الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

الأمراض الناتجة عن التدخين الإلكتروني تضرب العالم... ما السبب؟

جاد محيدلي
الأمراض الناتجة عن التدخين الإلكتروني تضرب العالم... ما السبب؟
الأمراض الناتجة عن التدخين الإلكتروني تضرب العالم... ما السبب؟
A+ A-

السيجارة الإلكترونية هي آلة محمولة تعمل ببطارية وتحاكي عملية تدخين التبغ والسجائر ويُعرف استخدام السيجارة الإلكترونية باسم "vaping" ويشار إلى المستخدم باسم "vaper". بدلاً من دخان السجائر، يستنشق المستخدم الهباء الجوي، المعروف باسم البخار، والآلة عادة ما تحتوي على عنصر تسخين يعمل على بخ محلول سائل يسمى السائل الإلكتروني. يقوم المستخدم تلقائيًا بتنشيط السيجارة الإلكترونية عن طريق النفث وبعض الأجهزة الأخرى تعمل يدوياً عن طريق الضغط على زر. تحتوي السوائل الإلكترونية عادةً على البروبيلين غليكول، الجليسرول، النيكوتين، النكهات، المواد المضافة، وكميات مختلفة من الملوثات. وقد تُباع السوائل الإلكترونية أيضاً بدون البروبيلين غليكول، النيكوتين أو النكهات. الفوائد والمخاطر الصحية للسجائر الإلكترونية كانت غير مؤكدة وفي البداية قيل أنها الحل الأمثل للإقلاع عن التدخين، لكن الآن بدأ العالم يدرك مخاطر هذا الاختراع الذي لا يقل خطورة عن التدخين نفسه.

في الولايات المتحدة وحدها، تم تسجيل 450 حالة من أمراض الرئة أبلغ عنها هذا العام، كما وقع نحو 6 حالات وفاة في 33 ولاية، مرتبطة بهذا النوع من التدخين. ومن أبرز القصص التي صدمت المجتمع الأميركي، تعود للفتاة "سيما هيرمان"، البالغة من العمر 18 عاماً، التي نشرت صورة لنفسها على الإنترنت، بعد الإفاقة من غيبوبة. وبعد تلقيها العلاج من الالتهاب الرئوي وفشل الرئة، بحيث أرادت سيما أن تحذر الآخرين من تدخين السجائر الإلكترونية.

وبحسب مسح أجري في عام 2016، يوجد نحو 10 ملايين مدخن إلكتروني في الولايات المتحدة، وحوالي نصف هؤلاء تقل أعمارهم عن 35 عاماً، وهم المستخدمون الأكثر انتظاماً. لذلك لم يكن مفاجئا، أن الكثير من الأشخاص المصابين، البالغ عددهم 450 شخصاً، هم من الشباب بمتوسط عمر 19 عاماً. وشملت الأعراض التي أبلغ عنها المصابون الالتهاب الرئوي الحاد، ضيق التنفس، السعال، الحمى، الإجهاد، والفشل التنفسي. والنتيجة هي أن رئتيك تتوقفان عن العمل ويصبح التنفس صعباً. واستخدم المصابون أدوات تدخين مختلفة، بدءاً من أجهزة التبخير وحتى السجائر الإلكترونية الأصغر، ومجموعة متنوعة من العلامات التجارية المختلفة للسوائل واللفافات.

وبحسب الباحثين الصحيين، تتمثل إحدى النظريات في أن مكوناً سيئاً ربما يكون أضيف إلى سوائل التبخير، بما في ذلك منتجات الماريجوانا المتوفرة قانونا في بعض الولايات الأميركية، وتحديدا فيتامين E. وفي الأسبوع الماضي، بدأت إدارة الصحة في ولاية نيويورك التحقيق في مدى ارتباط فيتامين "إي" بهذا المرض، واصفة إياه بأنه "محل التركيز الرئيسي" في دراساتهم، بعد إصابة 34 شخصاً بالمرض في الولاية. لكن هيئة الغذاء والدواء الأميركية لم تستقر على فيتامين (إي) باعتباره السبب، ولم تستبعد المواد الكيميائية السائلة الأخرى المستخدمة في التدخين الإلكتروني. وفي هذا الإطار، نشرت المجلة الطبية البريطانية تقريراً العام الماضي، عن امرأة دخلت المستشفى مصابة بسعال، وحمى وتعرق ليلي وفشل تنفسي. ووجد الأطباء أن سبب مشكلتها هو وجود الغليسيرين النباتي في سيجارتها الإلكترونية، لكنهم قالوا إنها رفضت التوقف عن التدخين الإلكتروني في ذلك الوقت. وفضلاً عن كونه مرتبطاً بمشاكل الرئة، هناك تقارير أيضاً عن انفجار أقلام تدخين في حوادث نادرة مميتة. بحيث توفي شاب يبلغ من العمر 24 عاماً من ولاية تكساس، العام الماضي، عندما انفجرت بطارية قلم التدخين الخاص به، وأخرجت شظايا من المعدن أصابته في وجهه ورقبته، ما أدى لقطع أحد شرايينه. وفي الوقت الراهن، ينصح الخبراء الصحيون الأميركيون بالتوقف عن التدخين الإلكتروني تماماً، حتى انتهاء التحقيقات. وفي بريطانيا، تنصح هيئة الصحة العامة في انجلترا المدخنين الإلكترونيين بـ"باستخدام السوائل الإلكترونية، الخاضعة للقواعد والمواصفات البريطانية، وعدم المخاطرة بتدخين سوائل إلكترونية غير قانونية، أو مصنوعة دون ترخيص، أو إضافة أي مواد قد تكون ضارة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم