الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

نقاش الموازنة يختلط باستهدافات مريبة... وذكرى بشير إدانة صارخة لـ"الدولة المتواطئة"

المصدر: "النهار"
نقاش الموازنة يختلط باستهدافات مريبة... وذكرى بشير إدانة صارخة لـ"الدولة المتواطئة"
نقاش الموازنة يختلط باستهدافات مريبة... وذكرى بشير إدانة صارخة لـ"الدولة المتواطئة"
A+ A-

تنطلق في الاسبوع الطالع موجة جديدة من النقاشات المتصلة بالواقع الاقتصادي والمالي بفعل احالة مشروع موازنة سنة 2020 على جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد الثلثاء المقبل في قصر بعبدا إيذانا ببدء مجلس الوزراء بمناقشته في العمق وبندا وبندا في جلسات لاحقة باعتبار ان الوزراء سيستمعون في جلسة الثلثاء الى عرض عام اولي من وزير المال علي حسن خليل حول السمات والعناوين العامة للموازنة . واذ بات مضمون المشروع معروفا ولا يثير مفاجآت غير متوقعة فان الأنظار ستتركز بطبيعة الحال على مدى قدرة الحكومة هذه المرة وبعد مدة قصيرة من اختبار إقرار موازنة 2019 بشكل شاق وقيصري على اجتياز هذا الاستحقاق المفصلي الذي يتميز هذه المرة بانه يضع الحكومة اكثر من اي وقت سابق امام امتحان بالغ الدقة خارجيا وداخليا نظرا الى مجموعة اعتبارات وظروف ومعطيات تتجمع كلها دفعة واحدة . فالمجتمع الدولي الذي يترصد منسوب التزام لبنان الرسمي بالمسارات الإصلاحية وفق ما عبرت عنه تماما مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان في بيانها الًاخير قبل يومين سيبدي اهتماما مضاعفا بالتدقيق في ارقام خفض العجز وخفض الإنفاق العام ومعالجة المديونية القياسية للبنان وخطط الاصلاح القطاعية ولا سيما منها تحديدا الكهرباء . كما ان تزامن احالة الموازنة على مجلس الوزراء الاسبوع المقبل تحديدا يرتبط بوضوح بموعد الزيارة التي سيقوم بها رئيس الحكومة سعد الحريري لباريس للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في العشرين من أيلول الجاري في لقاء بات يكتسب دلالات مفصلية بعد اعلان الرئيس الحريري بوضوح قبل يومين ان تنفيذ مقررات مؤتمر سيدر سيبدأ بعد هذا اللقاء . اما في البعد الداخلي للشروع في وضع استحقاق الموازنة على مشرحة النقاش وآليات اقرارها حكوميا ومن ثم إحالتها على مجلس الوزراء ضمن المهلة الدستورية هذه المرة فهو الابرز اطلاقا نظرا الى الانعكاسات التي سيتركها إظهار الحكومة والمجلس الجدية الكافية لالتزام موازنة ذات آفاق ومعايير اصلاحية فعلية تترجم عبر اولى الخطوات في مسيرة خفض العجز والإنفاق العام بما يرسل الإشارات الإيجابية والصدقية اللازمة الى الاسواق المالية ووكالات التصنيف الدولية ويسمح للواقع المالي المأزوم بجرعات التنفس وانحسار اجواء الضغوط والقلق والمخاوف .

وسط هذه الاجواء تفاقمت اجواء الاستغراب لأجواء تشي باستغلال الملابسات التي احاطت بتوقيف المتعامل مع اسرائيل عامر الفاخوري وتحويل جزء من هذا الاستغلال الى استهداف بدا متعمدا ومريبا لقائد الجيش العماد جوزف عون عبر توزيع الصورة التي بدا فيها الفاخوري الى جانب العماد عون في سفارة لبنان في واشنطن قبل عامين . ولعل أسوأ ما واكب هذه الظاهرة انها تركت ايحاءات بوجود استهداف لقائد الجيش ايا تكن مآرب المستهدفين علما ان تبين الجهة او الجهات التي تقف وراء هذا الاستهداف لن يكون سهلا على الارجح ولكن تصاعد الشكوك والتساؤلات فتح الباب امام ربط هذا الاستهداف باستحقاقات سياسية ودستورية لم يحن أوانها . فهل ستتكشف الامور عن دوافع اخرى لهذا الاستهداف ؟

في هذا المناخ اكتسب احياء الذكرى ال37 لاستشهاد الرئيس بشير الجميل امس دلالات بارزة من خلال المواقف التي تركزت على كشف واقع ارتهان الدولة والسلطة ل”حزب الله “ ورفض هذا الواقع . وبرز في هذا السياق الخطاب الذي القاه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في الاحتفال الذي اقامه الحزب امام مركزه في الأشرفية حيث خاطب الجميل الرئيس الشهيد بخطاب “الحقيقة” قائلا “ اليوم يسلمون الدولة الى الآخرين وبلدنا محكوم من الخارج ... دولتنا متواطئة متخاذلة ومستسلمة ولم يكتفوا بهذا القدر بل افلسوا البلد وغيروا وجه لبنان برهاناتهم الخاطئة ... الكراسي كرتون لان القرار ليس في يدهم والحاكم الفعلي في مكان آخر يأخذ اوامره من مكان آخر “.

ولم تكن مواقف النائب نديم الجميل اقل حدة اذ شدد على ان “لبنان لا يركع لحزب الله “ داعيا الى توحيد الصفوف “لان احدا لا يأخذنا على محمل الجد اذا لم نتوحد مجددا “ . وقال “لقد استفردوا بنا وأخذونا بالمفرق حزبا بعد حزب وزعيما بعد زعيم وحان الوقت لنتوحد ونشكل رافعة في وجه السلاح غير الشرعي ومحاولة احتلال لبنان والسيطرة على الدولة “.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم