلاج لسائر المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية "حتى لا يلاقوا المصير نفسه".

وأبو دياك هو خامس معتقل فلسطيني تسجل وفاته في سجن إسرائيلي خلال السنة الجارية. وتحتجز السلطات الإسرائيلية جثامين ثلاثة منهم، استناداً إلى نادي الأسير الفلسطيني.

وتزامن إعلان وفاة أبو دياك الذي يتحدر من قرية سيلة الظهر جنوب مدينة جنين مع دعوة القوى الوطنية والإسلامية ليكون الثلثاء "يوم غضب" فلسطينياً، احتجاجاً على الموقف الأميركي الأخير من المستوطنات الإسرائيلية. وأعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الثلثاء "يوم غضب شعبي عارم" إكراما لسامي أبو دياك.

وكان أبو دياك ينفذ حكماً بالسجن المؤبد ثلاث مرات وحكماً آخر بالسجن 30 سنة، وكان يعاني فشلاً كلوياً وقصوراً في الرئة. وحذر نادي الأسير الفلسطيني الأحد من تدهور خطير في وضعه الصحي، بينما صرح رئيس الوزراء الفلسطيني صلاح اشتيه بأنه تم التواصل مع الصليب الأحمر للتدخل في قضيته. وكانت السلطات الإسرائيلية عينت جلسة في الثاني من كانون الأول المقبل "للنظر في قضية الإفراج المبكر عنه".

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن المعتقلات الإسرائيلية تشهد الثلثاء "استنفاراً شديداً وأغلقت إدارة المعتقلات الأقسام بشكل كامل". وتشير الهيئة ونادي الأسير الفلسطيني إلى أن هناك نحو 700 فلسطيني مريض، من أصل نحو خمسة آلاف معتقلين لدى إسرائيل. ويعاني مئتان من المرضى أمراضاً مزمنة وبينهم نحو عشرة مصابين بالسرطان.

ووجّه أبو دياك قبل وفاته رسالة من داخل المعتقل كتب فيها: "أريد أن أكون في ساعاتي الأخيرة إلى جانب والدتي... أريد أن أفارق الحياة وأنا في أحضانها".

وسمحت السلطات الإسرائيلية الخميس لعائلته بزيارته. وقال شقيقه الأصغر بعد الزيارة إنه كان شبه فاقد للوعي ولا يقوى على الكلام.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم