السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

علماء فلك يرصدون 40 مجرّة "سوداء"... بفضل "ألما"

المصدر: "ا ف ب"
علماء فلك يرصدون 40 مجرّة "سوداء"... بفضل "ألما"
علماء فلك يرصدون 40 مجرّة "سوداء"... بفضل "ألما"
A+ A-

أعلن علماء فلك أنهم رصدوا، للمرة الأولى، بفضل تلسكوب "#ألما" الراديوي في #تشيلي، نحو أربعين #"مجرة_سوداء"، وهي مجرات كثيفة وقديمة ولدت قبل ملياري سنة بعد الانفجار الكبير.

ويشكل ذلك خبرا مهما جدا لأوساط الفلك. ويقول تاو وانغ، المعد الرئيسي لمقال نشر في مجلة "نيتشر": "إنها المرة الأولى التي نجد مجموعة واسعة من المجرات ذات الكتلة الكبيرة والعائدة إلى ملياري سنة في عالمنا الذي ولد قبل 13,7 مليار سنة".

ويوضح هذا الباحث في جامعة طوكيو ومفوضية الطاقة الذرية في فرنسا "انها مختلفة عن نماذجنا النظرية الراهنة لتلك الحقبة من تطور الكون"

ويعجز التلسكوب "هابل" عن رؤية المجرات "السوداء"، مع أنه يوفر صورا منذ نحو 30 عاما، ويغوص في أعماق الكون، سامحا بالعودة بالزمن.

ويوضح عالم الفيزياء الفلكية دافيد الباز، مدير أبحاث في المفوضية الفرنسية والمشارك في إعداد الدراسة ان "هذه المجرات تظهر مثل نقاط سوداء في صور السماء الملتقطة بضوء مرئي. لكنها تشكل مصدر نور فعلي في مجال الموجات المليمترية. وبهذه الطريقة اكتشفناها".

وفي حين كان بعض زملائهم يشككون في وجود مجرات كثيفة وبهذا القدم كهذه، انطلق فريق دولي من علماء الفلك يبحثون عنها، مستندين إلى فرضية أن نور نجوم هذه المجرات مغطى كليا بسبب الكمية الكبيرة من الغبار النجمي.

ويقول الباز: "لقد جمعنا الكثير من الأدلة على وجودها في مناطق محددة في السماء. ومن ثم وجهنا التلسكوب ألما صوب هذه المناطق. وفوجئنا بأنه في أقل من دقيقتين برزت هذه المجرات من حيث لا ندري".

وتلسكوب "#ألما" (اتاكاما لارج مليمتر اراي) منصوب في صحراء أتاكاما على ارتفاع 5 آلاف متر. وهو مجهز بـ66 هوائيا عالي الدقة تراقب الموجات المليمترية ودون المليمترية.

وقد دشن التلسكوب الراديوي عام 2013. وأتى ثمرة شراكة بين المرصد الأوروبي الجنوبي ومؤسسات علمية في الولايات المتحدة واليابان.

ويشدد الباز على ان "قدرة ألما سمحت لنا بالتقاط الموجات المليمترية بدقة غير مسبوقة، والحصول على الدليل بوجود هذه المجرات السوداء".

ويوضح أن المجرات التسع والثلاثين التي رصدت هي "مجرات- ديناصور". واكتشفت عندما كانت لا تزال حية. ويشير الى "أنها سلف المجرات الضخمة المعروفة بالمجرات الميتة، لأنها لم تعد تولد نجمات"، ويمكن رؤيتها في الكون.

وتبين أن كتلة المجرات السوداء توازي كتلة مجرتنا درب التبانة (نحو 50 مليار مرة كتلة الشمس). ويقول عالم الفلك بحماسة: "لقد رصدناها وهي تشكل نجومها بوتيرة تزيد 50 مرة عن وتيرة درب التبانة!".

وكانت النماذج النظرية حتى الآن لا تنص على وجود هذه المجرات "البالغة" العملاقة في وقت مبكر كهذا في تاريخ الكون، على ما يؤكد عالم الفيزياء الفلكية، مشيرا الى "أنها ضحية تشيّخ سريع للغاية لسبب لا يزال مجهولا".

ويظن علماء الفلك أن اكتشافهم قد يسمح بزيادة المعرفة بالثقوب السوداء ذات الكتلة الكبيرة جدا. ويوضح كوتارو كوهنو من جامعة طوكيو انه "كلما كانت كتلة المجرة كبيرة، كان الثقب الأسود في وسطها كثيفا".

وكثافة الثقب الأسود كبيرة جدا، بحيث تحجب أي نور ومادة.

وسيسعى الفريق الآن إلى رصد مجرات بعيدة مجهولة أخرى. وينتظر أفراده بفارغ الصبر، خلف "هابل" التلسكوب "جيمس ويب سبايس تلسكوب" المقرر إطلاقه في آذار 2021.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم