السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الإبادة الإيزيدية: هدف ممنهج من قبل داعش لقتل مجتمع بأكمله.... والعالم يخلَد ذكراها اليوم

في انتظار العدالة (تعبيرية- أ ف ب).
في انتظار العدالة (تعبيرية- أ ف ب).
A+ A-
لين زوفيكيان
 
مرَت سبع سنوات على تسلًل داعش إلى سنجال، المأوى العزيز على قلوب الإيزيديين وملاذهم الآمن . كانت سنجال هدفًا للإبادة الممنهجة من قبل داعش، مما أدَى إلى قتل واستعباد ونزوح جماعي لمجتمع بأكمله.
 
لا يزال أكثر من 75٪ من الإيزيديَين النازحين غير قادرين على مغادرة مخيمات النازحين.
مرَت سبع سنوات على قتل وذبح ما يقارب ال 1,298 شخصًا لقوا حتفهم يوم ٣ آب، ليشكَل هذا التاريخ اليوم الأول لهذه الذكرى الأليمة.
 
في أول أيام هذه الإبادة، تمَت ملاحقة ما يزيد عن 355,000 من الأقليات الإيزيدية في جبال سنجال، في محاولة لقتلهم وإنهاء وجودهم.
 
رهائن في جبالهم، هذه الجبال التي كانت ترمز إلى التعايش الروحي، والتي كانت تشكَل ملاذًا آمنًا يلجأ اليه الإيزيديون للتناغم مع الطبيعة، تحوَلت هذه الجبال اليوم إلى رمز للإقصاء ولنهاية حتمية لا عودة منها.
 
مطوَقين بعناصر داعش، ذُبح الإيزيديون على أيادي داعش من دون إعطائهم حتى فرصة الاستسلام!
 
شنغال المعروفة بشنغار لدى لمجتمع الدولي، هي أرض للانتماء الجماعي، أو للهوية الجماعية لشعب لم يعد يجد المكان والأرض لإعادة بناء ما تهدَم من المنازل ولبناء حياة كريمة ومستقبل يحفظ لهم العيش الكريم.
 
لغاية اليوم، ٢٥ ٪ من الإيزيديين قد تمكنوا من مغادرة مخيمات النازحين، والعودة إلى ديارهم في المناطق الصالحة للسكن. غير أنه ليومنا هذا، لا تزال شنغار غير صالحة للسكن، وغير ممكَنة اقتصاديًا، وما زالت تفتقر للخدمات الأساسية التي تسهل عودة اللاجئين إلى ديارهم.
 
ما زال شبح الموت يلاحق الإيزيديين مع وجود المقابر الجماعية في العديد من القرى والبلدات في سنجار، مما يجعل أي عودة آمنة أمرًا مستحيلًا. كما أن وجود الميليشيات المسلحة يعزَز وجود داعش في المنطقة، وينفي كل المزاعم بشأن هزيمتها وهزيمة فكرة إنشاء الدولة الإسامية.
 
الأسبوع الماضي، تحديدًا، أعلنت ٩٥ عائلة إيزيدية عن انتقالها إلى مخيم داخلي للنازحين. كيف كان بإمكاننا تصوَر أن تعيش هذه الأقليات بدون توفر خدمات أساسية من الكهرباء والمياه والاتصالات والطرق والأمن والرعاية الصحية والتعليم والتمكين الاقتصادي؟ والجواب واضح: لا مستقبل للإيزيديين في ظل غياب الخطة لمستقبل مستدام.
 
كل ما نشهده اليوم هو جزء من خطة ممنهجة من قبل داعش لقتل واستعباد ونزوح جماعي لمجتمع بأكمله، لعدم السماح لأسر الضحايا بالعودة إلى شنغال.
 
في حين أن داعش هو الذي قام بهذه المجزرة، وهو من قاد الهجمات والفظائع، اليوم نحن- المجتمع المحلي والدولي، والمنظمات غير الحكومية، ومنظمات السلام العالمية- من نقود الجهود من أجل تخليد هذه الذكرى كي لا ينسى العالم هذه الإبادة الجماعية.
 
من واجبنا أن نعمل سويًا من أجل مستقبل مستدام للإيزيديين والأقليات في العراق، من أجل عدم السماح لداعش من تحقيق مخططهم.
 
السنوات السبع الماضية أعطتنا درسًا بأننا فشلنا في قيادة التغيير وصنع القرار بمفردنا. لذلك، علينا القيام بإشراك وبإدماج كامل لممثلين من جميع الأقليات - وخاصة الناجين من أسر داعش - في جميع عمليات صنع القرار والحكم التي ستحدد المستقبل المستدام والآمن والمزدهر لجميع المجتمعات في المنطقة.
 
يجب إعطاء الإيزيديين والرافضين منهم للاستسلام لداعش، حفاظًا على هويتهم، وشرفهم، الحق بتقرير مصيرهم.
 
 
رسالة شنغال واضحة: لا تتخلَوا عن الإنسانية! ومن واجبنا أن نصغي وأن نستجيب لها بالقيام بواجبنا الإنساني تجاهها!
 

* رائدة أعمال وناشطة في بناء السلام

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم