السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

ماذا قال مسلحو المعارضة للراهبات في معلولا؟

المصدر: "النهار"
فرج عبجي
فرج عبجي
A+ A-

في وقت تتجه الأنظار الى معلولا لمعرفة من سيطر عليها النظام السوري أم المعارضة، فات العالم بأسره ان هناك صراعاً من نوع آخر يجري على ارض المعركة. صحيح ان الجيش السوري والمسلحين يخوضان اشرس المعارك في هذه البلدة للسيطرة عليها ولتسجيل نقاط اضافية، لكنهما في الوقت نفسه يخوضان معركة خفية لاظهارالاحترام والمحبة لمن تبقى في البلدة، وخصوصا راهبات دير مار تقلا.


رئيسة الدير الام بلاجيا سياف قالت لـ"النهار" ان "الوضع الآن تحت سيطرة الجيش السوري في معظم البلدة"، مؤكدة ان "معارك ضارية دارت بين الطرفين على اطرف البلدة بالقرب من اوتيل السفير الا انها انتهت مع هبوط الليل". 


وعندما سألناها عن الوضع في البلدة لدى  دخول الجيش السوري مجددا، والى الدير تحديدا، قالت "كانوا فرحين اننا بخير وتصرفوا بكل محبة وعرضوا علينا المساعدة، ولم يغيروا تصرفاتهم معنا ". 


هنا استوقفناها لنسألها، كم مرة دخل المسلحون الى داخل الدير وكيف تصرفوا مع ساكنيه، فقالت "امام الله اقول انه لم يصدر منهم اي تصرف سيء ابدا".


وأوضحت ان "المسلحين دخلوا الى الدير ثلاث مرات، المرة الاولى كانت منذ عشرة ايام، حين كانوا قرب المدخل واطلقت رصاصة عليهم فظنوا ان مطلق النار من الداخل فدخلوا ليفتشوا الدير، فخرجت راهبة وقالت لهم: "نحن لا نحمل السلاح ولن نسمح لاحد باستعماله في حرم الدير المقدس"، وعندما وجدتُ انهم لم يقتنعوا منها، خرجنا انا واخواتي الراهبات وحين شاهدونا، تفاجأوا بجرأتنا وقالوا لنا: "لا نريد شيئاً منكم"، لكننا اصرينا ان يدخلوا ويفتشوا كي لا يبقى الشك في عقولهم، فدخلوا وفتشوا ولم يجدوا شيئاً، وهم في طريقهم الى الخارج، قال لنا المسؤول عنهم: " اذا احتجتم شيئاً، نحن على مدخل الدير".


واضافت سياف انه في المرة الثانية اي منذ اسبوع، "دخل المسلحون برفقة كاميرا فيديو ليصوروا، وسألونا كيف كانت معاملتهم لنا، فقلنا لهم اننا سنجاوب عن المعاملة داخل الدير لاننا لا نعلم بما جرى في الخارج، فأكدنا اننا لم نتعرض لأي مضايقة من قبلهم وهذه هي الحقيقة".


المرة الثالثة 


وعن المرة الثالثة التي دخلوا فيها الى الدير، قالت "انهم ايضا جاؤوا بكاميرا نهار السبت ليصوروا الدير والتأكيد انه لم يتم التعرض  لساكنيه قبل ان ينسحبوا من محيط الدير". هنا سألناها، هل كان من بين المسلحين احد من ابناء البلدة؟، فأجابت "نعم كان هناك اثنان". وعن وجود مسلحين اجانب بينهم ؟، أوضحت أن "بعضهم كان يتحدث بلهجة غير سورية بالاضافة الى وجود آخرين من الاجانب". 


وكما يتبيّن من شهادة الأم بلاجيا، فإن كل من  الجيش السوري ومقاتلي المعارضة يحرص من خلال تصرفاته مع من تبقى في البلدة على التأكيد انه هنا لحمايتهم والحفاظ عليهم، والسؤال-الواقع يبقى: اين اهالي معلولا اليوم ومتى يعودون الى بلدتهم في ظروف تسمح باستقرار العيش. سؤال يصح طبعا تعميمه على آلاف النازحين واللاجئين السوريين. 


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم