بسبب الأسعار... دعوات مصرية لمقاطعة الذهب وشراء الفضة

تشهد أسعار الذهب العالمية ارتفاعاً غير مسبوق خلال الأيام الماضية، وهو ما تسبب بزيادتها بشكل كبير في مصر، لتثير حالة من التساؤلات خاصة مع اعتماد المصريين بشكل أساسي على الذهب في الزفاف وشراء "الشبكة".

ووصل سعر غرام الذهب في مصر إلى أكثر من 800 جنيه، وهو ما تسبب في عزوف كثير من الشباب عن شراء "الشبكة" الذهب التقليدية، وانتشرت دعوات المقاطعة بين المصريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو استبدال الفضة بالذهب أو أنواع أخرى على رأسها الذهب الصيني.

وظهرت حملة في بعض محافظات مصر، للتغلب على أزمة ارتفاع أسعار الذهب، تدعو إلى شراء "الشبكة" من الفضة بديلاً عن الذهب، حيث دشّن بعض الشباب حملة عبر "فايسبوك" تحت عنوان "هنخلي الشبكة فضة أشيك وأرخص"، ولاقت الحملة استحسان كثيرين، خاصة أن أسعار الفضة أرخص كثيراً مقارنة بالذهب.

وتبنت بعض القرى في مصر دعوات لإلغاء "الشبكة" تماماً، والاكتفاء بكتابة قيمتها في القائمة لضمان حقوق الفتيات، خاصة أن المغالاة في أسعار الذهب تجبر الشباب على عدم الزواج.

حملات أخرى لجأت للاعتماد على الذهب الصيني الذي يصنّع من النحاس النقي، ويُطلى فقط بلون الذهب، ويصعُب التفريق بين مظهره ومظهر الذهب، إلا أن الفارق في السعر كبير جداً، حيث يمكن شراء "الشبكة" كلها من الذهب الصيني بتكلفة أقل من 500 جنيه.

ومن جانبه، أكد الدكتور طه أبوحسين، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر بالقاهرة في تصريحات خاصة لـ"النهار"، أن دعوات مقاطعة أي منتج بسبب غلاء الأسعار شيء جيد، في ظل ارتفاع أسعار المعروض منه وانخفاض الأسعار، مثل حملات مقاطعة السيارات واللحوم والأسماك التي ظهرت مؤخراً في الشارع المصري، مؤكداً أن الذهب استثناء، حيث يرتبط بسعر وبورصة عالمية، وهو ما يجعل المعدن النفيس لا يتأثر بأي دعوات مقاطعة، إلا أن الشيء الحميد في تلك الدعوات رغم عدم انخفاض الأسعار هو تشجيع الشباب على الزواج في ظل عزوف كثيرين عن الإقبال على تلك الخطوة بسبب التكاليف الباهظة.

وأضاف أستاذ علم الاجتماع، أن الإسلام لم يشترط أن تكون "الشبكة" من الذهب أو سعرها مبالغاً فيه، مؤكداً أنه يدعم دعوات استبدال الفضة بالذهب أو الذهب الصيني، مطالباً بضرورة الابتعاد عن المظاهر والاهتمام ببناء المجتمع وتوحيده.

وحول عقلية الشعب المصري، بالتفاخر بأسعار "الشبكة" خلال الزفاف، أكد الدكتور طه أبو حسين، أن الأثرياء في مصر عليهم عامل كبير لإنجاح تلك المبادرة والدعوات، موجهاً رسالة للأثرياء قائلاً: "رفقاً بالضعفاء"، في إشارة منه إلى ضرورة تخفيف كلفة الزواج وألا يقتصر الأمر على الذهب، بل يمتد إلى جميع التكاليف الباهظة من فستان زفاف وقاعات وباقي التجهيزات، مطالباً بالرفق بباقي الشباب الذين بات الزواج أمراً مستحيلاً بالنسبة إليهم.