السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الشخص

سمير عطاالله
Bookmark
الشخص
الشخص
A+ A-
في وقت واحد ومنطقتين متباعدتين، صدر كتابان متَشابهان إلى حدّ بعيد. الأول في لندن، للمؤرّخ الهولندي فرانك ديكوتر(1)، والثاني في بيروت، للزميل فؤاد مطر(2) الذي طالما جمع في مؤلفاته بين الصحافة والتأريخ. يروي ديكوتر في اقتضاب ووضوح قصة ثمانية من أشهر ديكتاتوريي القرن الماضي. ويروي مطر أيضاً في وضوح وتوثيق وموضوعية، حكاية الانقلابات العسكرية الثلاثة، التي فتحت أبواب الثكن أمام الديكتاتوريين العرب. اللواء حسني الزعيم الذي سرعان ما أصبح أول مشير في تاريخ الأمّة، واللواء سامي الحناوي الذي أطاحه ورماه بالرصاص مع رئيس وزرائه، بعد أشهر قليلة. والجنرال أديب الشيشكلي الذي قُتل هو أيضاً ولكن ليس في محكمة عرفية في دمشق مثل حسني الزعيم، ولا في شوارع بيروت مثل سامي الحناوي، وإنما بعيداً في إحدى مزارع البرازيل حيث ذهب إلى التقاعد، بعيداً من مخاوف الثكن المفتوحة والدبّابات الفاتحة.من الصعب طبعاً العثور على حسنات للانقلاب أو للديكتاتور أو للدبّابة. ولكن إذا كان لا بد من ذلك، فإن العسكريين الثلاثة كانوا من الخفر بحيث سمّوا انقلابهم انقلاباً. فهو ليس "الفاتح من سبتمبر" أو "قصر النهاية" كما في مذبحة العراق العام 1958. بل كان حسني الزعيم من الأدب بحيث سمح لشكري القوتلي، الرئيس الجليل والسياسي النزيه والمحترم، بأن يسافر إلى سويسرا فيما كانت دمشق تغلي بالخوف والمخاوف وعدم الاستقرار. لا شك في أن صورة الدوتشي بنيتو موسوليني كانت ماثلة للجميع في عملية السطو على السلطة ومحاولة المحافظة عليها. فقد علّق الزعيم والحناوي والشيشكلي الأوسمة والأوشحة نفسها، دونما اهتمام باستحقاقها أو براءتها. وقد ابتذل معمر القذافي هذه العادة في ما بعد عندما طرّز رفوفاً من النياشين على الجانبين الأيمن والأيسر من صدره، ورصّع قبّعته بما أمكن منها، وفي نهاية الأمر، حمل صولجاناً ذهبياً وأعلن نفسه ملكاً على ملوك أفريقيا.كان موسوليني...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم