لبنان نافذة الإمارات إلى سوريا
Smaller Bigger

لا يمكن وصف زيارة دولة الرئيس سعد الحريري إلى دولة الإمارات للمشاركة بالمؤتمر الإستثماري اللبناني-الإماراتي إلا بزيارة "الأمل" للبنانيين، بعدما عاش وما زال يعيش الشعب اللبناني فترة من التوتر المالي والاقتصادي، تارة الخوف على وضع الليرة اللبنانية، وتارة أخرى الخوف من إفلاس الدولة، وطوراً الخوف من انقطاع النفط أو القمح أو غيرها من المواد الأولوية.

إن الإمارات كانت داعماً مهماً للبنان، ولكن مع دخول حرب اليمن تغيرت أولوياتها، عندها توقف الدعم لنا لاعتبارات مختلفة أهمّها اتهام حزب الله بالمشاركة في حرب اليمن.

لكن معظم المؤشرات تدل على أن هناك تغيرات سياسية في المنطقة، والدور الإماراتي يتميز عن اللاعب السعودي حيث هناك اختلاف في مقاربة مواضيع مختلفة في المنطقة ومنها اليمن إذ انقسمت قوتهم إلى اثنتين، بين مؤيد للسلطة الشرعية وأخرى للمجلس الإنتقالي.

إن نقظة التحول كانت بزيارة موفد إماراتي إلى جمهورية إيران الإسلامية، حيث جرى التباحث والتنسيق بملفات المنطقة ومنها اليمن وسوريا ولبنان، ولا يخفى على أحد أن معظم دول الخليج العربي تريد أن تلعب دوراً في سوريا مستقبلاً على الصعيدين السياسي والاقتصادي، لأنها لا تريد أن تكون إيران وتركيا إقليمياً المؤثرتين الوحيدتين في سوريا، وفي الوقت عينه هناك الإستثمار والمشاركة في مرحلة إعادة الإعمار، فهنا تتقاطع المصالح بين اللاعبين المختلفين لأنه لا يمكن لروسيا وإيران وتركيا لوحدها أن تحقق ذلك. والإمارات لم تقطع قنوات الإتصال مع سوريا، فقد استضافت منذ حوالي عام 60 شخصية إقتصادية سورية.

يعدّ لبنان بوابة دخول إماراتية إلى سوريا في المرحلة المقبلة، وطبعاً من خلال إتفاقات إيرانية-إماراتية ومباركة أميركية، وهذا مؤشر أن الأميركي يريد حصار حزب الله مالياً ولكن ليس في حساباته إنهيار الدولة اللبنانية. كل ذلك يدل على أن للبنان دوراً إقتصادياً في المرحلة المقبلة وبدأت مرحلة تقسيم الأدوار بين اللاعبين الإقليميين.

كما ذكرنا سابقاً، لبنان لم يكن من ضمن أولويات الإمارات، ولكن لبنان يستعيد أولوية الإمارات كمنصة جغرافية وسياسية واقتصادية للعب دور مستقبلاً في سوريا.

من هنا أتى المؤتمر الإستثماري اللبناني-الإماراتي حيث حصلت إتفاقات اقتصادية مختلفة معظمها تصبّ في مرحلة إعادة إعمار سوريا، وفي لعب دور سياسي واقتصادي في لبنان وسوريا.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/11/2025 6:15:00 AM
قذائف المزّة والعمليتان اللتان لم يفصل بينهما شهر تحمل رسائل تحذيرية إلى الشرع وحكومته، والرسالة الأبرز مفادها أن القصر الرئاسي تحت مرمى الصواريخ.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:25:00 AM
إنّها المرة الأولى التي تتهم المنظمة "حماس" وفصائل أخرى بارتكاب جرائم ضد الانسانية.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:10:00 PM
شدد على ضرورة منح المحافظة حكماً ذاتياً داخلياً أو نوعاً من الإدارة الذاتية ضمن سوريا كوسيلة لحماية الأقليات وحقوقها.
اقتصاد وأعمال 12/11/2025 10:44:00 AM
تكمن أهمية هذا المشروع في أنه يحاول الموازنة بين 3 عوامل متناقضة: حاجات المودعين لاستعادة ودائعهم بالدولار الحقيقي، قدرة الدولة والمصارف على التمويل، وضبط الفجوة المالية الهائلة التي تستنزف الاقتصاد