لونا الشبل عُذّبت وقُتلت... والدليل هذه الصورة؟ النهار تتحقق FactCheck
المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "المستشارة السابقة للرئيس السوري المخلوع لونا الشبل، بعد تعذيبها وقتلها".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 18 شباط 2019، وتظهر البرازيلية ايلاين كاباروز Elaine Caparroz بوجه متورم بعد تعرضها لاعتداء وحشي على يد رجل التقته في أول موعد غرامي لهما في ريو دي جانيرو. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم... وعذراً على قساوة الصورة
فما سترونه هو وجه منتفخ، متورم، عليه آثار دماء. وقد انتشرت الصورة خلال الساعات الماضية في حسابات كتبت معها (من دون تدخل): "قالوا ماتت في حادث، بل تحت التعذيب...".


تسريبات حصرية لـ"العربية" تكشف أحاديث بين الأسد ولونا الشبل
جاء تداول الصورة في وقت نشرت قناة "العربية/الحدث"تسجيلات مصورة حصرية تجمع الرئيس السوري السابق بشار الأسد ومستشارته السابقة لونا الشبل، تتضمن أحاديث خاصة تكشف مواقف حادة وسخرية من جهات ووقائع داخل الساحة السورية.
وأفادت مصادر "العربية/الحدث" أن أمجد عيسى معاون لونا الشبل كان بالسيارة مع الأسد أثناء التسجيلات المسربة.
وظهر الأسد في أحد المقاطع وهو يوجه شتائم حادة متعلقة بالغوطة قائلا "يلعن أبو الغوطة"، بينما تكشف لقطات أخرى حواراً بينه وبين لونا الشبل تتحدث خلاله عن "تباهي حزب الله بقدراته"، قبل أن تضيف: "والآن لم نسمع له صوتاً".
كذلك، قال الأسد لفريقه من الغوطة: "سندخل سقبا وكأني لا أعلم أنها "تحررت".
وتتضمن أيضا التسجيلات مشاهد يسخر فيها الأسد ولونا الشبل من جنود سوريين ظهروا وهم يقبّلون يد الأسد خلال لقاءات سابقة.
وكانت وفاة لونا الشبل أُعلنت في تموز 2024، بعد تعرضها لحادث سير ونقلها إلى العناية المشددة في مستشفى الشامي في دمشق، وفقاً لما ذكرت تقارير. ونعتها الرئاسة السورية بعد ظهر الجمعة 5 تموز 2024، مشيرة إلى أنها عملت خلال السنوات الماضية مديرة للمكتب السياسي والإعلامي في رئاسة الجمهورية، ثم مستشارة خاصة في الرئاسة.
وأثارت وفاة الشبل شكوكاً حول حقيقة الحادث الذي تعرضت له، وما اذا كان جريمة مدبرة.
حقيقة الصورة
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بلونا الشبل او بوفاتها، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي يوصلنا اليها منشورة في مواقع اخبارية، لا سيما برازيلية، في 18 شباط 2019، ضمن تقارير عن تعرض السيدة البرازيلية ايلاين كاباروز Elaine Caparroz (55 عاما) لاعتداء وحشي على يد رجل التقته في أول موعد غرامي لهما.

وفي التفاصيل، ذكرت الشرطة البرازيلية ان كاباروز تعرضت لضرب مبرح ووحشي، لمدة أربع ساعات، خلال أول موعد لها مع رجل تعرفت إليه عبر الإنترنت، على ما ذكرت تقارير اخبارية.
والرجل المعتدي هو فينيسيوس سيرا Vinicius Serra البالغ 27 عاما. وارتكب اعتداءه في شقة كاباروز في بارا دا تيجوكا بالمنطقة الغربية لريو دي جانيرو بالبرازيل.
وتعرّضت الضحية لكسور متعددة في وجهها، بما في ذلك كسر في الأنف، وإصابات بالغة في عظام محجر العين، وفقدان بعض الأسنان، وإصابات داخل فمها استدعت أكثر من 40 غرزة.
كذلك تعرضت سيدة الأعمال للكم والركل والعض في ذراعيها وساقيها أثناء محاولتها حماية نفسها والهروب من المعتدي عليها.
واظهرت لقطات مروعة لآثار الاعتداء، الذي بدأ قرابة الأولى فجر السبت 16 شباط 2019، واستمر حتى 5:30 صباحاً، الشقة في حالة من الفوضى العارمة، مع أثاث متضرر وجدران وأرضية ملطخة بالدماء، مما يشير إلى أن الضحية تم جرها في جميع أنحاء الشقة أثناء الهجوم عليها.
وتدخل الجيران عندما سمعوا صراخ المرأة، وأبلغوا حراس الأمن في المبنى، والذين اقتحموا الشقة. لكن المشتبه فيه حاول الفرار. إلا أن جميع المخارج أغلقها الحراس الذين تمكنوا من السيطرة على المهاجم واحتجازه حتى وصول الشرطة.
وعندما دخل الحراس الشقة، وجدوا الضحية مصابة بجروح خطيرة، وملقاة على الأرض والدماء متناثرة في جميع أنحاء الغرف.
وكشفت السيدة كاباروز، وهي صاحبة شركة لتنسيق الحدائق، أنها دعت سيرا، وهو طالب حقوق، لتناول العشاء الجمعة 15 منه، وكان هذا أول لقاء بينهما بعد ثمانية أشهر من التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وذكرت ان الاعتداء المروع بدأ بعدما ناما في السرير ذاته، زاعمة أن سيرا اقترح عليها أن "يتعانقا"، وقال لها: "استلقي على كتفي كي ننام متشابكين". ووافقت ايلاين، ولكن بعد ساعات استيقظت على وقع الاعتداء الوحشي.
وخلال استجواب الشرطة له، ادّعى سيرا أنه شرب كمية كبيرة من النبيذ، ثم غلبه النعاس. وذكرت التقارير أنه أخبر الضباط أنه أصيب بالذعر عندما استيقظ وعانى نوبة ذهانية أجبرته على ضرب إيلين لمدة أربع ساعات.
وبحسب المحققين، حاول سيرا على ما يبدو إخفاء هويته عند وصوله إلى المبنى السكني. ويُزعم أنه أعطى البواب اسماً زائفاً، مُعرّفاً نفسه باسم فيليبي. وقد سُجّل هذا الاسم في سجل الزوار.
وتم القاء القبض على سيرا متلبساً بالجرم، واتُهم بمحاولة قتل امرأة، وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة أقصاها أكثر من أربع سنوات.
ولكن في كانون الاول 2024، أصدرت محكمة ريو دي جانيرو حكماً ببراءة سيرا من اي مسؤولية جنائية، وفقا لما أوردت مواقع اخبارية برازيلية. وقال القاضي جواكيم دومينغوس من الدائرة الجنائية السابعة، إنه لا يمكن محاسبة المتهم، لأنه ارتكب اعتداءه نتيجة سلوك عنيف ناجم عن اضطرابات النوم.
وقضى الحكم بإعفاء سيرا من دفع التعويض الذي طالبت به كاباروز، والبالغ 100 ألف ريال برازيلي. كذلك نص على وجوب مواصلة المتهم تلقي العلاج، بمراجعة وحدة صحية مرة شهرياً وتناول الأدوية اللازمة لمرضه...
من جهتها، أعربت الضحية كاباروز عن رفضها للقرار، قائلةً: "أنا امرأة، ضحية محاولة قتل كادت تودي بحياتي، وقد تخلى عني النظام القضائي".
صورة ثانية زائفة
يشار الى ان الصورة الأخرى التي تضمنّها المنشور المتناقل، والتي تظهر الرئيس السوري المخلوع بشار الاسد ولونا الشبل معاً في السيارة ضاحكين، غير حقيقية، لكونها منشأة بالذكاء الاصطناعي.
فإلى جانب ان انتشارها ينحصر في وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا مؤشر ينذر بخطر التضليل، جاءت نتيجة فحصها في مواقع متخصصة بكشف التزييف، مثل Hive Google وHive Moderation وSightengine انها منشأة على الارجح بواسطة الذكاء الاصطناعي بنسبة 99.9%. وتعرّف اليها محرك غوغل انها منشأة بواسطة Google AI.

وسبق ان انتشرت اخبار كاذبة عدة عن لونا شبل بعد وفاتها، ونشرت "النّهار" مقالات تدقيق بشأنها.
"صورة لمستشارة الأسد لونا الشبل في غرفة العناية الفائقة"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
"صور مسرّبة لمستشارة الأسد لونا الشبل بعد مقتلها"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
وثيقة إثبات زواج بشار الأسد من لونا الشبل مفبركة FactCheck#
عرس بشار الأسد ولونا الشبل... ما حقيقة هذه الصورة "المسربة"؟ النهار تدقق FactCheck
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر"لونا الشبل، بعد تعذيبها وقتلها". في الحقيقة، الصورة قديمة، اذ تعود الى 18 شباط 2019، وتظهر البرازيلية ايلاين كاباروز Elaine Caparroz بوجه متورم بعد تعرضها لاعتداء وحشي على يد رجل التقته في أول موعد غرامي لهما في ريو دي جانيرو.
نبض