السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

إردوغان "رفض الجلوس على كرسي صغير في مكتب البابا"؟ اليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فيسبوك).
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فيسبوك).
A+ A-
يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي صورة للبابا فرنسيس والرئيس التركي رجب طيب اردوغان بمزاعم ان "اردوغان فوجئ بأن كرسي الضيف صغير، فرفض أن يجلس قبل أن يأتوه بكرسي له الحجم ذاته لكرسي البابا". وقد اشير الى هذا الكرسي الصغير المزعوم بدائرة حمراء. غير ان هذا الادعاء مختلق ولا اساس له. الصور والمقاطع المصورة لهذا اللقاء الذي حصل عام 2018 تظهر، في شكل قاطع، ان اردوغان جلس، من البداية، على الكرسي الابيض الكبير الذي نراه وهو جالس عليه في الصورة، بينما وضع الكرسي الأصغر الى يسار كرسي البابا كي يجلس عليه مترجم او أحد معاونيه، في ما لو احتاج اليه. FactCheck#
 
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: منذ ايام، تكثف تناقل الصورة في حسابات وصفحات في الفيسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا...). وقد أرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "فوجئ اردوغان أن كرسي ضيف البابا صغير فرفض أن يجلس حتى يأتوه بكرسي في نفس الحجم رغم أنهم أكدوا له أن كل رؤساء العالم وملوكه جلسوا على نفس الكرسي حتى ترامب إلا أنه أجاب لا رئيس تركيا لا..!!". 
 
 
  
التدقيق: 
البحث عن الصورة والمنشور، باستخدام كلمات مفاتيح، يبيّن انه سبق ان انتشرا في وسائل التواصل على نطاق واسع، في شباط 2018 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، ليتواصل عام 2020 (هنا، هنا، هنا...)، قبل أن يتجدد أخيرا.  
 
 
- حقيقة الصورة -
كذلك، يقود البحث العكسي عن الصورة، بواسطة مختلف محركات البحث في الانترنت، الى مصدرها الاصلي، وكالة Getty Images ووكالة اسوشيتد برس. وقد نشرتاها في 5 شباط 2018، مع شرح انها تظهر "الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خلال لقائه البابا فرنسيس في اطار زيارته لمدينة الفاتيكان، الفاتيكان، 5 شباط 2018". 
 
 
 
خلال ذلك اللقاء، تطرق البابا فرنسيس واردوغان الى "وضع القدس، وطالبا باحترام القانون الدولي وحقوق الانسان في منطقة الشرق الاوسط، في حين كانت تجري تظاهرة للاكراد على مسافة قريبة من الفاتيكان"، وفقا لما أوردت وكالة "فرانس برس". 

وجاء في بيان مقتضب للفاتيكان ان اللقاء بين البابا واردوغان استغرق خمسين دقيقة، وكانت المباحثات بينهما "ودية"، بحيث تطرقا الى "الوضع في الشرق الاوسط مع الاشارة الى وضع القدس والتشديد على الحاجة للترويج للسلام والاستقرار في المنطقة عبر الحوار والتفاوض في اطار احترام حقوق الانسان والقانون الدولي".
 
 
واردوغان الذي قام يومذاك باول زيارة لرئيس تركي للفاتيكان منذ 59 عاما، اراد ان يشكر البابا على اعتراضه على قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل. ونقلت وسائل الاعلام التركية الرسمية عن مصادر في الرئاسة انه اضافة الى القدس، شدد اردوغان والبابا على اهمية التصدي معا "لكره الاجانب والاسلام" وعدم الخلط بين "الاديان والارهاب".
 
ما الذي نعرفه ايضا عن لقاء البابا واردوغان؟ 
وفقا لوكالة "فرانس برس"، وصل الرئيس التركي مبتسما ومتأخراً بعض الوقت. وكان في استقباله الحبر الاعظم، لكن بملامح أكثر جدية. الا ان الاجواء تحسنت لاحقا مع تبادل الهدايا كما افاد الصحافيون المتواجدون.

وعلّق البابا عند تقديمه ميدالية برونزية الى اردوغان: "هذا ملاك السلام الذي يخنق شيطان الحرب"، مضيفا: "انه رمز لعالم يرتكز على السلام والعدل". وتمثل الميدالية ملاكا يحارب تنينا.
 


 
وقدم اردوغان للحبر الاعظم لوحة خزفية كبرى عن اسطنبول تظهر فيها بوضوح قبة كاتدرائية القديسة صوفيا التي حولها العثمانيون مسجدا في القرن الخامس عشر وكذلك المسجد الازرق الشهير.
 
-ولكن ما حقيقة المزاعم ان "اردوغان فوجئ بأن كرسيه صغير، فرفض أن يجلس قبل أن يأتوه بكرسي بالحجم ذاته (لكرسي البابا)؟
 
هذه المزاعم خاطئة، لا اساس لها.
 
والدليل الأول مشاهد مصورة نشرتها مواقع اخبارية عالمية عن اللقاء بين البابا فرنسيس واردوغان، في مكتب الحبر الاعظم في الفاتيكان. ويظهر في مقطع مصوّر (هنا) ان اردوغان جلس، من البداية، على الكرسي الابيض الكبير الذي نراه وهو جالس عليه في الصورة المتناقلة (التوقيت 0,47). 
 
 
والدليل الثاني هو ما تظهره، في شكل قاطع، مقاطع مصورة عدّة (هنا، هنا) ان الشخص الذي كان يحمل الكرسي الصغير (في الدائرة الحمراء في الصورة المتناقلة)، نقلها ليضعها الى يسار كرسي البابا فرنسيس، كي يجلس عليه مترجم (او معاون)، في ما لو احتاج اليه البابا فرنسيس (فيديو فرانس 24- التوقيت 1,45/ فيديو alaturkatv التوقيت 3,59).
 
 
 
 
 
وهنا ايضا صورة من موقع Getty Images يظهر فيها طرف الكرسي بعدما وضعه الرجل الى يسار كرسي البابا فرنسيس، بينما بدا الرجل مبتعدا عن المكتب. ويظهر كذلك هذا الكرسي بوضوح في لقطة شاشة من الفيديو (هنا، التوقيت 0,59).  
 
 
 
- ترامب وبوتين...- 
وتُظهر ايضا مزيد من الصور نشرتها وكالات عالمية، ان الكرسي الذي جلس عليه اردوغان لا يختلف اطلاقا عن الكرسي الذي جلس عليه الرئيس الاميركي (السابق) دونالد ترامب يوم زار الفاتيكان في 24 ايار 2017 (هنا، هنا)، وايضا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (هنا، هنا) في 4 تموز 2019، وغيرهما من القادة والزعماء (هنا، هنا، هنا...). وفي احدى الصور، جلس شخص (المترجم على الارجح) الى جانب بوتين، بينما وضع كرسي صغير الى يسار كرسي البابا للغاية ذاتها (في الصور مع ترامب وبوتين). 
 
 
 
النتيجة: المزاعم اذاً ان الصورة تظهر "كرسيا صغيرا رفض اردوغان الجلوس عليه قبل ان يأتوه بكرسي له الحجم ذاته لكرسي البابا فرنسيس"، مزاعم مختلقة، لا صحة لها. الصور والمشاهد المصورة لهذا اللقاء الذي حصل في شباط 2018، تظهر ان اردوغان جلس، من البداية، على الكرسي الابيض الكبير الذي نراه وهو جالس عليه في الصورة، بينما وضع الكرسي الصغير الى يسار كرسي البابا كي يجلس عليه مترجم او أحد معاونيه، في ما لو احتاج اليه. 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم