السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

اطمأن إلى مرضاه فكان الموت بانتظاره... رحيل الممرّض عباس حلال أفجع معارفه

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
اطمأن إلى مرضاه فكان الموت بانتظاره... رحيل الممرّض عباس حلال أفجع معارفه
اطمأن إلى مرضاه فكان الموت بانتظاره... رحيل الممرّض عباس حلال أفجع معارفه
A+ A-

أنهى عمله في مستشفى جبل عامل في صور، اطمأن إلى مرضاه، وعاد أدراجه إلى منزله، إلا أنّه لم يتمكن من الوصول بعدما خطفه الموت بـ #حادث_سير مروّع بين دراجته النارية وسيارة عند مفرق بلدة البرغلية، لينقل على اثره الى المستشفى جسداً بلا روح... هو الممرض عباس حلال ابن بلدة الزرارية الذي أجبره الموت على طرق لبنان على لفظ آخر أنفاسه ليغادر الحياة وهو في عزّ الشباب.

رحيل سريع

22 سنة، مرّ فيها عباس على الارض قبل أن تكتب نهايته عند نحو الساعة السابعة والنصف من مساء الأحد الماضي، وذلك بعدما أنهى أداء رسالته الإنسانية في إسعاف المرضى في المستشفى، ليجد نفسه بحاجة إلى مَن يسعفه. ووفق ما قاله والده علي لـ"النهار"، والغصة تخنق صوته، فإنّ "الضربة أتت على رأسه، فحضرت فرق الاسعاف على الفور ونقلته الى مستشفى حيرام، إلا أنّه أطبق عينيه إلى الأبد قبل أن يصله"، وأضاف: "لن أتكلّم على صفات فلذة كبدي، فالمأتم المهيب الذي شيّعه الى مثواه الأخير خير دليل إلى حبّ الجميع له، فقد كان من خيرة الشباب، عشق أعمال الخير وتقديم الخدمات للغير".

خسارة كبيرة

خبر مقتل عباس سقط كالصاعقة على بلدته الزرارية، ولفت والده إلى أنّ "السيارة التي صدمت دراجته النارية فرّ سائقها من المكان، بدلاً من أن يتوقّف ويعمل على إسعافه. ننتظر من القوى الأمنية أن تتمكّن من التعرّف إليه وتوقيفه"، وأضاف: "خسارتي كبيرة بفقدان أعزّ انسان، فقد رحل تاركاً مرارة وألماً وحسرة في قلبي وقلب والدته وشقيقيه وشقيقته، سترافقنا ما دام النبض في عروقنا"، متساءلاً: "كيف لي أن أصدّق أنّ مَن كان بيننا في الأمس لن أكحل عينيّ برؤيته بعد الآن، وأنّ ابتسامته التي كانت تنشر التفاؤل في أرجاء المنزل خفتت إلى الأبد".

لوضع الخوذة

خُطِف عباس في غفلة بعدما اتت الضربة على رأسه، إذ كما قال والده لم يكن يضع خوذة، وقد سبق أن شدّد الخبير في السلامة المرورية كامل إبرهيم في حديث لـ"النهار" على ضرورة وضعها لأنها: "شيء أساسي جداً لحماية رأس سائق الدراجة، لذلك شُدّد عليها في قانون السير الجديد، ومن لا يضع خوذة معرّض للموت بنسبة أكبر بكثير ممن يضعها، لأن أي ضربة على رأسه ستقتله، مع العلم أنه تنبغي مراعاة مواصفات الخوذة، لا الاعتماد على المقلّدة منها التي يجب منع بيعها في السوق". إبرهيم شرح المادة 18 من قانون السير الجديد، رقم 243، التي تحظر على سائقي الدراجات الآلية والدراجات الهوائية ومرافقيهم، القيادة من دون اعتماد خوذة واقية تحدّد مواصفاتها بقرار يصدر عن وزير الداخلية والبلديات، مربوطة بإحكام تقيهم الصدمات أثناء القيادة.

أما المخالفة فتقع، كما قال ابرهيم، "ضمن جدول مخالفات الفئة الثالثة وهي: عدم ارتداء الخوذة، عدم ربطها بإحكام، خوذة غير قانونية، في حين أنّ غرامتها تراوح ما بين 200 و350 ألف ليرة لبنانية". وعن ملاحقة قوى الأمن مخالفات الدراجات النارية، اجاب: "الأمر مرتبط بآلية عملهم، فيتمّ التشدد في مناطق أكثر من أخرى"، وختم مطالباً سائقي الدراجات النارية عدم الاستهتار بأرواحهم وارتداء الخوذة، كما طالب القوى الأمنية التشدّد بتطبيق القانون، "لا سيما بعد خسارتنا العديد من شبابنا على طرق لبنان، وأيّ حادث مكلف ليس فقط على الضحية، بل على شركائه في المأساة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم